مجلة أمريكية: المدنيون في غزة خارج حسابات حماس
كشف تقرير نشرته مجلة “972” الأمريكية أن التظاهرات التي نظمها مئات المدنيين في قطاع غزة، وعبروا فيها عن سخطهم من استمرار الحرب، مطالبين حماس بتسليم الرهائن ووقف هذه الحرب التي تشهد مذبحة للمدنيين، دليل على أن هناك تجاهل تام من حركة حماس وأنهم خارج الحسابات السياسية لكل الفصائل الفلسطينية.
وأوضح التقرير المنشور تحت عنوان “لا أحد يسمع إلى صرخات غزة، بما في ذلك قادتها”، كتبه صحفي فلسطيني، جاء فيه “ولا تزال الحرب مستمرة ضدنا، نحن المدنيين في غزة، بعد أكثر من 100 يوم. وما زلنا نعاني ونتألم من واقع حياتنا المرير، الذي ليس بحياة على الإطلاق. هناك القليل من الحديث عن نهاية الحرب، أو حتى أي شائعات يمكن أن تريح قلوبنا المنهكة. يبدو وقف إطلاق النار حلمًا مستحيلًا ولن يتحقق أبدًا”.
وتابع الصحفي “ولم يتوقع أحد أن تستمر الحرب إلى هذا الحد. ولم يتوقع أحد حجم الدمار والوفيات التي وصلنا إليها. كلنا نسأل ونصلي ونصرخ: هل سينتهي هذا الأمر يومًا ما؟”.
وخلال الأيام الأخيرة، شهدت شوارع غزة تصاعدا في المظاهرات والاحتجاجات، وأصبح المواطنون العاديون يعبرون عن احباطهم وإرهاقهم، ويطالبون بإنهاء العنف ووقف فوري لإطلاق النار لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح والمعاناة.
ولفت التقرير إلى أن المتظاهرين يطالبون صراحة الفصائل الفلسطينية بإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين مقابل تحرير السجناء الفلسطينيين لوقف هذا الصراع الدامي، إذ تطالب العائلات من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في الوقت الحالي، بضمان إطلاق سراح أحبائهم.
وبين التقرير أن هذه القضية اكتسبت أهمية كبيرة مع ظهور دعوات لإجراء مفاوضات وتقديم مبادرات إنسانية لمعالجة محنة المختطفين.
على صعيد آخر، تكشف التظاهرات الأخيرة للفلسطينيين والتي نقلتها وسائل إعلام بالفيديو أن هناك سخط وتذمر بين السكان بشأن قيادة يحيي السنوار للقطاع، ويتساءل بعض السكان عما إذا كانت قيادته تعالج بشكل فعال التحديات التي تواجه قطاع غزة، بما في ذلك الصعوبات الاقتصادية ودوامة العنف مع إسرائيل.
كما تظهر هذه المظاهرات رغبة الفلسطينيين في حل خارج قيادة حماس والتي تكشف آفاق المستقبل أن التوترات ستكون مستمرة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، مما يعني تدمير مستمر للقطاع حتى مع توقف الحرب مؤقتا.
ويدعو المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة ومختلف البلدان، إلى وقف فوري لإطلاق النار لوقف العنف ومعالجة الأزمة الإنسانية. وتتواصل الجهود الدبلوماسية للتفاوض على وقف الأعمال العدائية وتهيئة الظروف للحوار.
واختتم التقرير بالقول إن علامات الاحتجاجات والغضب الشعبي في قطاع غزة تشير إل المعاناة الهائلة والإحباط الذي يعاني منه السكان، مشيرا إلى أن المظاهرات والدعوات إلى وقف إطلاق نار والمخاوف بشأن القيادة فيما بعد الحرب، والأزمة الإنسانية، تؤكد الحاجة الملحة إلى التوصل إلى حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وأن تحقيق السلام الدائم، ومعالجة الأسباب الجذرية للصراع، وتحسين حياة سكان غزة يتطلب بذل جهود متضافرة من جميع الأطراف المعنية والمجتمع الدولي الأوسع.