د.حماد عبدالله يكتب: شخصيات سعدت بمعرفتها !!
فى عمودى يوم الجمعة – عادة ما أبحث عن شيىء طريف أكتب عنه مثل أغنية جميلة من الزمن القديم أو التحدث عن مشاعر طيبة نفتقدها فى هذا الزمن القبيح – أو "نادرة من النوادر" التى شاهدتها أو عايشتها فى حياتى ولا أعلم لماذا خصصت سنوات منذ عام 2004 منذ أن إنتظمت فى كتابة عمود يومى فى جريدتى (روزاليوسف اليومية ثم جريدة الفجر) لا أعلم بالضبط السبب وراء إختياراتى ليوم الجمعة – أن أتحدث عن شيىء غير ذى صفة تتميز (بثقل الدم) أو "تحمل من النقد" "كأبة" أو أفكار لمشكلة أو قضية عامة!!.
ولعل هذا السؤال وجهته لنفسى أكثر من مرة ووجدت إجابات غير مقنعة لدى.
مثلًا أقول بأن يوم الجمعة ربما لا تُقَرْأ الجريدة كما تُقَْرأ فى أيام الإسبوع (أيام العمل) أو ربما يكون ليوم الجمعة – كما أريد للمتابع لمقالاتى أن يستريح من وجع الدماغ الذى أسُبِبْه طيلة خمس أيام عمل فى الإسبوع.
ومرة أخرى أو إجابة أخرى، تقول بأنه ربما يقل عدد قراء الجرائد يوم الجمعة عنهم فى بقية أيام الإسبوع حيث يحتاج المرء للنوم أكثر صباحًا والإجتماع بالأسرة ظهرًا، والخروج مساءًا وبالتالى يصبح يوم الجمعة هو يوم "لا قرائة فيه" وخاصة لمثل المواضيع التى يقع إختيارى لها طيلة أيام الأسبوع للحديث عنها أو حولها !!
ومن هذا المنطلق أخذت عن صديقى الدكتور مصطفى الفقى –عرفت فلان وأكتب عنه ووجدت أن قدرتى على التواصل مع هذا الفكر غير ممكن لأسباب عديدة لا مجال لذكرها – ولكن لاشك بأن فى حياة كل إنسان مجموعة من الشخصيات أثرت بشكل أو بأخر على فكر أو على سياق أو سعدنا ببعضهم وتعسنا بمعرفة البعض الأخر!! والكل وارد الكتابة عنه – ما دام أن فى يدنا قلم وفى قدرتنا نشر ما نكتب فى نافذة، مثل عمودى اليومى – وطالما هناك نفس وقلب ينبض ورغبة فى تحقيق واجب نقوم به يوميًا !!.
وهى النافذة المضيئة بروزااليوسف اليومية ولعل إختيارى لشخصية اليوم هو المرحوم الأستاذ/أنيس منصور –الكاتب والأديب الجميل الذى نشأت فى طفولتى على بعض كتبه وأهمها رحلة حول العالم فى 200 يوم – وغيرها –إلا أن سعادتى وحظى الرائع – سمح لى بأن أصاحبه فى رحلات خارجية – طالت لعدة أيام أقلها أربعة – وأكثرها عشرة أيام ليل نهار سويًا- - نحن منفردين نتسوق فى فرانكفورت أو فى هانوفر أو فى أطلانطا نأخذ غذائنا سويًا وعشائنًا سويًا ونفطر سويًا وأعد له الشاى بالعسل النحل فى بعض الأحيان الساعة الرابعة صباحًا بود وبمحبة وبرضا كامل- حيث كنا فى قرية (دالتون) ولاية جنوب جورجيا والثلوج تغطى "الكوريدور" بين الحجرات – وهو فى إحتياج لهذا الكوب من الشاى – وأسعى أنا تزحلقًا على الجليد لكى ألبى له طلبه – راضيًا محببًا لنفسى فعل ذلك !!.
وحينما سألت عنه فى أخر عيد فطر مهنئًا قال أهلًا بالكاتب الناشيىء –وسعدت بهذا الوصف أيضًا !! واحشنى السفر معك يا أستاذ !! واحشنى يا صديقى الغالى رحمك الله رحمة واسعة
أ.د/حمــاد عبد الله حمـــاد
[email protected]