هل ينجح الأردن في مواجهة عصابات تهريب المخدرات من سوريا؟.. خبراء يجيبون

تقارير وحوارات

الضربات الأردنية
الضربات الأردنية على سوريا

شهدت الحدود الأردنية السورية حالة من توترات وذلك بعد الضربات الجوية التي قام بها سلاح الجو الأردني من أجل التصدي إلى المتسللين داخل الأراضي الأردنية.

هذا الأمر جعل آراء الخبراء والمتخصصين مختلفين حول تلك الضربات الجوية منهم من قام بتأييد تلك الضربات ومنهم من رفض. 

خطر يهدد الأمن الأردني

كانت وزارة الخارجية الأردنية، أعلنت الثلاثاء، أن عمّان ستستمر في التصدي لتهريب المخدرات والسلاح عبر الحدود السورية، موضحة أنها تنتظر من دمشق إجراءات فعالة للقضاء على تلك العمليات.

وجاء في بيان وزارة الخارجية الأردنية: "تهريب المخدرات والسلاح عبر الحدود السورية إلى الأردن خطر يهدد الأمن الوطني، والأردن سيستمر في التصدي لهذا الخطر ولكل من يقف وراءه حتى دحره بالكامل".

وأوضح البيان: "استعداد الأردن للمضي في التنسيق مع الحكومة السورية لوقف عمليات التهريب ويتوقع من الأشقاء في سوريا إجراءات وخطوات عملية وفعالة وسريعة ومؤثرة ضدهم".

سوريا تأسف للضربات الجوية الأردنية

فيما أعربت سوريا عن أسفها الشديد، جراء الضربات التي وجهها سلاح الجو الأردني إلى قرى ومناطق عدة على أراضيها، كان آخرها استهداف قرى في ريف السويداء الجنوبي، وتبريرها بأنها موجهة لعناصر منخرطة في تهريب المخدرات عبر الحدود إلى الأردن، مؤكدة أنه لا مبرر لمثل هذه العمليات العسكرية التي نحاول احتواءها، حرصًا على عدم التأثير على استمرار استعادة العلاقة الأخوية بين البلدين.

وقالت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان اليوم تلقت (سانا) نسخة منه: تعرب الجمهورية العربية السورية عن الأسف الشديد جراء الضربات الجوية التي وجهها سلاح الجو الأردني إلى قرى ومناطق عدة داخل الأراضي السورية، كان آخرها استهداف قرى في الريف الجنوبي لمحافظة السويداء في الـ 18 من الشهر الجاري، ذهب ضحيتها عدد من المدنيين بينهم أطفال ونساء، وعدد من الجرحى، وتم تبرير تلك الضربات بأنها موجهة لعناصر منخرطة في تهريب المخدرات عبر الحدود إلى الأردن.

وأضافت الوزارة: إن سوريا تشدد على أنه لا مبرر لمثل هذه العمليات العسكرية داخل أراضيها، وتؤكد في الوقت ذاته أنها تحاول احتواءها حرصًا منها على عدم التوتر أو التأثير على استمرار استعادة العلاقة الأخوية بين البلدين، إلا أن التصعيد السياسي والإعلامي والعسكري الذي شهدناه في الأشهر القليلة الماضية لا ينسجم إطلاقًا مع ما تم الاتفاق عليه بين اللجان المشتركة من الجانبين حول التعاون المخلص لمكافحة جميع الانتهاكات، بما في ذلك العصابات الإجرامية للتهريب والاتجار بالمخدرات.

وأشارت الخارجية إلى أن سوريا تشير في هذا الصدد إلى الرسائل التي وجهها وزيرا الخارجية والدفاع، والأجهزة الأمنية لنظرائهم في المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، واقترحوا فيها القيام بخطوات عملية من أجل ضبط الحدود، كما أبدوا استعداد سورية للتعاون مع المؤسسات المدنية والأمنية الأردنية، إلا أن تلك الرسائل تم تجاهلها، ولم نتلق ردًا عليها، ولم تلق أي استجابة من الجانب الأردني.

