المبعوثة الألمانية بالشرق الأوسط لـ "الفجر": لم نتخل عن الأونروا وننتظر نتائج التحقيقات
زارت المبعوثة الألمانية الخاصة للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط، دايك بوتسل، مصر مؤخرا كجزء من جولتها الإقليمية الأخيرة لمراقبة وتنظيم دخول المساعدات الإنسانية الألمانية لقطاع غزة عبر معبر رفح.
وجاءت زيارة المبعوثة الألمانية ضمن جولة شملت الدول المجاورة لغزة كمصر والأردن ورام الله وإسرائيل بالإضافة إلى قطر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية للبحث عن السبل الممكنة للتعاون وكذلك لتحسين الوضع الذي يعد جزءًا من مهامها الدبلوماسية.
وأشادت المبعوثة الألمانية بالجهود الكبيرة التي تبذلها مصر فيما يتعلق بملف غزة، مشيرة إلى اجتماعاتها المثمرة التي أجرتها مع وزارة الخارجية ووزارة الصحة والهلال الأحمر المصري.
وخلال لقاءها في القاهرة، قالت المبعوثة الألمانية الخاصة للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط لـ "الفجر" إن ألمانيا لم تتخل عن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، وإنما قررت وقف الدعم مؤقتا حتى يتم النظر في نتائج التحقيقات.
وإلى نص الحوار…
هل يمكنك تقديم لمحة عامة عن المساعدات الإنسانية الحالية التي تقدمها ألمانيا لسكان غزة؟
بينما ترى الحكومة الألمانية معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة، قامت ألمانيا بزيادة مساعداتها الإنسانية، وكان آخرها في 9 يناير الماضي، حيث قدمت دعما إضافيا بمقدار 8 ملايين يورو.
وبهذا الدعم يرتفع إجمالي المساعدات المقدمة للأراضي الفلسطينية من الحكومة الألمانية إلى 211 مليون يورو، منها 138 مليون يورو كتمويل إضافي منذ 7 أكتوبر، وأصبحت ألمانيا تعد أكبر مساهم في الأونروا خلال الخمس سنوات الماضية.
وأيضا تعمل وزارة الخارجية الألمانية مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ذات الخبرة من أجل إيصال المساعدات اللازمة لسكان غزة، فمن خلال المساعدات الإنسانية التي وافقت عليها ألمانيا، تستطيع المنظمات إيصال المواد الغذائية الأساسية والرعاية الطبية ومنتجات النظافة إلى غزة.
ماذا عن الأوضاع داخل قطاع غزة؟ وما هي مبادرات ألمانيا بشأنه؟
الوضع الإنساني في قطاع غزة كارثي، ومن أجل تخفيف المعاناة، تعمل ألمانيا مرة أخرى على زيادة مساعداتها الإنسانية للشعب الفلسطيني، فعلى الرغم من أن كميات أكبر بكثير من إمدادات المساعدات عبرت الحدود خلال أيام الهدنة الإنسانية، إلا أن الوضع الإنساني في غزة لا يزال سيئًا.
لقد انهارت الإمدادات والخدمات الأساسية للسكان المدنيين، ويفتقر مئات الآلاف من الأشخاص هناك، بما في ذلك العديد من الأطفال، إلى الأساسيات مثل الغذاء والماء والرعاية الطبية، ولذلك فمن المهم أن يتم توزيع المساعدات الإنسانية على السكان المدنيين في غزة بسرعة ودون أي عوائق، لقد كان ذلك أحد محاور الزيارات الأربع التي قام بها وزير الخارجية الألماني إلى المنطقة منذ 7 أكتوبر.
فقد أعلن وزير الخارجية بيربوك أن ألمانيا ستزيد مساعداتها الإنسانية للشعب في الأراضي الفلسطينية، حيث تدرك الحكومة الألمانية معاناة الفلسطينيين في غزة، وقد قامت بزيادة مساعداتها الإنسانية بشكل متكرر، فيما تعمل وزارة الخارجية الألمانية مع الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية ذات الخبرة من أجل إيصال المساعدات التي يحتاجها سكان غزة بشكل عاجل.
