في احتفاله الـ64.. معلومات لا تعرفها عن السد العالي

تقارير وحوارات

السد العالي
السد العالي

معلم هندسي يتحدث لغة الجبال، يعلو في سماء مصر بأبهى صوره، السد العالي، هذا العملاق الذي يشد الأنظار ويحكي قصة الهندسة والإبداع، يرتسم على ضفاف نهر النيل، يعد هذا السد رمزًا للقوة والتقدم التكنولوجي، مختزلًا في أسمائه تاريخًا غنيًا من الإنجازات والتحديات، دعونا نخوض سويًا في جولة فريدة حول هذا الضريح الرائع الذي يتحدث بصمته عن عظمة الإنسان واستمرارية الحضارة.

 

ملحمة الإرادة.. قصة بناء السد العالي في أسوان

في لحظة تاريخية أدهشت العالم وأسرت القلوب، قام الرئيس الراحل جمال الناصر بوضع حجر الأساس لمشروع السد العالي في أسوان.

واليوم، تحتفل مصر بمرور 64 عامًا على هذا الحدث الذي شهدت فيه تعاونًا لا مثيل له مع الاتحاد السوفيتي في عام 1960.

بدأت رحلة بناء السد العالي بمبادرة من زعيم الأمة الكبير جمال عبد الناصر، استغرق بناء السد أربع سنوات من الجهود العظيمة والتضحيات البطولية للمصريين.

يتميز السد بأبعاده الضخمة، حيث يبلغ طوله 3600 مترًا وعرض قاعدته 980 مترًا، وعرض قمته 40 مترًا، وارتفاعه 111 مترًا. وبعد اكتمال البناء، تغير مجرى نهر النيل تمامًا ليمر عبر السد العالي.

بلغت تكلفة بناء السد العالي ما يقرب من مليار دولار، وشارك الاتحاد السوفيتي بنسبة ثلث المبلغ.

يعتبر السد العالي درعًا يحمي مصر من مخاطر الفيضانات التي كانت تجتاح البلاد وتهدد الأراضي الزراعية.

أصبح السد العالي السيطرة الكاملة على تدفق المياه، مما أدى إلى استقرار وازدهار الزراعة والتنمية في مصر.


وأحدث بناء السد العالي في مصر أحدث آثارًا اقتصادية واجتماعية هائلة ومتعددة على البلاد، حيث تحكم في الفيضانات وتوفير المياه، وهي أحد أهم الآثار الاقتصادية للسد العالي هو حماية مصر من الفيضانات النهرية.

قبل بناء السد، كانت الفيضانات تلحق أضرارًا كبيرة بالمناطق الزراعية والبنية التحتية، ولكن بعد البناء، تم تنظيم تدفق المياه والحد من الفيضانات، مما أدى إلى استقرار الإنتاج الزراعي وتوفر المياه للري والاستخدام المنزلي والصناعي.

يعد السد العالي محطة توليد ضخمة للطاقة الكهرومائية، توفر السد العالي الكهرباء بكميات هائلة لمصر، مما يدعم التنمية الصناعية والاقتصادية في البلاد، تعد الكهرباء المولدة من السد مصدرًا رئيسيًا للطاقة في مصر وتلبي الاحتياجات المتزايدة للسكان والصناعة والخدمات.


تم توسيع مساحة الأراضي الزراعية في مصر من خلال استصلاح المزيد من الأراضي وتوفير المياه اللازمة للري، مما ساهم في زيادة الإنتاج الزراعي وتحسين الأمن الغذائي في البلاد، كما أنه أتاح فرص عمل جديدة في قطاع الزراعة ودعم الاقتصاد الريفي.

يعتبر السد العالي معلمًا سياحيًا هامًا في مصر. يقصده الكثير من السياح الوافدين للاستمتاع بجمال السد والمناظر الخلابة للبحيرة الناشئة ومنطقة الجبال المحيطة. تعزز السياحة المحلية والدولية الاقتصاد المحلي وتعمل على تعزيز صورة مصر كوجهة سياحية متنوعة.

جرى بناء العديد من التجهيزات الهندسية والبنية التحتية المرتبطة بالسد العالي، مثل الطرق والجسور والمشاريع المائية الأخرى. هذه التحسينات تسهم في تطوير المناطق المحيطة بالسد وتعزيز النمو الاقتصادي والتنمية المستجمة في تلك المناطق.

بناء السد العالي في مصر لم يكن مجرد عمل هندسي ضخم، بل كان له آثار عميقة وشاملة على الاقتصاد والمجتمع المصري، من خلال توفير المياه والكهرباء وتعزيز الأمن الغذائي وتحسين البنية التحتية، أصبح السد العالي رمزًا للتنمية والتقدم في مصر.