يقول أحد أقارب الطفلة إنه يشعر بالحزن الشديد لوفاة الفتاة الفلسطينية وأقاربها، الذين تم الآن انتشال جثثهم

بعد انتشار مقاطع مناشدات  الطفلة "هند رجب".. الاحتلال يستمر في انتقامه

عربي ودولي

الطفلة هند رجب
الطفلة هند رجب

روى ابن عم فتاة فلسطينية تبلغ من العمر خمس سنوات توفيت في غزة بعد أن تعرضت سيارة عائلتها  لإطلاق نار من دبابات الاحتلال، كيف تحدث معها بينما كانت تنتظر إنقاذها، وقال إن كلماتها الأخيرة تطارده.

وتم انتشال جثمان "هند رجب" أمس السبت، إلى جانب جثث ستة من أقاربها، وأرسل مسعفان من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، هما يوسف الزينو وأحمد المدهون، للعثور عليها في مدينة غزة، وقال ابن عمها، محمد حمادة، إنه تأثر بوفاتها.

واتصلت هند، المحاصرة في السيارة، بالهلال الأحمر وتوسلت إليهم أن يأتوا لإنقاذها، وقالت لهم: "أنا خائفة جدًا، من فضلكم تعالوا". وفقدت وكالة الإغاثة الاتصال بسيارة الإسعاف التي أُرسلت لمساعدتها في 29 يناير، وظل طاقمها وهند في عداد المفقودين حتى تم تأكيد وفاتها أمس السبت،  وتحدثت هند أيضًا عبر الهاتف مع ابن عمها محمد حمادة، بينما كانت تنتظر إنقاذها.

وقال الشاب البالغ من العمر 28 عاماً، متحدثاً من فرانكفورت بألمانيا: "قالت هند: أرجوك ساعدني. من فضلك تعال وأنقذنا. أنقذوني.‘ أخبرتني أنها أصيبت في ساقها، مضيفًا: "كنت أبكي لأنني لم أتمكن من فعل أي شيء، وأعتقد أن جميع أفراد عائلتي كانوا في نفس الوضع. لكن الجزء المضحك هو مدى قوتها. قالت لها زوجتي: ’’يا عزيزتي، لا تخافي، الله يحبك وسوف يعتني بك‘‘، فأجابت بـ ’’حسنًا‘‘. أعتقد أن هند كانت أكثر شجاعة منا جميعاً”.

جيش الاحتلال يتقدم رغم تدويل مأساة "هند"

وتأتي هذه المأساة في الوقت الذي يستعد فيه جيش الاحتلال لهجوم بري في رفح جنوب قطاع غزة، على الرغم من تحذيرات وكالات الإغاثة من أن مثل هذا الهجوم سيكون "كارثة".

وفي ظل تحذيرات أن أكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة يعيشون في المدينة، بعد أن فروا من الهجمات الإرهابية في أماكن أخرى في غزة، وكانت دولة الاحتلال قد أعلنت في وقت سابق معبر رفح منطقة آمنة.

وقال “حمادة” إن المأساة حدثت في 29 يناير، عندما حاولت هند وعمها وخالتها وأربعة من أبناء عمومتها الفرار من مدينة غزة التي كانت تحت قصف جيش الاحتلال، لكن العائلة واجهت دبابات الاحتلال في منطقة تل الهوى وتعرضت سيارتهم لإطلاق النار.

وأوضح أنه علم لأول مرة من أقارب آخرين حوالي الساعة 13.40 (11.40 بتوقيت جرينتش) أن العائلة قد "أطلق عليها جيش الاتصال النار" وأنه اتصل هو وابن عم آخر بجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني طلباً للمساعدة.

ثم اتصل بالعائلة مباشرة وتحدث مع ابنة عم هند، ليان حمادة، البالغة من العمر 15 عامًا، والتي كانت أيضًا على اتصال مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، ونشرت وكالة الإغاثة تسجيلاً جزئياً لمكالمتها الهاتفية المروعة، حيث يمكن سماع صراخها.