وزير الأوقاف وأئمة وواعظات الوزارة يزورون الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا
قام وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة مع وفد من قيادات الوزارة والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية وأئمة وواعظات وزارة الأوقاف بزيارة للأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، بدعوة كريمة من أ.د/ إسماعيل عبد الغفار رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري؛ للاطلاع على أحدث البرامج العلمية والتدريبية ووسائل التعليم الحديثة بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري.
رحب أ.د/ إسماعيل عبد الغفار رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بوزير الأوقاف والوفد المرافق له، مؤكدًا أن هذا اليوم من أكثر الأيام تميزًا في سجل تاريخ الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري معبرًا عن سعادته بهذه الزيارة، فهو رمز نعتز به جميعًا في مصر والأمة العربية والعالم الإسلامي، كما أثنى على الضيوف ورحب بالحضور المتميز من الأئمة والواعظات أصحاب الرسالة والمسئولية الكبيرة والذين نعول عليهم لتحقيق مستقبل أفضل بفهم أشمل وأعم للخطاب الديني المستنير.
وأكد رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا أن الأوقاف نجحت في إعداد جيل من الأئمة والواعظات قادر على تحمل المسئولية في عصر يتطور بشكل كبير، مما يستدعي وجود مجموعة واعية من الأئمة يحملون أكثر من تخصص في مختلف المجالات، بما يعكس رؤية الوزارة وتطلعها نحو مستقبل تستطيع فيه بناء أجيال متطورة تستطيع أن تفكر بما يتواكب مع مستجدات العصر.
موجهًا الشكرللوزير على إتاحة الفرصة للأئمة والواعظات للاطلاع على الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري هذا الصرح العلمي بجمهورية مصر العربية والذي يعمل تحت مظلة جامعة الدول العربية، ولديها الكثير من الفروع المنتشرة في جميع ربوع مصر وحتى خارج مصر، كما أكد على أهمية تفعيل بروتوكولات التعاون المشترك بين الأكاديمية ووزارة الأوقاف، معربًا عن سعادته بهذا الفكر المستنير المتطور لوزارة الأوقاف في عهد أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، وأن هذا الفكر يشكل الأمل المعقود على الأئمة في رسم مستقبل مستنير لمصر.
وفي كلمته قدم أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف خالص الشكر والتقدير للأستاذ الدكتور/ إسماعيل عبد الغفار رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري على هذه الدعوة الكريمة وعلى حسن الاستقبال وعلى ما شهدته هذه الأكاديمية من تطور في عهده، مؤكدًا أن الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري قد شقت طريقها في مجالها وأصبحت شهادتها سواء على المستوى الجامعي أم على مستوى الماجستير والدكتوراة مطمحًا لكل متفوق للحصول على هذه الشهادة لما تقدمه من برامج متميزة ومتقدمة في مجالها ليس في مصر وحدها ولا في الدول العربية وحدها وإنما في المنطقة بأكملها، فهذه الأكاديمية صرح علمي متميز شق طريقه للعالمية بجدارة، فنتمنى لسيادته ولفريق الأكاديمية مزيدًا من التفوق والرقي في خدمة العلم وفي خدمة الأمة العربية.
كما قدم وزير الأوقاف التحية والتقدير للرئيس / عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية مثمنًا عاليًا كل ما يقوم به من مواقف مشرفة لحماية أمننا القومي، وكذلك بما وجه به من حزم الحماية الاجتماعية.
مؤكدًا على أهمية العلم وكما قال الشاعر:
بالعلم والمال يبني الناس ملكهم
لم يبن ملك على جهل وإقلال
ويقول آخر:
أروني أمة بلغت مناها
بغير العلم أو حد اليماني
فالوطن حينما يكون له قوة وسيف يحميانه من المخاطر، موجهًا التحية لقواتنا المسلحة الباسلة تحت قيادة الرئيس/ عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، والتي جنبت مصر ما وقع في كثير من المناطق المحيطة بنا، بل جنبت الأمة العربية أيضًا كثيرًا من المخاطر التي كان يمكن أن تحل بها.
