"حقنة الموت".. صحة النواب تُحذر من التركيبة الثلاثية لعلاج نزلات البرد (خاص)
حذرَّ أعضاء لجنة الصحة بمجلس النواب، من استخدام "الحقنة الثلاثية"، التي تستخدم لعلاج نزلات البرد، أو ما يطلق عليها (3 1x)، والتي تتكون من المضاد الحيوي والكورتيزون ومسكن للآلام، وخاصةً مع كثرة انتشار العدوى بالتزامن مع فصل الشتاء، مؤكدين أن استخدام وخلط الحقن من الممكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة قد تصل في بعض الأحيان إلى الموت نتيجة للإصابة بالحساسية.
ليس لها أساس طبي
وفي هذا الصدد، أكدت الدكتورة ميرفت عبدالعظيم، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، أن ما يُطلق عليها "حقنة البرد الثلاثية"، ليس لها أساس طبي، مشيرة إلى أنها عبارة عن مجموعة تتكون من مضاد حيوي وكورتيزون ومسكن للآلام، قائلة: استعمال هذه الحقنة في منتهى الخطورة، وقد تؤدي إلى الإصابة بالحساسية والوفاة في الحال".
وأوضحت "عبدالعظيم" في تصريح خاص لـ "الفجر"، أن استخدامها في منتهى الخطورة، وعلى الرغم من تسجيل حالات وفاة بسببها، إلا أنه يتم أخذها أيضا وخاصةً في الأحياء الشعبية والقرى لعدم وجود رقابة ووعي كافي من المواطنين.
وأشارت عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، إلى أنه يتم اللجوء إلى استعمال هذه الحقنة من قِبل المواطنين في أغلب الأحيان نظرًا لارتفاع أسعار تكلفة إجراء الكشف عند الطبيب، وكذلك ارتفاع سعر الدواء، وفي ظل الظروف الاقتصادية الحالية يتم اللجوء للعلاج بأي شكل رغم ما بها من مخاطر قد تصل إلى الوفاة.
غياب الرقابة في الصيدليات
ولفتت النائبة ميرفت عبدالعظيم، إلى أنه تم مناقشة الموضوع في لجنة الصحة بمجلس النواب، مؤكدة أنه تم "تجريم" استعمال هذه الحقنة في الصيدليات، وامتناع الصيادلة عن استخدامها تمامًا، مضيفة: يتم استخدامها نظرًا لغياب الرقابة والفوضى في ممارسة مهنة الصيدلة والطب والتداخل بينهما، ولم يتم اكتشافها إلا بحدوث مشكلة للحالة.
وتابعت قائلة: من الممكن أن يحدث مشاكل وقتية في نفس اليوم بعد أخذ الحقنة وليس على المدى الطويل، نظرًا لاحتوائها على مادة الكورتيزون والتي تسبب مشاكل عديدة مع المضاد الحيوي مما يسبب أعراض للمريض قد لا يمكن إسعافه ويتوفى في الحال، مشيرة إلى أن الكورتيزون يسبب تنشيط الفيروسات وانتشارها الشديد في الجسم.
أضرار الكورتيزون
ولفتت عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، إلى أن استخدام الكورتيزون مع المضاد الحيوي والمسكن يعطي شعورا بالراحة الوقتية للمريض، قائلة: "الكورتيزون بمثابة سِحر كمضاد للالتهاب"، ولكن يؤدي إلى مضاعفات تزداد للأسوء وما يتم الشعور به من راحه فهو عبارة عن تحسن خادع لوجود المسكنات وليس حقيقي، ويؤدي إلى عودة الفيروس بشكل متوحش أكثر مما كان.
مخاطر جسيمة لصحة الإنسان
وفي السياق ذاته، قال الدكتور مكرم رضوان، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، إن فكرة خلط الحقن في حد ذاته به خطورة كبيرة من الممكن أن ينتج عنه ضرر جسيم لصحة الإنسان، كما أنه من الممكن أن يُزيد أو يُقلل من كفاءة مادة أخرى مما قد ينتج عنه من مخاطر جسيمة وتسبب مشاكل جمة.
وأكد "رضوان" في تصريح خاص لـ "الفجر"، أن فكرة الخلط لمواد الحقن مرفوضة تمامًا إلا إذا كانت معتمدة من جهات خاصة بصحة أو اعتماد الدواء، مشيرًا إلى أنه في حال الإصابة بعدوى نزلات البرد فحقنة واحدة من المضاد الحيوي لا تكفي، ولكن على العكس تعمل على تكوين مناعة ضد استخدام المضادات الحيوية، فلا بد من أخذ كورس متكامل لإتمام عملية الشفاء دون مضاعفات.
وأوضح قائلًا: في حالة الإصابة لا بد من استشارة الطبيب مباشرة، وعدم التوجه إلى الصيدليات لأخذ للعلاج دون روشتة طبيب متخصص، بالإضافة إلى تجنب الاحتكاك والازدحام والإكثار من شرب السوائل والتي تحتوي علي فيتامين C لتقوية المناعة، وخاصةً مرضى السكر والأورام لضعف مناعتهم.
مضاعفات خطيرة
وأشار الدكتور مكرم رضوان، إلى أن خلط المواد الفعالة للحقن من الممكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة تؤثر على الكلى والكبد، مؤكدًا أن مبدأ الخلط لا بد من وجود خلفية طبية له، وعدم الخلط العشوائي للمضادات الحيوية ومسكنات الآلام، لما قد ينتج عنه من أضرار جسيمة.