ما وسائل النهوض بالسياحة وسبل جذب السائحين؟.. خبراء يجيبون

الفجر السياسي

أرشيفية
أرشيفية

 

 

يعد الترويج  للسياحة من العوامل الأساسية التي تساعد على انتعاش الاقتصاد المصري، في ظل الأزمات  الاقتصادية.

وتواصلت الفجر مع خبراء اقتصاد لمعرفة آرائهم عن  الترويجات المبتكرة لجذب الاقتصاد في السياحة الداخلية بمصر.


حملات ترويجية:


قال الدكتور السيد خضر خبير اقتصادي في تصريحات خاصة للفجر أن تأتى عملية ترويج السياحة الداخلية من أهم سبل تعزيز الاقتصادي المصرى فى ظل  استمرار  تصاعد وتيرة الأزمات  والصراعات العالمية  وكذلك الأحداث الجيوسياسية  ومدى تأثير ذلك على أداء السياحة الخارجية.


وأكد "خضر " أنه يتم ذلك من خلال عملية التسويق والترويج الجيد للسياحة حيث يجب الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة للترويج للوجهات السياحية المصرية، ويمكن إطلاق حملات ترويجية مبتكرة تستهدف السكان المحليين من خلال وسائل الإعلام المختلفة، مثل التلفزيون والإذاعة والإنترنت والصحف المحلية، تطوير المنتجات السياحية المحلية حيث ينبغي تنويع المنتجات السياحية المتاحة داخل مصر وتطويرها لتناسب السوق المحلية، يمكن تنظيم رحلات وجولات سياحية محلية مثل السفاري في الصحراء، والزيارات الثقافية للمواقع التاريخية والأثرية، والرحلات البحرية في البحر الأحمر والبحر المتوسط، التعاون مع القطاع الخاص حيث يمكن تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص المتخصص في السياحة الداخلية، مثل شركات السفر والفنادق ووكالات السفر المحلية، يمكن تطوير باقات سياحية محلية مغرية، وتقديم عروض خاصة وتخفيضات للمواطنين المصريين لجذبهم لقضاء عطلاتهم داخل البلاد، تنظيم الفعاليات والمهرجانات من خلال تنظيم فعاليات ومهرجانات سياحية في مختلف المناطق السياحية في مصر.


مهرجانات ثقافية وفنية:

وتابع الخبير الاقتصادي: أنه يمكن استضافة مهرجانات ثقافية وفنية، ومهرجانات الطعام والمأكولات المحلية، والفعاليات الرياضية والموسيقية،  تلك الفعاليات تعزز الجذب السياحي وتساهم في تنشيط الاقتصاد المحلي،  ويجب تحسين البنية التحتية السياحية في مناطق الجذب السياحي داخل مصر،يشمل ذلك تطوير الطرق والمرافق العامة، وتحسين نظام النقل المحلي وتوفير الخدمات  ، تشجيع السفر الداخلي، كما يمكن توفير حوافز وتسهيلات للمواطنين للسفر داخل البلاد، مثل تخفيضات على تذاكر السفر والإقامة، وتنظيم حملات ترويجية للتشجيع على السفر الداخلي واستكشاف الوجهات المحلية،

 

وأشار الخبير الاقتصادي، إلى أن تطوير الخدمات السياحية من خلال تحسين جودة الخدمات السياحية المقدمة في المواقع السياحية المحلية، بما في ذلك الفنادق والمطاعم وخدمات النقل والترفيه، يمكن تقديم تدريب وتطوير للعاملين في القطاع السياحي لتحسين مستوى الضيافة والخدمة المقدمة،التعاون مع السلطات المحلية حيث ينبغي تعزيز التعاون بين الجهات الحكومية والسلطات المحلية والقطاع السياحي لتحقيق التنسيق والتعاون.


واستطرد: إنه يتعلق بتطوير وتعزيز السياحة الداخلية، توفير المعلومات السياحية حيث يجب توفير معلومات سياحية شاملة ومفصلة عن الوجهات المحلية والأنشطة المتاحة والمعالم السياحية والتراث الثقافي،ويمكن إنشاء مواقع إلكترونية وتطبيقات محمولة توفر معلومات سياحية موثوقة وسهلة الوصول للمواطنين، تشجيع السياحة المحلية في الفترات الموسمية من خلال عملية تنظيم حملات ترويجية خاصة بالسياحة الداخلية في الفترات الموسمية أو الأحداث الخاصة، مثل عطلات نهاية الأسبوع والأعياد الوطنية والمهرجانات المحلية.