كما أكد أن كل ما جاء في القرآن والسنة من تعظيم لشأن العلم والعلماء يشمل مطلق العلم، سواء كان علم الفيزياء أم علم الهندسة أم علم الفقه أم علم التفسير، قال تعالى: "يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ" فالقرآن لم يخصص العلم الشرعي وإنما تحدث عن مطلق العلم، ويقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "مَن سلَكَ طريقًا يلتَمِسُ فيهِ علمًا، سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طريقًا إلى الجنَّةِ"، فكلمة علم جاءت نكرة لتفيد العموم والشمول، وأن من يترك واجبه وينشغل بواجبات غيره ويتحدث عن نفسه كفيلسوف ومفكر ومحلل نقول له من أراد أن يخدم دينه ووطنه فليخدمه أولا من خلال تخصصه، فالعالم بعلمه، والطالب إذا أراد أن يخدم دينه ووطنه عليه أن يتفوق في مجاله، والأستاذ يعلم أبناءه، فإذا أراد معلم الكيمياء أن يخدم دينه فعليه أن يخرج لنا أفضل الكيميائيين وأن يكون طلابه من أفضل الطلاب في مجال الكيمياء، وكذلك معلم الرياضيات، وإلا فإن هناك من يريدنا أمه خواء لا هي في أمر دينها ولا في أمر دنياها، ليس بينها طبيب نابه ولا صيدلي نابه ولا أحد من كبار الفيزيائيين أو في مجال الفضاء، فعلى كل إنسان أن يخدم دينه ووطنه من خلال تخصصه، مؤكدًا أن الاجتهاد في مجال الكيمياء أو في مجال الفيزياء أو في مجال الفضاء أو في مجال الطب أو الصيدلة أو الهندسة لا يقل ثوابًا على الإطلاق عن الاجتهاد في مجال الفقه أو في مجال الحديث الشريف، فالأولوية لما يحتاجه المجتمع، فإذا كان المجتمع به من العلماء من يخدم في مجال العلم الشرعي فالأولوية هنا للفيزياء والكيمياء والعلوم التطبيقية وإذا كان المجتمع متقدم علميا وتكنولوجيا لكنه في حاجه إلى تعزيز القيم الأخلاقية والروحية فالأولوية لتعلم الفقه والتفسير والحديث، وكل ميسر لما خلق له، يقول الشاعر:
لا تَحسَبَنَّ العِلمَ يَنفَعُ وَحدَهُ
ما لَم يُتَوَّج رَبُّهُ بِخَلاقِ
وأشار مختار جمعة إلى أن المثقف هو من يعرف كل شيء عن شيء، وشيئا عن كل شيء، فالثقافة العامة للإمام أمر في غاية الأهمية، بجانب التمسك بالقيم والأخلاق وتعليمها للناس، فالدول التي لا تقوم على القيم والأخلاق تحمل عوامل سقوطها في أصل بنائها يقول الشاعر:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
ويقول:
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم
فأقم عليهم مأتما وعويلا
مؤكدًا أنه لا بد من الاستعداد الجيد والأخذ بأقصى ما نستطيع من عوامل العلم والقوة، يقول تعالى: "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ"، و"ما" هنا هي ما الغائية وليست الابتدائية، والمعنى هنا أقصى ما تستطيعون من إعداد.
وأضاف أن طلب العلم يكون من المهد إلى اللحد، ومهما بلغ الإنسان في العلم فعليه أن يتذكر قول الله تعالى: "وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا"، فكلما ازداد الإنسان علمًا ازداد إدراكًا لحاجته إلى المزيد من العلم، موضحًا أن طلب العلم يستدعي حسن القصد وصدق النية والإخلاص والتجرد وبذل الجهد، مستدلًّا بقول الإمام الشافعي:
أأبيت سهران الدجى وتبيته
نومًا وتبغي بعد ذاك لحاقي
فشتان بين من يكد ويعمل ويجتهد وبين من لا يعمل.
مؤكدًا أن العالم يتطور بسرعة في كل المجالات، وحيث تتوقف عن تطوير ذاتك أو تطوير مؤسستك يسبقك الزمن ويسبقك الآخرون، ومن هنا أردنا أن نخرج بإدراك الواعظ أو الواعظة لبناء جيل مثقف ثقافة حقيقية، فنحن نبني في وزارة الأوقاف جيلًا من المفكرين، وهو ما نعمل عليه من خلال دورات قادة فكر ورائدات فكر، مبينًا أن الوزارة تشجع أبناءها على طلب العلم من خلال عقد بروتوكولات مع 23 جامعة في مجال الدراسات العليا للأئمة والواعظات، وقد سجل العديد من الأئمة والواعظات والإداريين رسائل الماجستير والدكتوراة في العديد من المجالات الثقافية، مشيدًا بما وصل له إمام الأوقاف من مستوى أشادت به الدول التي يوفدون إليها.
وفي نهاية اللقاء وزير الأوقاف نسخة من كتاب الله (عز وجل) ونسخة من موسوعة (رؤية) للأستاذ الدكتور/ إسماعيل عبد الغفار رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري.
جاء ذلك بحضور كل من: أ.د/ السنوسي بلبع نائب رئيس الأكاديمية للشئون البحرية، أ.د/ ياسر السنباطي نائب رئيس الأكاديمية لشئون التعليم والطلاب، أ.د/ أيمن غنيم مساعد رئيس الأكاديمية للمراسم والعلاقات الخارجية، أ.د/ غادة القط مساعد رئيس الأكاديمية للتخطيط الاستراتيجي، أ.د/ إيمان مرسي مساعد رئيس الأكاديمية لشئون التدريب، أ.د/ أكرم سليمان عميد كلية الهندسة والتكنولوجيا بالإسكندرية، أ.د/ عبير رفقي عميد كلية اللغة والإعلام بالإسكندرية، أ.د/ محمد أبو العزم عميد شئون الطلاب بالمقر الرئيسي.