ما تقيمك للاستجابة الدولية لدعم الفلسطينيين المتضررين بشدة في قطاع غزة؟
المجتمع الدولي على دراية كبيرة بما يحدث في قطاع غزة، وكثير من الدول قدمت دعمًا إنسانيًا سواء من المنطقة أو خارجها، ونحن نقدر كل من ساهم في تلك الجهود.
لكن الوضع خطير ويحتاج جهد أكبر لتوفير ممرات آمنة لدخول المساعدات الإنسانية، وكذلك ممرات آمنة لكي يتم إيصالها إلى المدنيين داخل قطاع غزة، الأمر الذي يستغرق وقت طويل جدا.
لماذا سارعت ألمانيا مع الدول الأخرى إلى وقف تمويل الأونروا رغم كونها مهمة للغاية بالنسبة للفلسطينيين في قطاع غزة؟
نحن على دراية بالدور الهام لوكالة الأونروا بالنسبة للفلسطينيين في قطاع غزة، ونقدر دورها الحيوي في تقديم المساعدات تغطية الاحتياجات الأساسية للسكان الفلسطينيين، ولذلك قدمت ألمانيا للأونروا في آخر عام، دعم بقيمة 206 ملايين يورو، منهم 83 مليون يورو لغزة وحدها.
ومنذ 7 أكتوبر، قمنا بتقديم المساعدات الإنسانية عبر الأونروا لتمويل الضروريات الحيوية مثل المياه والغذاء والمأوى ومرافق النظافة والصرف الصحي بالإضافة إلى الإمدادات الطبية للفلسطينيين في قطاع غزة، وحزننا كثيرا على استهداف 150 موظف منها خلال عملهم في غزة.
ولكن، لقد قررت ألمانيا تعليق التمويل الحالي والمستقبلي للأونروا، حتى يتم الانتهاء من التحقيقات في ضوء الاتهامات الموجهة ضد موظفيها، وخروج النتائج، ومع ذلك فلا يوجد بأي حال من الأحوال قرارات تمويل جديدة من ألمانيا خلال الفترة المقبلة.
هل تتراجع ألمانيا عن قرار وقف دعم الأونروا في غزة؟ وهل ستمول ألمانيا الأونروا مرة أخرى؟ ما هي الشروط؟
ألمانيا لم تضع خطة بعد لأي مساعدات مالية خارجية لهذا العام لأن الميزانية لم تقرر بعد، وذلك فيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط، ومع ذلك سيكون أحد أولوياتنا دعم نشاط وكالات الأمم المتحدة.
لذلك ستنتظر ما ستسفر عنه تحقيقات الأونروا والسكرتير العام للأمم المتحدة فيما يتعلق بالاتهامات التي أثيرت مؤخرا، ومع ذلك، أؤكد أننا لم نتخلى عن الأونروا، ولكن سننظر في تقديم الدعم الإضافي للأونروا في ضوء نتائج هذه التحقيقات.
ما هي المنظمات الحالية التي تتلقى مساعدات من ألمانيا غير الأونروا؟
من بين شركائنا على الأرض منظمات الأمم المتحدة كوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا" ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية وبرنامج الأغذية العالمي واليونيسيف، وأيضا اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالإضافة إلى الشركاء الدوليين والإقليميين.
ومن خلال المساعدات الإنسانية التي تقدمها ألمانيا، تستطيع المنظمات إيصال المواد الغذائية الأساسية والرعاية الطبية ومنتجات النظافة إلى غزة.
هل يمكنك توضيح دور المبعوث الألماني الخاص للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط في التخفيف من الأزمة الإنسانية في غزة؟
إن عمل المبعوث الخاص جزء لا يتجزأ من الجهود الدولية الرامية إلى تخفيف الأزمة الإنسانية التي يتعرض لها السكان المدنيون في غزة.
