كل ما تريد معرفته عن جبل التجربة الذي صام عليه المسيح 40 يوما وليلة
يطل جبل التجربة على مدينة أريحا ويسمى بـ جبل "قرنطل"، وقرنطل كلمة أصلها لاتينى معناها الأربعين كما يسمى أيضا جبل الأربعين، نسبة إلى صوم السيد المسيح أربعين يوما وأربعين ليلة.
ترجع تسمية الجبل بجبل القرنطل إلى الفترة الصليبية في القرن الحادي عشر، يبلغ ارتفاعه 350 مترا فوق مستوى سطح البحر ويطل على منظر رائع لوادي الأردن في مدينة أريحا إحدى مدن فلسطين، وهو الموقع الذي قضى السيد المسيح فيه 40 يوما وليلة صائما وفيه جرب من الشيطان، في الجبل أيضا يوجد كهوف سكنها الأنبياء أليشع وإيليا.
حسب إنجيل معلمنا لوقا الإصحاح الرابع، فبعد أن تعمد السيد المسيح في نهر الأردن من قبل يوحنا المعمدان يقول الكتاب أنه اصعد إلى جبل عال: "ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَل عَال وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَانِ." وجبل التجربة هو أعلى جبل في تلك المنطقة حيث يبعد عن نهر الأردن نحو السبعة كيلومتر.
وبحسب التقليد المتوارث عندما أتت الملكة هيلانة إلى الأراضي المقدسة فكان مكان التجربة والجبل معروف بين المسيحيين الأوائل وكان محل زيارة وصلاة، فقامت الملكة هيلانة ببناء أول كنيسة في عام 328م على مكان الجبل الذي كان السيد المسيح يختلي فيه خلال الأربعين يوما، ومن ثم تم بناء دير في القرن السادس، وبنى حوله الرهبان كهوف عديدة، في القرن الحادي عشر في الفترة الصليبية تم بناء كنيستين على الموقع: واحدة في كهف في منتصف الطريق حتى الهاوية والثانية في القمة، ولقد أشاروا إلى الموقع باسم " مونس كوارانتانا" دير الأربعين باللغة الإيطالية، ومنها أتت تسمية دير القرنطل، وفي عام 1892 قامت الكنيسة الرومية الأرثوذكسية ببناء الدير الحديث حيث شيد الدير حول الكنائس الصليبية والبيزنطية السابقتين.