مؤمن الجندي يكتب: الدولار والكباب.. والكرة الهباب
من منا ينسى رائعة عادل إمام في فيلم الإرهاب والكباب، عندما ذهب لنقل طفليه من مدرسة إلى أخرى. ليصطدم هناك بعقبات الروتين، فتحول من مواطن يريد نقل أولاده لمدرسة أخرى إلى إرهابي يحمل السلاح في مشهد عبثي لا يصدق، حتى حضر وزير الداخلية وبدأت المفاوضات ليفاجأ بأن مطالبهم شخصية بحتة، وانضم له الرهائن بعد أن شعروا بأن مطلبه كان يمثل مطالبهم جميعًا في البحث عن الوطن العادل.
الوطن العادل يا سادة أين هو في كرة القدم بمصر؟ كيف لمسؤولي اتحاد الكرة أن يتعاقدوا مع مدير فني أجنبي فاشل يحصل على راتب بالعملة الصعبة في بلد تعاني من توافر هذه العملة، وتجاهد إداراتها لتوفيرها حتى تستمر عجلة النماء.
روي فيتوريا مدير فني صاحب سيرة ذاتية مميزة "علي رأسي"، يحصل على 200 ألف يورو شهريًا والضرائب على اتحاد الكرة "تيجي ازاي"؟ هل من المعقول أن دولة بحجم مصر ليس بها مدير فني يستطيع قيادة المنتخب في كرة القدم؟ الإجابة قطعًا يوجد ولكنها "عقدة الخواجة".
لن تصدقني لو قلت لك أن العيب ليس في المدير الفني! ولكن الداء في "النظام" نظام إدارة الكرة في مصر بشكل عام بداية من قطاعات الناشئين كيف تحولت لسبوبة ليس لاختيار مواهب تفيدنا على المستوى القومي! إلى إدارة الاتحاد التي أنجح شخص فيها يعمل بخمس وظائف دفعة واحدة.. إلى قائد الاتحاد الذي جاء في ظروف يعلمها الجميع! فأين العدل هنا.
عادل إمام في فيلم الإرهاب والكباب كانت طلباته بسيطة، وكذا نحن كذلك! لا نطلب المستحيل بل نقول أنه يجب مراعاة ما تمر به بلادنا وننظر حقًا لمصلحتها بدلًا من مصلحتنا الشخصية.
لا بد من استعياب فكرة أننا في مرحلة إعادة بناء وتطوير على مستوى الوطن، فلا يمكن أن نصرف كل هذه الدولارات في هذا الوضع الاقتصادي الصارخ.. ماذا سيحدث لو كان مدربًا وطنيًا يحصل على راتب بالجنية المصري يقود منتخب مصر في كأس الأمم الأخيرة؟ هل كان سيخرج من دور المجموعات؟ "مفيش جديد" خرجنا من الدور التالي.
لو سألت نفسك كسؤول سؤال؟ هل الأجنبي الذي يحصل على الدولار من قوتنا ويا ليت الأمر على الراتب فقط، هناك ميزانية لو تحدثنا عنها ربما تقوم ثورة ضدكم.
رسالة مهمة
لن أتحدث كثيرًا في هذه النقطة، ولكن بعد تصريحات وزير الشباب والرياضة عن أن المدرب المصري لم ينجح في قيادة منتخب مصر سوى حقبتي محمود الجوهري رحمة الله عليه وحسن شحاتة بارك الله في عمره، أتوجه إليه بسؤال "اومال مين من الأجانب نجح مع منتخب مصر".
يا دكتور أشرف.. أنت المسؤول الأول عن الرياضة في مصر ودورك قيادي بالتأكيد، لا بد أن يرحل روي فيتوريا دون تحمل مصر شرطًا جزائيًا "معرفش ازاي"، والاتفاق مع جهاز فني وطني خالص وصدقًا لن تحدث كارثة أكثر من ملوك الدولار والكرة الهباب التي قدمناها معهم.. يمكن ناكل كباب!