ويعمل المبعوث الخاص كنقطة اتصال لمنظمات الأمم المتحدة كمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية والأونروا وبرنامج الأغذية العالمي واليونيسيف وأيضا اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالإضافة إلى الشركاء الدوليين والإقليميين.
ويبقى المبعوث الخاص على اتصال وثيق بالمسؤولين عن المساعدة الإنسانية في المنطقة والدول الصديقة، حيث يعتمد عمله على تحقيق التزام ألمانيا الإنساني وجهودها المبذولة من أجل السلام والاستقرار في المنطقة.
حدثينا عن نتائج زيارتك الحالية للمنطقة؟ وهل من تحسن ملموس على أرض الواقع؟
الموقف الإنساني في غزة مقلق، فحجم التدمير الذي أصاب قطاع غزة هائل، وهذه مسألة مهمة في المستقبل، ويجب أن يتعامل معها المجتمع الدولي سريعا.
لقد كثفت ألمانيا مساعداتها الإنسانية لغزة خلال الشهرين الماضيين، ونادينا إلى عودة الفلسطينيين النازحين إلى الشمال لأنهم أصبحوا مكتظون جدًا الآن في الجنوب، والآن نضغط من أجل وصول المزيد من المساعدات الإنسانية، ومن أجل تحسين قدرة المرافق حتى يمكن إدخال المزيد من المساعدات بالفعل، وقد تم إحراز بعض التقدم خلال الشهر الماضي.
ومع ذلك، يجب العمل على حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، وألمانيا تسعى للتحرك واتخاذ خطوات ملموسة فيما يتعلق بتسوية الوضع في المنطقة.
ماذا عن نتائج زيارتك الحالية إلى مصر؟
هذه هي زيارتي الخامسة إلى المنطقة منذ اندلاع الأزمة الحالية، ومنذ وصولي إلى مصر التقيت مع عدد من الوزراء على رأسهم وزير الخارجية سامح شكري ووزير الصحة خالد عبدالغفار ووزيرة التضامن الاجتماعي نيفين القباج.
بحثا سبلنا في التنسيق المتواصل مع مصر، فهي تقوم بدور مهم للغاية في المنطقة وخلال الأزمة الحالية، حيث كانت مباحثاتي جيدة للغاية، فقد ناقشت ما نقدمه حاليا، وما يمكن أن نقدمه مستقبلا، وعرضت على الحكومة المصرية قائمة من الاحتياجات فيما يتعلق بجهود دعم الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث سيتم النظر بها.
أجرينا محادثات مثمرة للغاية ومنفتحة جدًا وصريحة للغاية، مع وزارة الخارجية ووزارة الصحة والهلال الأحمر المصري، وأوضحنا موقفنا وما نقدمه، ووضعنا تصورا للمرحلة المقبلة مع مصر، وهذا مفيد للغاية.
وماذا عن التنسيق المشترك بين الحكومة الألمانية ومصر لدعم غزة؟
نحن نقدر بشدة الدور الذي تقوم به مصر في دعم الفلسطينيين إنسانيا في غزة ومعالجة المصابين الفلسطينيين بها، فبفضل الجهود الجبارة التي بذلتها مصر، تم فتح معبر رفح، ما أدى لوصول العديد من الطائرات التي تحمل شحنات المساعدات من دول العالم.
بالإضافة إلى ذلك، فالتنسيق الوثيق مع مصر يعد مهما جدا، حيث أن 25% من المساعدات المقدمة من دول الاتحاد الأوروبي إلى قطاع غزة تكون عبر مصر.
وبجانب تقديم المساعدات لغزة عبر مصر، قدمت ألمانيا معدات لمصر لمساعدتها في جهودها الحالية في إطار تنسيق وإيصال المساعدات الإنسانية، فقدمت ألمانيا حاضنات وأجهزة طبية أيضًا لعلاج المرضى الفلسطينيين في مصر.