مندوب مصر بالجامعة العربية: نقف موقفا جادا وحازما تجاه محاولات تصفية القضية الفلسطينية عبر فرض التهجير القسري
قال السفير محمد مصطفى عرفي
المندوب الدائم لجمهورية مصر العربية لدى جامعة الدول العربية، إن مصر ثابتة ثبات الجبال ورسوخها دائما وأبدًا مناصرة الحق الفلسطيني، وتقف موقفًا جادًا حازمًا تجاه محاولات تصفية القضية الفلسطينية عبر فرض التهجير القسري على فلسطيني غزة.
وأضاف عرفي، في اجتماع مجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين في دورته غير العادية ٢٢ يناير ٢٠٢٤، أن محاولة تسمية هذا التهجير القسري، "بالتهجير الطوعي" بعدما أفضت أعمال العدوان البربرية والوحشية إلى تدمير كافة سبل الحياة بقطاع غزة، تدثرا بعباءة
فضفاضة جوفاء، لهي حجة بالية لا تقنع طفلًا في الخامسة من عمره، بمنطقها السقيم وقوامها المعوج. أما ما ساقوه من كذب بحق مصر في مرافعتهم بمحكمة العدل الدولية، فلا يصدقه أو ينخدع به أحد ومشاهد الدمار يشاهدها العالم ليلا ونهارًا.. كبرت كلمة تخرج من أفواههم أن يقولون إلا كذبًا. ولكن أبدا، فإن ذلك لن يكون، فإن الشعب الفلسطيني العظيم مازال متمسكا بالصمود في أرضه ليضرب لنا المثل في الإباء والعزة ورفض الظلم للجيل الحالي والأجيال المقبلة. ونجدد دائمًا التأكيد على أن القضية الفلسطينية ليست هي قضية العرب المركزية فحسب، بل هي قضية كل شرفاء العالم، كل من كان بداخله قدر من الأخلاق تفرض عليه وتستوجب منه رفض الضيم والظلم والممارسات الهمجية من حصار وتجويع وقتل وتدمير ومصادرة أراضي.
وتابع: "إننا نحي هنا مواقف الأمم المتحدة التي قدمت عشرات الشهداء من موظفيها بنيران الاحتلال، ونحي المواقف الأخلاقية للأمين العام للأمم المتحدة " أنطونيو جوتيرش" ومساعديه، ونحى ونثمن غاليا يقظة الضمير العالمي في مختلف الدول شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوبًا الذي بات يرفع شعار "أن أوقفوا القتل"... عبر وقفات ومظاهرات في مدن شتي، حتى بالدول التي ما فتئت تعيق وقف إطلاق النار".
وقال: "لقد كفانا الشعب الفلسطيني العظيم مؤنة الكلام عبر صموده الأسطوري أمام مجزرة وحشية يندى لها جبين الإنسانية، وتشكل دليلًا على ازدواجية المعايير، والخزي العالمي المتمثل بالقبول بممارسات بربرية همجية، ما كان أحد يتصور أن يتم استنساخها وبعثها من مرقدها في نقطة غائرة من العهود البائدة مرة ثانية ونحن في القرن الحادي والعشرين، حيث
يكثر الحديث حينا والتغني أحيانا بالسمو الأخلاقي وحقوق الانسان وأهمية احترامها".
وأوضح أن تلك البوصلة الأخلاقية للشعوب تدعو للاحترام والتقدير ويقينا وحتما، فإن كل من يقف مناصرا للحق الفلسطيني إنما يقف على الجانب الصحيح من حركة التاريخ والعكس صحيح، إذ يخطئ كثيرا من يناصر الظلم، مثل أولئك الذين ناصروا نظام الابارتيد قبل أن يذهبه شعب جنوب افريقيا العظيم، ويجعله هشيما تذروه الرياح. حفظ الله فلسطين وشعبها، وأيدهم بنصره، ولسوف يأتي، ان شاء الله وقت نجتمع هنا في جامعتنا العربية للاحتفال بقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، بمقدساتها الإسلامية والمسيحية، بأقصاها وقيامتها. فهذا يوم يرونه بعيدا، ونراه قريبا بحول الله وقوته.