      

 العملة الصعبة:

واستكمل حديثه الدكتور جمال الدين شوقي خبير اقتصادي للفجر قائلا: تُعدُ السياحة في العديد من دول العالم من الركائز الأساسية التي تعتمد عليهما في تحقيق دخلها القومي، وتعتبر من أهم القطاعات التي تعتمد عليها الدولة لكونها تسهم في الدخل الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، وبالنسبة إلى مصر فنجد أن هناك عدة موارد للدخل القومي المصري، يأتي من بين أحد أهم تلك الموارد هي السياحة، حيث تُعدُ ثالث أكبر مصدر للعملة الأجنبية لمصر بعد تحويلات المصريين العاملين في الخارج وقناة السويس، حيث تُسهم بنحو 12% من الدخل القومي، وتوفر نحو نحو 20% من إجمالي العملة الصعبة، لذلك يجب علينا لفهم أهميتها أن ندركها من مفهومها فالسياحة هي الانتقال من مكان لآخر بهدف الاطلاع والتعرف والاستمتاع بالمواقع المختلفة ويشمل ذلك السياحة الداخلية والخارجية والسياحة بأنواعها المختلفة ترتكز على عدد من المقومات تشمل المنتج السياحي والإدارة والتسويق والتمويل وكذلك أيضًا الموارد البشرية.

 

وأشار "الدكتور جمال"، إلى أن السياحة الخارجية هي التي تكون من قبل مواطنين أجانب داخل حدود دولة أخرى وفي جميع الأحوال يتم اجتياز الحدود الدولية وصرف عملة أجنبية خلال فترة الزيارة.

 

أما السياحة الداخلية وهي التي نريد التركيز عليها خلال الفترة القادمة في مصر تتم من قبل مواطنين الدولة داخل حدود دولتهم ويمكن استيضاح ذلك من خلال الزيارات والانتقالات التي يقوم بها المواطنين داخل دولتهم إلى مناطق سياحية معينة وغالبًا ما يشترط فيها بأن لا تقل عن أربعة وعشرون ساعة في حين إذا قلت المدة عن ذلك تعتبر سياحة ترفيهية، وتعتمد برامج السياحة الداخلية على الرصيد السياحي المتاح داخل الدولة نفسها، وهذا ما يطلق عليه عناصر الجذب السياحي الداخلي وتوجه هذه البرامج لاستقطاب المواطنين والأجانب المقيمين ويطلق على هذا النوع من السياحة " السياحة الإيجابية" باعتبارها أحد المصادر الدائمة للدخل القومي من أجل تحسين وضع ميزان المدفوعات وزيادة قدرة الدولة على سداد التزاماتها.

 

التسويق لقطاع السياحة:

 

وأكد الخبيرالاقتصادي، يجب أن تسعى الحكومة المصرية خلال الفترة القادمة إلى تطوير قطاع السياحة في البلاد، وذلك من خلال تطوير البنيةالتحتية السياحية، وتحسين الخدمات السياحية، وزيادة الترويج السياحي لمصر، كما يجب أيضًا أن تعمل على تنمية السياحةالداخلية، وذلك من خلال توفير مزيد من فرص الترفيه والسياحةللمواطنين المصريين.

 

وأوضح جمال الدين شوقي، التسويق أحد أهم أساليب تنشيط السياحة حيث إنمصر تمتلك مقومات سياحية كبيرة تؤهلها إلى الوصول إلى مصاف الدول الكبيرة إلا أن عدم المقدرة على استغلال هذه المقومات في جذب السياح وتسويق المنتج السياحي لا يسهم في دعم الاقتصاد الوطني وإنما الحل المناسب يكمن في المساهمة نتيجة النجاح في عملية التسويق للمنتج السياحي.

