أحمد فشير يكتب: يا وزيرة الثقافة.. معرض للكتاب في محافظتنا !!
اثنا عشر يومًا في السنة ليست كافية لعقد مأدبة للكتاب يأكل منها أهل مصر كلهم، مصر القديمة حضارة وتاريخا وثقافة المتمتعة بالقوة الناعمة كتابًا ومفكرين، لا يناسبها فكرة حصر الثقافة لبلد المائة مليون نسمة في عدة أيام الأمر بات لا يصلح السكون عنده ولا السكوت عليه!!، كم شاب؟ وكم فتاة؟ وكم مهتم كان ينوي أن يحج إلى المعرض الدولي للكتاب بالقاهرة ولم يسعفه الوقت؟
وأُبرهن على حديثي هذا بالأرقام المعلنة عن وزارة الثقافة.. فلقد زار المعرض على مدار أيام انعقاده تحت شعار "نصنع المعرفة.. ونصون الكلمة" قرابة 5 مليون شخص، وحتى الرمق الأخير (الثلاثاء الماضي) بلغ العدد ذروته في اليوم الختامي أكثر من 360 ألف زائرًا، وهل من واجب المعرفة علينا أن نصنعها في 12 يومًا في السنة كلها ؟!!..
المعرفة يا سادة أساس الحياة، فا رغيف العقل لا يقل أهمية عن رغيف البطن، ولدينا حالة من الجوع والعطش ثقافيًا وفكريًا، لذا إننا في حاجة إلى انعقاد شهري لمعرض لا يقل عن معرض القاهرة للكتاب في كل ربوع مصر!!، أولسنا أهلًا لها ؟!..
ومن خلال قراءة بين السطور للبيان الصادر عن وزارة الثقافة عقب ختام المعرض، زَفّت لنا وزيرة الثقافة، نيفين الكيلاني، بشرى سارة بأن الفترة القادمة ستشهد توسعًا في إقامة معارض الكتاب بالمحافظات بشكل دوري، وذلك بهدف إطعام كافة ألوان الشعب المصري من الثقافة والمعرفة، يا الله لو تحققت !!.
ولكن لا فائدة من هذه المعارض إذا عُقدت بنفس النمطية القديمة غير أنها عُقدت والتقطت الصور التذكارية وشكرًا، ومثالًا جرى على معرض بورسعيد للكتاب 6 دورات، أكاد أُجزم أن أهل المدينة الباسلة نفسها لم يسمعوا عنه، لأسباب عدة على رأسها الدعاية الضعيفة وقلة عدد دور النشر، الدورة السابقة يوليو 2023 لم يشارك ثلثي العدد المعلن عنه من قبل هيئة الكتاب على الرغم من ضآلته، علاوة على أن مثل هذه المعارض لم تدرس الطبيعة الكافية للجمهور الذي تقيم له العمل، الأنشطة المفضلة لديهم، كيفية الدخول إلى قلوب وعقول هذه الجماهير.. عدا هذا الطريق ستكتفي بالصورة وشكرًا
أذهب إلى صعيد مصر، وبها أختم، حيث طيبة العاصمة القديمة مدينة الأقصر الأكثر جذبًا للسياحة محليًا وعالميًا، أين المعرض الدولي للكتاب بالأقصر؟!!، معرض يليق بأهل الصعيد يتناسب مع ثقافتهم ويناقش مشاكلهم، وتغطية إعلامية مميزة واهتمام من مصر دولة وقوى ناعمة وجماهير..
يا سادة.. هل مصر الكبيرة بقوتها الناعمة وبغزارة مثقفيها وعتاقة حضارتها عاجزة عن إقامة معرضًا للكتاب في كل محافظة ؟.. الإجابة عند السيدة وزيرة الثقافة.
ودمتم.