معاناة الشعب السوري 

وأكدت الوزارة استمرار سوريا في مكافحة الإرهاب، والتصدي لكل المظاهر والممارسات والجرائم المتعلقة بالتهريب، والاتجار غير المشروع بالمخدرات، والعمل على إنهائها أينما وجدت، لكنها تذكر أنها عانت منذ عام 2011 من تدفق عشرات آلاف الإرهابيين، وتمرير كميات هائلة من الأسلحة، انطلاقًا من دول جوار ومنها الأردن، ما أدى إلى سقوط آلاف الأبرياء، وتسبب بمعاناة كبيرة للشعب السوري في مختلف مجالات الحياة، وتدمير البنى التحتية، وهو أمر تتحمل مسؤوليته الجهات التي ساهمت في الحرب على سورية والتي كانت هي نفسها السبب في انتشار المجموعات الإرهابية في المناطق الحدودية، وفي نشاط عصابات القتل والإجرام، والتهريب والاتجار غير المشروع، وخاصة على الحدود مع الأردن.

التنسيق المشترك

وأوضحت الخارجية أن سوريا أصرت على عدم اللجوء لردود أفعال تؤثر على مصالح شعبي البلدين الشقيقين في سورية والأردن، وكان فهمها إزاء ذلك أن هذا الأمر يتطلب تعاونًا بين الجانبين، وهذا ما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماعات ذات الصلة بين البلدين، وخاصة خلال اجتماعات اللجان المشتركة العسكرية والأمنية حول التنسيق المشترك من أجل مكافحة كل ما يضر بمصالح الجانبين، لمواجهة المسؤوليات والتحديات المشتركة وخاصة ظاهرة الاتجار بالمخدرات، والقيام بعمل عسكري مشترك إذا تطلب الأمر، إلا أن سورية فوجئت بضربات متكررة استهدفت أراضيها من قبل سلاح الجو الأردني، وتسببت بوقوع ضحايا من الأبرياء دون أي مبرر.

العلاقات الأخوية بين البلدين

وجددت الخارجية التأكيد على أن سوريا حريصة على العلاقات الأخوية بين البلدين وخاصة في هذه الظروف المعقدة التي تشهدها المنطقة، وهي تدعو المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة إلى إظهار حرص مماثل، والاستجابة لمبادرات ورسائل الجانب السوري بشأن التعاون والتنسيق المشترك بين الجانبين لمواجهة التحديات المشتركة على جانبي الحدود، وتشدد على أنها لن تألو جهدًا في التنسيق والتعاون مع الأردن في مواجهة كل ما يضر بمصالح البلدين الشقيقين، في ضوء الاحترام الكامل لسيادتهما ووحدة وسلامة أراضيهما، وخاصة أن التصعيد لا يمكن أن يخدم أيًا من الجانبين، ولن يستفيد منه إلا أعداء الأمة العربية.

التنسيق هو الحل 

وقال المحلل السياسي السوري غسان يوسف، إن الاعتداء الأردني على الأراضي السورية هو أمر مرفوض كل الرفض من قبل الشعب ة الحكومة السورية مشيرًا إلى أن ادعاءات الأردن بخصوص وجود بعض عناصر التهريب في الجانب السوري لذلك قام باستهدافهم هو في حقيقة الأمر مبررات غير حقيقية من أجل تغطية الأردن على أحداث غزة.

وأضاف "يوسف" في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، يجب على الحكومة الأردنية التركيز أكثر على المهربين الموجودين في الأراضي الأردني من أجل إحكام السيطرة على أراضيها.

وطلب المحلل السياسي السوري، أن يكون تنسيق يحدث بين الجانب الأردني والسوري من أجل حماية المدنيين والحفاظ على أرواحهم البراءة.

محاربة المهربين

فيما أوضح صلاح ملكاوي، المحلل السياسي الأردني، أن تلك الضربات الضربات الجوية هي عبارة عن الاستجابة الخشنة من أجل التصدي إلى جماعات التهريب الذين يحاولون تخريب الداخل الأردني.

وأضاف "ملكاوي" في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن عمليات العسكرية على المهربين تطورات خلال السنوات القليلة الماضية حيث بدأت بالتصدي على المتسللين في الأرض الأردني في أول الأمر وبعد ذلك تطور حتى وصل إلى استهداف المتسللين داخل وخارج الأراضي الأردنية.

واختتم المحلل السياسي الأردني، أن هناك تقارير استخباراتية كشفت أن المهربين قاموا بتخزين 180 طن من الحشيش وحبوب الكبتاجون وهذا في مستودع داخل الأحياء المدنية؛ مؤكدًا أن الأردن سوف تتطور العمليات العسكرية من أجل تأمين الحدود بشكل أقوى.