محلل: شراكات لرفع قدرات تأمين المناطق الليبية
قال المحلل السياسي المهتم بالشأن الليبي عادل الخطاب: إن حكومة الوحدة الوطنية الليبية بدأت بتنفيذ خطة مع شركة غربية؛ لتعزيز قدرات التشكيلات المسلحة المتعددة في العاصمة الليبية طرابلس ومناطق غرب ليبيا، وتدريب الأفراد العاملة في هذه التشكيلات ورفع جاهزيتهم وكفائتهم لتوحيدهم في نهاية المطاف تحت راية واحدة وككيان واحد.
وأضاف أن الحكومة أصدرت مرسومًا يطالب فيه القوات بإخلاء مطار معيتيقة وميناء طرابلس وذلك تمهيدًا لتسليمه للشركة الأمريكية.
وأوضح بأنه من المتوقع وصول دفعة إضافية من المستشارين في الأسبوع القادم بعد تجهيز المقرات اللازمة لهم، مشيرا إلى أن هذه الخطة المشتركة من شأنها أن تعيد ترتيب موازين القوى في المنطقة، ورفع قدرات التشكيلات المسلحة في الغرب الليبي لتواجه معسكر الشرق الليبي، وهو ما تسعى إليه الولايات المتحدة الأمريكية خاصة وأن واشنطن تتخذ استراتيجية جديدة في ليبيا من أجل تأمينها كمنطقة نفوذ تابعة لها، خصوصًا وأن محاور نفوذها في أنحاء العالم بدأت تنهار واحدة تلو الأخرى لصالح قوى إقليمية أخرى.
واستطرد المحلل السياسي، أن الولايات المتحدة الأمريكية اتخذت قرارًا بضرورة تأمين ليبيا كدولة تابعة لنفوذها في هذا الوقت العصيب الذي تمر به محاور نفوذها حول العالم، ولتحقيق ذلك يجب عليها القضاء على جميع المنافسين، والغرب الليبي هي الورقة الرابحة التي تحاول واشنطن رميها أمام نفوذ الآخرين، وأمام خطط البرلمان في تشكيل حكومة موحدة جديدة.
وأضاف أن قدرات الجيش الوطني تفوق قدرات هذه الميليشيات المفككة، والبرلمان يضغط بشدّة لحل الحكومتين وتشكيل حكومة ثالثة موحدة، يستبدل بها حليفة واشنطن في طرابلس، ولكن إذا ما استطاعت الحكومة المؤقتة توحيد جميع التشكيلات المسلحة وتقويتها، فهذا من شأنه أن يضمن بقائها في السلطة، وسيمنع أية تحركات لتنحيتها عن السلطة، بالإضافة إلى أنه سيصبح بمقدورها التغول نحو الشرق والسيطرة على منابع النفط والغاز التي يضغط من خلالها الأطراف الآخرين على الساحة السياسية.
وأوضح الخطاب، أن المسئولين في الحكومة المؤقتة كان قد كشفوا لأول مرة عن موقفهم من وضع الميليشيات المنتشرة في المنطقة الغربية، نهاية شهر يناير، مؤكدين أن بقاءهم عاملا مهما لضمان الأمن والاستقرار في البلاد.
وأشار إلى أن رئيس الحكومة المؤقتة تحدي عن الأطراف المرفوضة واعتبرهم أبناء وفلذات أكباد الليبيين الذين دافعوا عن أعراضهم ومقدساتهم في الشوارع من الذين يريدون تخريب ليبيا، مؤكدا أن شعار حكومة الوحدة الوطنية خدمة الشعب الليبي وكفى حكومات انتقالية جديدة للذهاب إلى الاستقرار بقوانين عادلة لا تستثنى أي شخص في ليبيا، ويكون كل الليبيين فيها سواسية.
وقال المحلل السياسي: إن تصريحات بعض المسئولين توضح الاعتراف بدور الأطراف المرفوضة وتمكينها من بسط نفوذها تحت غطاء شرعي وسياسي كقوى رديفة للمؤسسة العسكرية النظامية، خاصة مع دخولهم منذ سنتين في المجال العسكري والمجال الأمني، موضحا أنه ولا بد أن يرافق هذه المرحلة اختراقات من هنا وهناك، في محاولة لتبرير المواجهات التي أدت إلى سقوط عشرات من القتلى والجرحى بين الميليشيات في العاصمة طرابلس ومدن غريان والزاوية وورشفانة والعجيلات وغيرها.