ما أهمية إجراءات "العدل الدولية" ضد إسرائيل في قضية الإبادة؟.. خبراء يكشفون لـ "الفجر"
في لاهاي، صدر اليوم حكمًا ابتدائيًا من قبل محكمة العدل الدولية حول قضية مهمة، الدعوى القضائية التي رفعتها جنوب إفريقيا تتهم إسرائيل بانتهاك اتفاقية الأمم المتحدة بشأن الإبادة الجماعية، وتطالب باتخاذ تدابير طارئة لحماية الفلسطينيين في غزة هذا الحكم يعكس أهمية القضية وتأثيرها على الساحة الدولية.
دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل
تأتي هذه القضية في ظل تصاعد التوترات والصراعات في المنطقة، وقد تم تسليط الضوء على الواقع الصعب الذي يواجهه الفلسطينيون في غزة، جنوب إفريقيا استندت في مرافعتها إلى أدلة قوية وحقائق صادمة تدين الاحتلال الإسرائيلي وتكشف حجم الدمار الذي يعانيه الشعب الفلسطيني، وتشير الدعوى أيضًا إلى انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان والفصل العنصري والطرد والتطهير العرقي، وتستنكر التمييز والاحتلال الذي يعانيه الفلسطينيون.
ومع ذلك، فقد رفضت إسرائيل هذه الاتهامات ووصفتها بأنها مشوهة وغير دقيقة، أكدت إسرائيل حقها في الدفاع عن نفسها وأنها تستهدف حماس وليس المدنيين الفلسطينيين. ومع ذلك، فإن هذا الحكم الابتدائي يعد خطوة هامة في سعي جنوب إفريقيا لتحقيق العدالة وإلزام إسرائيل بتحمل المسؤولية عن أفعالها.
تم رفع القضية أمام محكمة العدل الدولية في ديسمبر من العام الماضي، ومن المتوقع أن يكون لها تأثير كبير على المشهد الدولي وسط التوترات المستمرة في المنطقة. سنتابع عن كثب تطورات هذه القضية وتداعياتها على الأوضاع في غزة وعلى الساحة الدولية بشكل عام.
تداعيات حكم العدل الدولية على إسرائيل
قال الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية، إن الحكم الابتدائي الصادر عن محكمة العدل الدولية بشأن اتهام جنوب إفريقيا لإسرائيل بالإبادة الجماعية في غزة سيكون له تداعيات محتملة على العلاقات الدولية.
وأضاف الرقب في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، من المرجح أن يؤدي هذا الحكم إلى زيادة التوترات الدبلوماسية بين الدول المؤيدة لإسرائيل والدول المؤيدة للفلسطينيين، وقد يتعين على الدول اتخاذ مواقف محددة واتخاذ إجراءات دبلوماسية للتعبير عن موقفها من هذا الحكم، وقد يؤدي هذا الحكم إلى تأثير سلبي على العلاقات الثنائية بين إسرائيل وجنوب إفريقيا وبين الدول الأخرى المشتركة في القضية، قد يشمل ذلك تجميد العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياسية بين الدول.
وتابع أستاذ العلوم السياسية، قد يؤدي هذا الحكم إلى تغييرات في الديناميكية الإقليمية وتأثير على العلاقات بين الدول في المنطقة. قد تتصاعد التوترات بين الدول العربية وإسرائيل وتتأثر الجهود الإقليمية لتحقيق السلام والاستقرار، فضلًا عن تأثير هذا الحكم على الجهود الدولية المبذولة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط. قد يواجه المسؤولون الدوليون صعوبة أكبر في تعزيز المفاوضات والحوار بين الأطراف المعنية.
ماذا لو رفضت إسرائيل الحكم؟
قال الدكتور محمد شاكر، أستاذ العلوم السياسية، إذا لم تلتزم إسرائيل بالإجراءات المؤقتة التي فرضتها المحكمة، فقد تتعرض لعقوبات محتملة من قبل المجتمع الدولي.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، من أبرز هذه العقوبات، قد تتخذ الدول والمنظمات الدولية إجراءات اقتصادية ضد إسرائيل، مثل فرض عقوبات تجارية، وتقييد الاستثمارات، وتجميد الأصول المالية، وفرض عقوبات مالية واقتصادية أخرى، قد تتعرض إسرائيل للعزل الدبلوماسي حيث يتم تقييد أو قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدول الأخرى، وقد تفرض قيود على التعاون الدبلوماسي والعسكري والأمني.
وتابع شاكر، قد تتوقف الدول والمنظمات الدولية عن تقديم الدعم المالي والمساعدات لإسرائيل، سواء كانت مساعدات عسكرية أو اقتصادية أو إنسانية، ومن المحتمل محاسبة المسؤولين الإسرائيليين عندما يتعلق الأمر بانتهاكات جسيمة للقانون الدولي، وقد تعقبها محاكمات أمام المحاكم الدولية أو الأمم المتحدة أو المحاكم الوطنية للدول الأخرى.
وعلينا التأكد من أن العقوبات المحتملة وطبيعتها ستتوقف على استجابة الدول والمنظمات الدولية ومدى التأثير الذي له الامتثال للإجراءات المؤقتة على العلاقات الدولية والأمن الدولي.