 

استطرد: لذلك فإن متطلبات التسويق لقطاع السياحة يتطلب بذل أقصى الجهود الممكنة لتذليل المعوقات والمشكلات التي تعتري طبيعة الخدمات السياحية المقدمة التي تتسم بحالة المنافسة الحادة لغرض جذب السياحة الداخلية تجاه جهة قصد معينة من خلال تقديم خدمات ذات جودة عالية.

 

ولفت شوقي إلي أن من الأشياء الهامة هي تحديد مفهوم السائح المستهدف في السياحة الداخلية بصورة دقيقة من حيث دراسة التوزيع الجغرافي للسياح، وكذلك معرفة العوامل المؤثرة على الاشتراك في الخدمات والفعاليات السياحية حيث إن تحديد مفهوم السائح في المنطقة السياحية أو المحافظة السياحية التي سوف يزورها السائح ومعرفة مدى الانفاق السياحي الذي سيكون موضع اهتمام في هذه المنطقة سواء كان هذا الإنفاق على النقل أو الإيواء أو على شراء الأطعمة والشراب وغيره، وكل ذلك يعتمد بصورة مباشرة على إعداد السياح.

 

المقاصدالسياحية:

 

 

وقال الدكتور جمال إن من المهم جدًا إبراز عوامل الجذب السياحي لكل محافظة من محافظات مصر السياحية ومعرفة كيف نشأت وتطورت السياحة فيها والتعرف على خصائص السائحين من حيث أماكن قدومهم وتحليل خصائصهم الاجتماعية والديموغرافية والاقتصادية، وأهم المشكلات التي تواجههم من خلال زيارة الأماكن السياحية الخاصة بكل محافظة ووضع الحلول المناسبة للمشكلات التي يتعرض لها السياح وقطاع الخدمات السياحية لتساعد هذه الحلول المسئولين القائمين على التخطيط في المستقبل.

 

وتابع الخبيرالاقتصادي: يجب التعرف على توجهات واهتمامات السائحين، نحو المقاصدالسياحية المستدامة، حيث يجب العمل على تحويل المقاصدالسياحية في مصر، إلى مقاصد تتسم بالمرونة والاستدامةوصديقة للبيئة، خاصةً أن الاتجاه العالمي أصبح الآن متجه نحوالاهتمام بمواصفات الاستدامة في المقاصد السياحية

 

 

تعزيز السياحة الإقليمية العربية:

وعلق الخبير الاقتصادي الدكتور عادل عامر أن  ينبغي توائم بين اتجاهي التنافس والتكامل فيما بين الدول العربية، بحيث يتم التركيز على مجالات التعاون والتكامل، مع إتاحة المساحة للتنافس الذي يؤدى بطبيعة الحال إلى رفع مستوى الجودة، وبالتالي إلى تحسين الأداء في القطاع السياحي العربي في مجمله.


وتابع الخبير الاقتصادي: أن  التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسكانية في الدول العربية، وفى ضوء التغير الجذري الذي طرأ على قطاع السياحة العالمي، وعلى الأخص منذ العام الأول من القرن الجاري كنتائج لأحداث سبتمبر 2001، فقد برزت الحاجة إلى تعزيز السياحة الإقليمية العربية لتبلغ مستويات تقارب نسب السياحة الإقليمية في مختلف مناطق العالم.

قطاع السياحة المصرية:


وأكد الدكتور عادل عامر أن النمو المضطرد في قطاع السياحة المصرية، وتفوق معدله على متوسط المعدل العالمي، يشكل دافعًا قويًا لوضع إستراتيجية لتطوير ذلك القطاع برؤية واضحة وأهداف محددة، تمكنه من المساهمة بشكل أمثل في التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة بالدول العربية، دون إغفال للتفاوت القائم بين أوضاع القطاع السياحي في الدول العربية، إما بسبب تفاوت الإمكانيات أو اختلاف في درجات العراقة والحداثة لصناعة السياحة بين تلك الدول، أو إغفال للظروف الأمنية وبحيث تستهدف الإستراتيجية تحقيق التطوير المطلوب مع تقارب في مستويات الأداء والجودة ينعكسان بشكل إيجابي على تحسين فرص الترويج للمنطقة العربية في مجملها، ويضيف بعدًا إقليميًا مفيدًا لكل قطر على حدة.