أزمة نقص الأدوية تتفاقم| طلبات إحاطة برلمانية.. و"شعبة الأدوية": البدائل متاحة
اشتكى عدد كبير من المواطنين خلال الفترة الأخيرة من وجود نقص في أصناف دوائية كثيرة، تركز أغلبها في أدوية نزلات البرد والأنفلونزا، وخاصة أدوية الأطفال الخاصة بالكحة وجلسات الأكسجين.
قبل نحو أسبوع من الآن، وجد علي سعيد، القاطن بمنطقة المظلات صعوبة كبيرة جدا في شراء أدوية روشتة طبيب الأطفال الذي شخص حالة طفله الرضيع على أنه مصاب بنزلة شعبية.
في حديث خاص لـ "الفجر"، أوضح علي أن الطبيب كتب له روشتة بها 5 أصناف دوائية بينها 2 لجلسات الأكسجين لمساعدة طفله على تجاوز الأزمة والتنفس بشكل طبيعي.
وتابع علي سعيد: كل ما أدخل صيدلية اسمع جملة واحدة "الدواء ده ناقص" أو "مش موجود" دون الإشارة إلى بدائل أخرى يمكنه الاستعانة بها، وفي النهاية استطاع تجميع أدوية الروشتة من 5 صيدليات مختلفة بمعدل دواء واحد من كل صيدلية.
"حتى الصيدليات الكبرى لا يوجد بها الأدوية"، بهذه الجملة عبرت نهى مصطفى عن معاناتها في توفير أدوية الحساسية والمضادات الحيوية لطفلتها البالغة من العمر 5 سنوات، والتي ترددت على أكثر من 12 صيدلية بينها صيدليات تابعة لسلاسل كبرى في مصر، لتتمكن من شراء زجاجتي دواء، إحداهما مضاد حيوي والأخرى لعلاج البلغم.
الأزمة لم تنتهي بالنسبة لنهى عند هذا الحد، والتي تقول لـ "الفجر"، إنها حينما احتاجت إلى تجديد الدواء بعد نفاذ الكمية الأولى، وذهبت إلى الصيدليات التي وجدته فيها المرة الأولى، فوجئت بأنه نفذ، وبسؤالها عن السبب، رد الصيدلي بأن هذه الأدوية ناقصة في السوق الفترة الحالية وما حصلت عليه في المرة السابقة كان في الصيدلية منذ فترة.
أزمة نقص الأدوية
ناقشت لجنة الصحة بمجلس النواب، عددًا من طلبات الإحاطة المقدمة من الأعضاء بشأن أزمة نقص الأدوية، حيث أكد الدكتور أشرف حاتم، رئيس اللجنة، أن 40% من الأدوية المصرية بها نقص في السوق المصري.
وقال رئيس لجنة الصحة، خلال مناقشة طلبات الإحاطة الخاصة بنقص الأصناف الدوائية، إن الإشكالية حاليا ليست في ارتفاع أسعار الدواء فقط ولكن أيضًا في عدم توافره، مرجعًا ذلك إلى أزمة المواد الخام التي يتم استيرادها من الخارج.
لا توجد أزمة والبدائل متاحة
الدكتور علي عوف، رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية، أكد أنه لا توجد أزمة في توفير الأصناف الدوائية لعلاج أمراض الأطفال، موضحا أن أدوية الكحة متوفرة في الصيدليات والمستشفيات، ورغم أن بعض الشركات أحجمت عن إنتاج أدوية بعينها إلا أن البدائل متوفرة وبجودة عالية.
وأضاف "عوف" في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن ما يتسبب في الحديث عن أزمة، هو عدم الدراية الكافية لدى الأطباء والمواطنين بأنواع البدائل المختلفة للأدوية الشهيرة أو المستوردة التي اعتاد الأطباء على كتابتها للمرضى.
وأوضح رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية: الناس بتدور على علامات تجارية معنية، والدكاترة عارفين أدوية محددة من خلال مندوبي شركات الأدوية، والأدوية الجديدة أو المحلية بتواجه أزمة في البداية في موضوع التسويق، وده اللي بيخلي فيه مشكلة تظهر، لأن الأدوية المستوردة اللي بتكون ناقصة يوجد لها بدائل محلية بنفس الجودة وبنصف السعر لكنها غير معلومة للمواطن.
وتابع علي عوف: دواء "أتروفنت" المستخدم في جلسات الأكسجين للأطفال، يوجد له بديل محلي بنصف سعره، كما أن "أتروفنت" نفسه متواجد في المستشفيات وفي صيدليات الإسعاف".
وأشار إلى أنه يمكن للمواطنين الذين يواجهون أزمة في توفير الأدوية بمختلف أنواعها، التواصل مع هيئة الدواء المصرية عبر الخط الساخن لها رقم "15301" للاستعلام عن أي دواء ناقص ومعرفة مكان تواجده والحصول عليه.