هل تتسع رقعة الحرب في البحر الأحمر بعد الضربات الأمريكية البريطانية ضد الحوثيين؟
حالة من عدم الاستقرار تشهدها حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر، خاصة بعد التصعيد الأخير والضربات الأمريكية البريطانية لأهداف تابعة للحوثيين في مناطق متفرقة من 6 محافظات يمنية، وذلك ردا على هجمات الأخيرة في مضيق باب المندب ومياه البحر الأحمر.
ويرى اللواء محمد رشاد، وكيل المخابرات العامة الأسبق، أن عدم الاستقرار في البحر الأحمر سيستمر مع تزايد التصعيد خلال الفترة المقبلة، معتقدا أن “تهدئة الحوثيين للأوضاع في المنطقة وخروجهم من دائرة الصراع مرتبط ارتباط كلي وجزئي برفع العقوبات الأمريكية عن إيران”.
ورقة ضغط إيرانية
وأوضح رشاد في تصريحات لـ"الفجر"، أن "الحوثي له هدف خفي وأساسي من اعتراضه في البداية على الملاحة البحرية بالبحر الأحمر وهو أن يكون ورقة ضغط رابحة تستخدمها إيران لرفع العقوبات".
وعن احتمالية اجتياح القوات الأمريكية البريطانية مواقع تابعة للحوثيين ميدانيا في اليمن، استبعد وكيل المخابرات الأسبق الاجتياح البري، معللًا ذلك بالقول: “الأمور معقدة جدا، اليمن منطقة وميدان صعب ويعتبر يمثل أزمة كبيرة لأي قوة تحاول الاقتراب منه بريا”.
وقال اللواء محمد رشاد في تصريحاته لـ "الفجر"، إن "خيار الضربات العسكرية ضد مواقع حوثية في اليمن لوقف هجوم الأخير على السفن في البحر الأحمر، كان خيارًا غير صائبًا، ولن يوقف تعدي الحوثي على السفن بل سيؤدي إلى التصعيد في المنطقة".
الازدواجية الأمريكية فاقمت الأزمة
أما اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، يرى إن ما اعتبرها “إزدواجية المعايير الأمريكية سببا رئيسيا في عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط الذي يؤثر بالطبع على حركة الملاحة البحرية".
وقال سالم في تصريحات لـ"الفجر"، إن ما يحدث سيزيد الإضرابات في المنطقة، مشيرًا إلى أن الضربات الأمريكية البريطانية على الحوثيين سيأتي بنتائج عكسية، وستدفع الحوثي لمزيد من استهداف الأهداف الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية بالمنطقة.
ويعتقد رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق أن بداية وقف التصعيد في المنطقة سيكون من الوقف العاجل للحرب الإسرائيلية على غزة بالقول: “الأمر يحتاج للتعامل بعدم ازدواجية وهو التعامل مع المرض الأساسي وليس العرض، حتى لا يكون للحوثيين حجة لاعتراضهم السفن بالبحر الأحمر”.