إيران في حالة تأهب قصوى بينما يدرس بايدن الرد على مقتل جنود أمريكيين
خيارات بايدن للرد على طهران عقب مقتل ثلاثة جنود أمريكيين
أخبرت إيران الولايات المتحدة عبر وسطاء أنها إذا ضربت الأراضي الإيرانية مباشرة، فإن طهران سترد بنفسها على المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، مما سيجر الجانبين إلى صراع مباشر.
ويأتي هذا التحذير في الوقت الذي تنتظر فيه إيران في حالة تأهب قصوى لترى كيف سيرد "جو بايدن" على مقتل ثلاثة جنود أمريكيين تعتبرهم واشنطن قتلوا على يد ميليشيا مدعومة من طهران متمركزة في سوريا.
وتعرضت القواعد الأمريكية في سوريا والعراق لأكثر من 160 هجومًا متفاوتة الخطورة منذ أكتوبر الماضي، ووسط مخاوف من انتقام أمريكي، انخفضت العملة الإيرانية إلى أدنى مستوى لها منذ 40 عاما مقابل الدولار، حتى مع تأكيد طهران أن الضربة كانت من عمل "جماعات مقاومة" ليس لها علاقة بإيران.
مخاوف إيرانية من تدهور العملة الوطنية
وانخفضت قيمة العملة الوطنية الإيرانية بنسبة 15% منذ أكتوبر، ودعا "علي خامنئي" المرشد الأعلى الإيراني إلى فرض ضوابط أكثر صرامة على السيولة في اجتماع مع كبار رجال الأعمال، وهو ما يعكس مخاوفه من أن التضخم يسحق مستويات المعيشة، ويخلق أجواء صعبة قبل الانتخابات البرلمانية على مستوى البلاد في نوفمبر المقبل.
والآن، تتكهن وسائل الإعلام الإيرانية علناً بطبيعة الأعمال الانتقامية المحتملة، وتعتمد مناقشاتها إلى حد كبير على تقارير وسائل الإعلام الأمريكية. وأكد الطرفان أنهما لا يسعيان إلى حرب مفتوحة، لكن طهران تعتبر أن أي هجوم أميركي على أراضيها خط أحمر سيقابل بالرد المناسب.
ومع تصاعد التوترات، استدعت وزارة الخارجية الإيرانية "سيمون شيركليف" السفير البريطاني، اليوم الثلاثاء، لمطالبة المملكة المتحدة بإنهاء مزاعمها بأن إيران تحاول تخويف المنشقين الإيرانيين الذين يعيشون في بريطانيا.
ووجه "حسين أمير عبد اللهيان" وزير الخارجية الإيراني، تحذير من أن الأحداث في جميع أنحاء المنطقة لا تزال تتجه في الاتجاه الإيراني، مضيفًا إن البيت الأبيض يعلم جيدا أن هناك حاجة إلى "حل سياسي" لإنهاء المذبحة في قطاع غزة المحاصر والأزمة الحالية في الشرق الأوسط، قائلًا: “الدبلوماسية تمضي قدما على هذا الطريق. بنيامين نتنياهو يقترب من نهاية حياته السياسية الإجرامية”.
"سوريا" الرد الأمريكي المرتقب
ومع اعتبار الهجوم الأمريكي على المواقع الإيرانية داخل سوريا هو الخيار الأكثر ترجيحاً، ناقش "سيد مجيد ميراحمدي" نائب وزير الداخلية الإيراني، في اجتماع مع نظرائه السوريين الأزمة وأصر على أن ما يسمى بـ "محور المقاومة" كان على وشك الوقوع.
وقال جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني السابق، إنه يعتقد أن "هالة إسرائيل التي لا تقهر" قد تصدعت. وزعم في إحدى المقابلات أن: “السياسة الخارجية للنظام الإسرائيلي تقوم على محورين: القمع والمناعة”.
وعلى الرغم من أن الدعم للفلسطينيين منتشر على نطاق واسع في المجتمع الإيراني، إلا أن النظام يشعر بالقلق من أن حالة الاقتصاد والسخط السياسي العام يمكن أن يؤدي إلى انخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية في مارس، مما يقوض ادعاءه بالشرعية.
وفي محاولة لتعزيز المشاركة في التصويت، تضاعف عدد صناديق الاقتراع، ويُمنح المرشحون وقتاً إضافياً على شاشات التلفزيون والراديو في محاولة لخلق جو من الإثارة. لا يوجد "تصويت بريدي" ولكن سيتم نشر العديد من المحطات المتنقلة.