خبير أثري: مشروع هرم منكاورع «شو إعلامي».. وكفى افتراءً على الحضارة الإسلامية
قال خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية إن الإعلان عن مشروع تكسية هرم منكاورع قبل إتمام الدراسات حوله لتحديد ملامحه هو «شو إعلامى» كان له تأثيرًا سلبيًا على المستوى المحلي والدولي حيث تصاعدت ضده عاصفة من النقد الشديد والسخرية خوفًا على أحد أعظم آثار العالم.
وتابع ريحان قائلًا إن الأسوأ من ذلك هو ظهور صورة تُظهر جوانب من كساء الهرم الأصغر "منكاو رع" من الجرانيت والذي اعتقد البعض أن المشروع قد بدأ وهذه تكسية جديدة والحقيقة أنها قديمة منذ عصر الإنشاء وليست جديدة وهو شكل الهرم الحالي من أسفل الجهة الشرقية دون تغيير، وكان ذلك ما زاد اللبس لدى مستخدمي السوشيال ميديا.
وأوضح الدكتور ريحان أن الحقيقة هى بدء دراسات لبعثة مصرية يابانية مشتركة يرأسها عالم الآثار من جامعة واسيدا اليابانية الدكتور يوشيمورا ساكوجى تقوم بعمل الدراسات والتمويل لإعادة بعض تلك الأحجار التي سقطت أسفل الهرم نتيجة عوامل الزمن إلى مكانها والتي كانت تغطي ١٦ مصطبة من الهرم قبل سقوطها.
دراسة جديدة
تتضمن الدراسة أعمال حفائر فى موقع الأحجار المتساقطة والتى ربما تكشف عن معالم جديدة ومسح كل حجر بتقنيات حديثة لوضعه في مكانه الأصلى وليس بشكل عشوائي بالطبع وستتم هذه الدراسة على سنوات وبالتالى فليس هناك مشروع من الأصل بل تحت الدراسة مما يؤكد أن الشو الإعلامى يغلب على العمل الأثرى العلمى فى الإعلان عن هذا المشروع الغير مكتمل، وكان من المفروض الانتظار لأن الدراسة يجب أن لا تقتصر على البعثة اليابانية بل هناك طرف رئيسى فى المشروع وهو اليونسكو.
ممفيس ومقبرتها
وأشار الدكتور ريحان إلى أن ممفيس ومقبرتها، منطقة الأهرامات من الجيزة إلى دهشور سجلت تراث عالمى باليونسكو عام 1979 بناءًعلى معايير معينة يجب أن تلتزم بها مصر ممثلة فى وزارة السياحة والآثار ومنها أن بناء الأهرامات إبداع بشرى مميز لحضارة المصريين القدماء فى البناء من حيث الحجم وطريقة البناء والموقع وعلاقته بانعكاسات الشمس لضبط أوقات الحصاد، ومن حيث التكوين الداخلى السرى الذى عجزت أمامه عقليات كثيرة لحل سر الأهرامات وكيفية رفع أحجارها وقت البناء علاوة على المصاطب والمقابر المنحوتة فى الصخر.
التراث العالمي
وبناءً عليه تحددت مراقبة لمواقع التراث العالمى فى كيفية تعامل الدولة المالكة للتراث مع أغراض الحفاظ وضمان السلامة والأصالة، للتأكد من أن جميع الأنشطة التى تمارس بالموقع تسير نحو الهدف على أن يتم اكتشاف الأخطاء فور وقوعها ووضع حلول فورية لها، كذلك التأكد من كفاءة القائمين على الإدارة واحترام القوانين
ميثاق حفظ وترميم الآثار
كما أن هناك ميثاق حفظ وترميم المباني والمواقع الاثرية والتراثية يحدد مبادىء وفلسفة حفظ وترميم المباني والمواقع الأثرية والتراثية هو الأساس والمرجع لكافة قواعد الترميم والحفاظ في جميع بلاد العالم، صدق عليه خلال المؤتمر الثاني للمعماريين والأثريين عام 1964 واعتمد من المجلس الدولي للمعالم والمواقع (ICOMOS) عام 1965.
ترميم هرم الملك زوسر
ونوه الدكتور ريحان إلى أن هذا المشروع غريب على وزارة السياحة والآثار ففي حالة ترميم هرم زوسر قد تلاحظ سقوط أحجار من خلال الزلازل خاصة فى زوايا الهرم ولم يتم تركيبها بل ترميمها دون تقفيلها بالحجارة بالكامل، وتضمن مشروع ترميم هرم زوسر الذى بدأ عام 2006 وتوقف ثم استأنف فى نهاية عام 2013، أعمال ترميم الواجهات الخارجية للهرم وتثبيت الحجارة المقلقلة فقط دون تكسية كاملة لكل الأحجار المتساقطة بفعل الزلازل، لأنه يمثل تشويهًا لمعالم الهرم، وتم ترميم مبانى وسلالم المدخل الجنوبى والمدخل الشرقى من الخارج، بالإضافة إلى أعمال الترميم الدقيق وتهيئة وتنظيف جميع الممرات الداخلية للهرم، ووضع نظام حديث للإضاءة فى وجود خبراء فى الترميم والذى يجب تضمينهم فى كل دراسة لترميم الآثار قبل تنفيذها.
الافتراء على صلاح الدين
وأردف الدكتور ريحان أن هناك أحد الآثاريين كبير الآثاريين بوزراة السياحة والآثار صرّح لأحد الفضائيات العربية بتأييده لمشروع لم تحدد ملامحه وأقحم عليه أن صلاح الدين نزع أحجار الهرم وهذا غير علمى تمامًا بل افتراءً على شخصية صلاح الدين وتشويهًا لصورة الحضارة الإسلامية.
وأكد الدكتور ريحان أن الكسوة الخارجية لواجهات الهرم الأكبر المكونة من أحجار ملساء عليها نقوش وطلاسم تساقطت بفعل زلزال كبير ضرب مصر عام 1301م، وقد شهد على ذلك شاهد عيان وهو المؤرخ والرحالة الغربي بالدنسل، الذي زار مصر في القرن الرابع عشر الميلادي، وشاهد بعض أحجار كسوة الهرم التي أسقطها الزلزال، وكانت لا تزال عليها آثار نقوش مرسومة باللونين الأسود والأحمر.
وأن هذه الشهادة تنفي تمامًا كتابات بعض المؤرخين العرب ومن نقل عنهم من كتاب الآثار حديثًا أن بهاء الدين قراقوش وزير صلاح الدين، هو الذي أزال أحجار الهرم، وقد توفي بهاء الدين قراقوش عام 597هـ أي في القرن السادس الهجري الثاني عشر الميلادي، وقد شاهد المؤرخ الغربي أحجار الهرم بنفسه متساقطة بفعل الزلزال عام 1301م أي في القرن الرابع عشر الميلادي، بعد وفاة قراقوش، كما أن قلعة صلاح الدين بنيت عام 572هـ / 1176م، أي قبل الزلزال الذي أسقط الأحجار الخارجية للهرم مما ينفي أخذ بهاء الدين قراقوش لأحجار الهرم المتساقطة لبناء القلعة.