د.حماد عبدالله يكتب: " تدهور " الرياضة وأخلاق القائمين عليها !!
يتابع أهل المحروسة مهازل، وشغب، ومشاجرات، وحروب إعلامية، وعقوبات إدارية ( أولمبية ومحلية ) تحت مسمى التنافس على تولى إدارة مجالس إدارات الأندية الرياضية وأشهر ما يحدث اليوم فى نادى الزمالك أقدم الأندية المصرية، وتحولت تلك المهازل إلى ملف جديد، تبحثه وتحق فيه المحاكم المصرية !!
وإنشغل رؤساء مجالس إدارات النوادى وخاصة الكبيرة والعريقة فى تاريخها والتى تولاها فى الفترة الأخيرة، الطامحين للظهور الإعلامى، حتى ولوكان هذا الظهور بمناسبة ( خناقة ) أو معركة تستخدم فيها الألفاظ ( النابيه ) ووصلت إلى هتك الأعراض على الهواء مباشرة، كل ذلك منقولًا عبر شاشات التليفزيون ( على الهواء مباشرة ) وأصبحت هذه الأحداث ( هى نجومية ) لأصحابها، فبمجرد سماع "صوت عال وشتائم" فى التليفزيون حتى يسرع كل من هو بعيد عن الشاشة، بالإتصال بمنزله أو بمقر عمله لكى يقوموا بالتسجيل للحدث، حتى يستطيع مشاهدتها، بالمثل كما كان يحدث فى الماضى ( الزمن الجميل ) حين يحرص المشاهدين على مشاهدة أنشطة تلك النوادى فى ماتشات كرة أو مسابقات محلية تحت أى مسمى، حتى ولو عن طريق التسجيل فى حالة صعوبة المشاهدة على الهواء مباشرة.
تحولت للأسف حروب أعضاء مجالس الإدارات إلى نشاط أساسى لمقدمى البرامج الرياضية، بل أصبحت مادة إعلامية يحرص الجميع للأسف على متابعتها، وذلك لغرابتها وشذوذها، وبعد إنتهاء البث لمثل هذه الأحداث
( يمصمص ) أهل المحروسة شفاههم، ويتندرون على زمن كان فيه رؤساء تلك النوادى أسماء لامعه، وقدوةة للشباب مثل "فكرى أباظه" فى الأهلى، و"محمد حسن حلمى" فى الزمالك واللواء "مرتجى والكابتن صالح سليم" وكانت نجومية "محمد لطيف وحسين مدكور واللواء على زيوار" بمثابة بعث للروح الرياضية لأهل المحروسة صغيرًا وكبيرًا، بل تعلم شعب مصر شروط وأداب لعبة كرة القدم من خلال تعليقهم على المباريات فى تليفزيون مصر الأبيض والأسود !!
ولكن ياخسارة، مثل كل شىء تدهور، تدهورت الرياضة وتدهورت أخلاق القائمين عليها، كانت الرياضة فى المدرسة وفى الساحات الشعبية والأندية الصغيرة والكبيرة، هى مدرسة للتربية وللتسامح والتنافس الحر الشريف، وكان من المفترض أن تكون الأندية أيضًا مدرسة لممارسة الديمقراطية، فيها يتم كل الأنشطة بجانب الرياضة من ندوات سياسية وثقافية، ومن خلال إنتخابات داخلية للجان الأنشطة، يتولى الأعضاء شئون زملائهم كخدمة عامة، من خلال إنتخابات تتم فى أيام أجازات، تسموا بالمشاركين وكأنهم فى يوم عيد، يفرح فيه الكبار وينتظره الصغار لمزاولة حق التصويت لإختيار المتنافسون على الخدمة العامة كل هذا كان موجود، وكانت الأندية شىء جميل ومحترم، وكان الأعضاء حريصون على التجمع أمَّ للغذاء أو العشاء أو السفر فى رحلات نهاية الأسبوع فى رحلات جماعية للمدن المصرية سواء الساحلية منها أو فى جنوب البلاد.
وكانت الفرق الرياضية تبث روح الإنتماء لمشجعى الأندية، حتى وصلت إلى أنها أصبحت أقليمية وعربية وليست إنتماءات محلية، ففى أى دولة عربية هناك من هو ( أهلاوى والأخر زملكاوى وترسناوى، ومحلاوى وغيرهم ).
وتغنت بهذه الإنتماءات فنانات وفنانين أشهرهم المرحومة الفنانة "صباح " "إنت أهلاوى ؟ أنت زملكاوى ؟ الأثنين حلوين "
أين كل هذا فى ظل صراع الديوك، وصراع المصالح التى نراها فى المحاكم، وتلك البذاءات التى نشاهدها فى بيوتنا على الهواء مباشرة فى الفضائيات ماذا حدث لهذا القطاع الإنسانى الهام فى المجتمع المصرى.
كل هذا الفشل فى الأندية المصرية وفى الرياضة الوطنية "نتاجه تخلف وتدهور" ورثاء على الأخلاق وحاجة تكسف للأسف الشديد !!
أستاذ دكتور مهندس/ حماد عبد الله حماد
[email protected]