يتعلق الاستيلاء على السفينة بالنزاع حول النفط الخاضع للعقوبات ولكنه سيؤدي إلى تفاقم التوترات بشأن الملاحة البحرية في الشرق الأوسط

طهران تستولي على ناقلة نفط بخليج عمان.. ما علاقتها بأحداث غزة.؟

عربي ودولي

أرشيفية
أرشيفية

استولت البحرية الإيرانية على ناقلة نفط مرتبطة بالولايات المتحدة في خليج عمان الرابط بين مضيق هرمز وبحر العرب والخليج العربي كجزء من نزاع طويل الأمد مع واشنطن بشأن حكم محكمة أمريكية قبل عام بمصادرة النفط الإيراني على ناقلة النفط "سويز راجان" وتفريغ الحمولة في تكساس.

وقالت وكالات أنباء إيرانية رسمية أمس الأربعاء، إن الناقلة المرتبطة بواشنطن تم احتجازها بناء على أمر من محكمة إيرانية، لكن هذه الأخبار ستزيد من المخاوف المتزايدة بشأن حرية الملاحة في المنطقة نتيجة لهجمات الحوثيين المتكررة.

ويقول الحوثيون إن هجماتهم تهدف إلى تعطيل اقتصاد دولة الاحتلال والقوات البحرية التي تحمي الكيان وخاصة القوات الأمريكية نتيجة للحرب في غزة.

هجوم أمريكي بريطاني وشيك على الحوثي 

وبحسب "باتريك وينتور" الدبلوماسي السابق يبدو أن الهجوم العقابي المشترك بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على المنشآت العسكرية للحوثيين في اليمن، بما في ذلك ميناء الحديدة، وشيك بعد أن تعهد قادة الحوثيين اليوم الخميس بتحدي قرار أمني صادر عن الأمم المتحدة في اليوم السابق يطالب بإنهاء الهجمات على الشحن التجاري.

وعلى الرغم من حصول الحوثيين على الأسلحة والتدريب من إيران، إلا أن استيلاء ستة جنود ملثمين على الناقلة "سانت نيكولاس" قبالة سواحل عمان صباح اليوم لا يرتبط مباشرة بهجمات الحوثيين.

وتمت إعادة تسمية الناقلة، التي كانت تسمى سابقًا "سويس راجان"، بعد قضية قضائية طويلة الأمد أدت إلى تفريغ 980 ألف طن من النفط الإيراني من السفينة في تكساس في سبتمبر الماضي. ووجدت محكمة محلية أمريكية أن مالكي السفينة سمحوا بتحميل النفط الإيراني الخاضع للعقوبات وتم نقل السفينة في النهاية إلى هيوستن، حيث تم تفريغ محتوياتها.

وقالت وزارة العدل الأمريكية في ذلك الوقت إن النفط الموجود على الناقلة التي تديرها اليونان يُزعم أن الحرس الثوري الإيراني يبيعه للصين. ولم تحصل إيران قط على تعويض عن النفط الذي فقدته، وتسعى الآن إلى الانتقام من خلال الاستيلاء على السفينة وطاقمها المكون من 15 فرداً، ونقلها إلى إيران.

وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إيرنا" إن "البحرية الإيرانية احتجزت ناقلة نفط أميركية في مياه خليج عمان بموجب أمر قضائي، وأضافت أن الاستيلاء جاء ردا على الانتهاك الذي ارتكبته سفينة "سويز راجان" وسرقة النفط الإيراني من قبل الولايات المتحدة”. وردت إيران بإجراءات متبادلة في الماضي بعد مصادرة شحنات النفط الإيرانية.

الحوثي ينفي علاقة الاستيلاء على الناقلة بالأحداث في غزة

وجاءت نقطة التوتر الجديدة بين إيران والولايات المتحدة في الوقت الذي قال فيه  "محمد عبد السلام" كبير مفاوضي الحوثيين، إن الهجمات في البحر الأحمر لن يكون لها أي تأثير على محادثات السلام الحالية لجماعة الحوثي مع المملكة العربية السعودية.

وقال لرويترز إن المحادثات لا علاقة لها بما يحدث في قطاع غزة إلا إذا أراد الأمريكيون تحريك دول أخرى في المنطقة للدفاع عن إسرائيل، فهذا أمر آخر.

وأضاف “عبد السلام" قائلًا: “من يجر المنطقة إلى حرب أوسع هو من يسمح باستمرار العدوان والحصار المستمر منذ أكثر من 100 يوم على قطاع غزة”.وأضاف أن المجموعة تسعى للضغط على الإسرائيليين والأمريكيين من أجل وقف إطلاق النار، والذي سيشمل رفع الحصار عن غزة والتحرك نحو السلام والحوار.