على مدار 3 شهور.. ماذا فعلت مصر لإنهاء الحرب بغزة؟
قادت الدولة المصرية جهودًا سياسية هائلة خلال فترة استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لمدة 3 أشهر، ولعبت دورًا بارزًا في الساحة السياسية والإنسانية خلال هذه الفترة، وحتى الآن، ما زالت الدولة المصرية تبذل جهودًا سياسية مستمرة لوقف الحرب وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، وينتظر العالم العربي بفارغ الصبر نتائج القمة الثلاثية التي تجمع قادة مصر والأردن وفلسطين في مدينة العقبة الأردنية.
دور مصر في إيقاف الهجمات على غزة
تقود الدولة المصرية جهودًا سياسية مستمرة، وليست هذه الجهود الأخيرة التي تبذلها الدولة المصرية، فقد تعاملت مصر مع تحديات دبلوماسية كبيرة وأكدت على أهمية أمنها القومي وسيادتها على أراضيها، وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية سامح شكري بأنهما لن يسمحا بانتهاك سيادة مصر وستواصل الدفاع عن حقوق الفلسطينيين، وستعمل مصر على مواجهة أي خطوات تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.
أقامت القاهرة القمم الدولية ونجحت في فرض رؤيتها على المجتمع الدولي، وأطلقت خارطة طريق خلال قمة القاهرة للسلام عام 2023 التي استضافتها في أكتوبر من العام الماضي، والتى هدفت لإنهاء المأساة الإنسانية الحالية وإحياء عملية السلام في المنطقة، وتضمنت محاور متعددة، بدءًا من تأمين تدفق المساعدات الإنسانية لأهل غزة بشكل كامل وآمن وسريع ومستدام، ومن ثم التفاوض لتحقيق التهدئة ووقف إطلاق النار، بعدها بدء مفاوضات عاجلة لإحياء عملية السلام تهدف إلى حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل، وذلك بناءً على قرارات الشرعية الدولية.
مصر تعمل بجدية لتحقيق السلام في غزة
قال المحلل السياسي إبراهيم نصرالله، إن مصر تعمل بجدية على تعزيز السلطة الوطنية الفلسطينية الشرعية للقيام بمسؤولياتها الكاملة في الأراضي الفلسطينفي إطار الأحداث السياسية، فقد قادت الحكومة المصرية جهودًا هامة على مدار ثلاثة أشهر خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وفي تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أضاف نصرالله، لعبت مصر دورًا سياسيًا وإنسانيًا بارزًا خلال هذه الفترة، ولا تزال تستمر في المفاوضات السياسية لوقف الحرب وتخفيف معاناة الفلسطينيين، يترقب الشرق الأوسط بفارغ الصبر نتائج القمة الثلاثية التي تجمع قادة مصر والأردن وفلسطين في مدينة العقبة الأردنية.
وأوضح المحلل السياسي أن الوساطة المصرية في أكتوبر الماضي قد حققت نجاحًا بالغًا، حيث قامت مصر ببذل جهود مشتركة مع قطر للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار مؤقت لمدة أربعة أيام، كما قامت مصر ببذل جهود سياسية ودبلوماسية وأمنية مكثفة لمنع تفاقم الصراع وللقيام بدور الوساطة من أجل التوصل إلى اتفاق هدنة وصفقة لتبادل الأسرى، وقد حققت هذه الجهود نجاحًا ملموسًا، حيث تم تنفيذ الهدنة صباح يوم الجمعة الموافق 24 نوفمبر 2023، وعاد الهدوء إلى المنطقة.
وفيما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى، فإنها ما زالت قيد التنفيذ، حيث يتم تبادل الأسرى بين الطرفين بمشاركة الجهات السيادية المصرية، تهدف هذه الجهود إلى ضمان نجاح تنفيذ الصفقة وتحقيق النتائج المرجوة.
اتساع الصراع سيؤذي المنطقة
قال عبد المهدي مطاوع، محلل سياسي فلسطيني، قد أبدى الرئيس عبد الفتاح السيسي من خلال تحذيراته العديدة قلقه بشأن تصعيد العدوان الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة، وتحذيراته تأتي نتيجة للتوقعات بتصاعد الصراع في المنطقة وتوسع رقعته.
وأضاف مطاوع في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن مصر
قلقه من أن تتحول المنطقة إلى مشكلة تهدد الجميع، وفي أكتوبر الماضي، حذر الرئيس من اتساع دائرة الصراع، مشيرًا إلى أنه "إن توسعت فإن المنطقة ستصبح قنبلة موقوتة تهدد الجميع".
وأوضح المحلل الفلسطيني، أن هذا التحذير ليس الأول ولن يكون الأخير، فقد حذر الرئيس سيسي من قبل من احتمالية اندلاع حرب إقليمية مدمرة في المنطقة خلال لقاءه برئيس الوزراء البريطاني. وأكد على ضرورة منع الانزلاق إلى حرب إقليمية تؤثر على السلام في المنطقة، وأشار إلى أهمية إحياء عملية السلام وتوفير الأمل للفلسطينيين في إقامة دولتهم على أساس حدود يونيو 1967 مع القدس الشرقية كعاصمة. وفي إطار القمة العربية الإسلامية المشتركة في الرياض.
بالإضافة إلى ذلك، لعبت مصر دورًا إنسانيًا مهمًا في قطاع غزة، حيث قامت بإنشاء أول مخيم داخل القطاع لاستيعاب نحو 7 آلاف شخص في المرحلة الأولى، وقد قدم الهلال الأحمر المصري والحكومة المصرية كل الدعم والتجهيزات اللازمة، للمخيم في خان يونس جنوب قطاع غزة، ويمتد على مساحة 100 فدان، ويتضمن إقامة 1050 خيمة توفر الإعاشة الكاملة للنازحين.