بيان مشترك من خارجية الصين وجامعة الدول العربية بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
في يوم 14 يناير عام 2024، أجرى عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وزير الخارجية الصيني وانغ يي أثناء زيارته لجامعة الدول العربية مباحثات مع الأمين العام أحمد أبو الغيط، حيث تبادل الجانبان وجهات النظر حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على نحو معمق، وتوصلا إلى التوافقات التالية:
أولًا: ضرورة وقف إطلاق النار على نحو فوري وشامل، والتنفيذ الشامل والفعال للقرارات المعنية الصادرة عن مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الوضع في غزة، والصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وحماية المدنيين بخطوات ملموسة، ووقف كافة أعمال العنف التي تستهدف المدنيين والتصرفات التي تخالف القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ورفض التهجير القسري للمدنيين الفلسطينيين، والدعوة إلى سرعة الإفراج عن جميع المحتجزين، وسرعة إنشاء آلية التنسيق الإنساني، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وفق آلية مستدامة وسريعة وآمنة، ومن دون عوائق.
ثانيًا: يتعين على المجتمع الدولي أن يتحرك بشكل حثيث للدفع بتهدئة الأوضاع ووقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن.
ويتعين على الدول ذات التأثير على وجه الخصوص أن تلعب دورًا بناء في هذا الخصوص بشكل موضوعي وعادل.
وعلى مجلس الأمن الدولي أن يصغى إلى نداءات الدول العربية والإسلامية وغيرها من الدول التي عبرت عن رفضها لاستمرار الحرب الإسرائيلية ضد السكان المدنيين في غزة، وأن يتحمل مسئولياته نحو صيانة الأمن والسلم الدوليين بشكل جدي، ويتخذ إجراءات ملزمة في هذا الصدد.
ثالثًا: ضرورة التزام أي ترتيب حول مستقبل ومصير فلسطين بمبدأ "حكم فلسطين من قبل الفلسطينيين".
وضرورة العمل على تحقيق المصالحة الفلسطينية الداخلية، مع التأكيد على دعم الجانبين الصيني والعربي إلى حوار وطني شامل تشارك فيه جميع الفصائل الفلسطينية للوصول إلى هذه الغاية. مع العمل على تعزيز السلطة الوطنية الفلسطينية ودعم دورها في المرحلة المقبلة.
رابعًا: التأكيد على أن "حل الدولتين" يظل الأساس لأية ترتيبات مستقبلية تخص مصير الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية (بما فيها القدس الشرقية)، وبما يجسد حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة.
خامسًا: التأكيد على ضرورة العمل على نحو جاد وفعال لإيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية. مع دعم فلسطين لتكون عضوًا كامل العضوية في الأمم المتحدة، ودعم إقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقًا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبدأ "الأرض مقابل السلام" وما ورد في "مبادرة السلام العربية".
سادسًا: إعراب الجانبين عن الانزعاج الشديد إزاء تصعيد الأوضاع في البحر الأحمر في الآونة الأخيرة، مؤكدين على أهمية احترام سيادة اليمن ووحدة أراضيها مع ضمان سلامة خطوط الملاحة التجارية الدولية في البحر الأحمر، وضرورة درء المخاطر التي تهدد أمن الممرات البحرية باعتبار ذلك أولوية تتعلق بالأمن والسلم الدوليين، ودعوة كافة الأطراف إلى الدفع بتهدئة الأوضاع وخاصة إنهاء الحرب في قطاع غزة في أسرع وقت ممكن وتفادي مزيد من التداعيات الناجمة عنها والحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة بشكل جدي.
سابعًا: الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي موسع للسلام في أسرع وقت ممكن وعلى نحو يعكس المصداقية الدولية لإيجاد خريطة طريق ملزمة لتنفيذ حل الدولتين وفق جدول زمني محدد، مع الدفع باستئناف مفاوضات السلام بين فلسطين وإسرائيل على هذا الأساس، من أجل تحقيق التعايش السلمي بين دولتي فلسطين وإسرائيل، الأمن والسلام لشعوب المنطقة جميعًا.
ثامنًا: يقدر الجانب الصيني الدور المهم للجانب العربي في دفع تهدئة الأوضاع في المنطقة ومنع حدوث أزمة إنسانية شاملة في قطاع غزة، كما يثمن الجانب العربي عاليًا كافة الجهود التي بذلتها الصين من أجل إنهاء الصراع ووقف إطلاق النار في قطاع غزة ودعم القضية العادلة للشعب الفلسطيني، كما يشيد الجانب العربي بـ "ورقة موقف لجمهورية الصين الشعبية عن تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي". كما يحرص الجانبان على مواصلة تعزيز التواصل والتنسيق وبذل جهود دؤوبة في سبيل وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإنهاء الأزمة الإنسانية الخطيرة التي يعاني منها أكثر من 2 مليون فلسطيني، مع العمل على إنهاء الاحتلال وإيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية.