بعد رسائل السيسي الحاسمة.. ماذا وراء زيارة الرئيس الصومالي لمصر؟
خلال الساعات القليلة الماضية أعلن المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي أن الرئيس عبد الفتاح السيسي التقى اليوم بالرئيس الصومالي حسن شيخ محمود بقصر الاتحادية.
ويرى الخبراء والمتخصصين أن تلك الزيارة تحمل العديد من الرسائل المهمة من أجل الحفاظ على أمن واستقرار القرن الإفريقي وأيضا البحر الأحمر التي أصبح مهدد بسبب التعنت الإثيوبي المتكرر والذي دائما ينتهك القانون الدولي.
رسائل السيسي بشأن أزمة إثيوبيا والصومال
نجاح الصومال في مواجهة الإرهاب
أشاد الرئيس عبد الفتاح السيسي بالإنجازات التي حققتها دولة الصومال قائلا:" اسجل بكل تقدير النجاحات التي حققها الصومال خلال الفترة الأخيرة تحت قيادة الرئيس حسن شيخ محمود، النجاح الأول للصومال هو السيطرة على أرضه ومكافحة الإرهاب، والنجاح الثاني يكمن في شطب الديون التي كانت تثقل كاهل الصومال، والنجاح الثالث هو رفع الحظر المفروض على الصومال منذ عام 1991 على توريد المعدات والأسلحة".
دعم مصر للصومال
أكد السيسي أثناء المؤتمر الصحفي الذي حدث مع رئيس الصومال اليوم قائلا:" أن مصر ترفض الاتفاق الذي حدث بين أرض الصومال وإثيوبيا" مشيرًا إلى أن مصر دائما تقف مع الأشقاء ضد أي تهديد قائلا: محدش يجرب مصر ويحاول يهدد أشقائها، ولن نسمح بأي تهديد للصومال أو أمنه، خاصة إذا طلب منّا الوقوف معهم".
لفت في حديثه أن الصومال دولة عربية ولها حقوق طبقا لميثاق الجامعة العربية في الدفاع المشترك لأي تهديد خصوصًا أن الصومال في وضع صعب منذ عام 1991 استمرت وعصفت بقدراته أكثر من 30 سنة.
رسالة الرئيس السيسي إلى المصريين
كما وجه الرئيس السيسي برسالة إلى الشعب المصري قائلا:" بوجه رسالة للمصريين: يا ناس.. يا دول.. خلوا بالكم من دولكم وحافظوا عليها، أي تحدي ممكن يتم مجابهته ما دام الدولة مستقرة وآمنة، إنما تدخل الدول في حالة عدم استقرار مبترجعش بسهولة، تاخد 20 أو 30 سنة".
أكمل:"بفضل الله نحن معكم من أجل البناء والتنمية والتعمير وبنقول للدنيا كلها يا ريت نتعاون بعيدا عن تهديد أمن واستقرار الدول".
مصر حليف تاريخي للصومال
في حين أكد الرئيس الصومالي أن مصر حليف تاريخي لهم، وأنهم لن يسمحوا لأي دولة بالاستيلاء على أراضيهم بما في ذلك إثيوبيا أو أي بلد آخر، وأن الشراكة بين الصومال ومصر لا تهدد أي بلد آخر، كما أن البحر الأحمر جزء من التجارة العالمية خاصة لدول الجوار التي تطل عليه.
رسائل مهمة
قال الدكتور رامي زهدي، المتخصص في الشؤون الإفريقية، إن زيارة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود للمرة الثانية إلى القاهرة وذلك منذ توليه الحكم تؤكد على متانة العلاقات الثنائية بين مصر والصومال مشيرًا إلى مصر دائما تقدم الدعم الكامل إلى الصومال من النواحي الاقتصادية والعسكرية والأمنية والعسكرية.
وأضاف زهدي في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي حملت العديد من الرسائل المهمة من أجل دعم الصومال وأيضا وقف الاعتداء الإثيوبي على الأراضي الأثيوبية وذلك بعد توقيع الاتفاق المبدئي مع إقليم أرض الصومال.
وأكد المتخصص في الشؤون الإفريقية، أن إثيوبيا هي الدولة التي تخلق المشاكل مع دول الجوار وهذا الامر أصبح يهدد أمن واستقرار القرن الإفريقي وأيضا أمن البحر الأحمر وهذا مرفوض من قبل الدول الإفريقية وأيضا دول البحر الأحمر.
السيناريوهات المحتملة
أوضح هاني الجمل، المحلل السياسي، أن زيارة الرئيس الصومالي إلى القاهرة جاءت في وقت مهم جدًا وشديد الحساسية خصوصًا مع التحركات الإثيوبية الأخيرة بخصوص الاعتراف بدولة صوماليلاند الأمر الذي يخالف القانون الدولي والشرعية الدولية مشيرًا إلى أن هناك بعض القوي الإقليمية التي تقدم الدعم إلى أديس أبابا خصوصًا مع العمليات العسكرية التي يقوم بها جماعة الحوثي.
وأضاف "الجمل" في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن كلمة الرسائل عبدالفتاح السيسي اليوم تحمل العديد من الرسائل المهمة خصوصًا التأكيد الكامل إلى دعم مصر إلى الإخوة الأشقاء في الصومال من أجل مواجهة الإرهاب وأيضا تقديم الدعم الكامل في النواحي الاقتصادية والسياسية وأيضا الدبلوماسية خصوصًا إمام الاتحاد الإفريقي وتصدير القضية أمام العالم.
في حديثه كشف أن ما دفع الحكومة الإثيوبية من أجل فتح منفذ على البحر الأحمر من أجل توفير ما يقارب مليار دولار تقوم بدفعها أديس أبابا إلى جيبوتي لافتًا إلى أن إثيوبيا حاليًا تعاني من مشاكل اقتصادية ضخمة بسبب سياسات أبي أحمد الخطأ.
وأكد المحلل السياسي، أن الفترة القادمة سنشهد بعض العمليات الإرهابية في الصومال من أجل الضغط على الحكومة الصومالية من أجل الموافقة على فتح منفذ إلى إثيوبيا على البحر الأحمر خصوصًا بعد تهديدات إثيوبيا من الانسحاب من الجنوب الصومالي.