حرب إسرائيل أصبحت مذبحة للصحفيين وزيادة في أسعار المواد الغذائية بأوروبا.. ماذا حدث في العالم اليوم؟
في قلب غزة المحاصرة، يوجد صحفي شجاع يدعى وائل الدحدوح، يعتبر الدحدوح واحدًا من الشخصيات الأكثر شهرة في المنطقة، إذ أصبح رمزًا للكارثة التي تعيشها غزة، خلال تغطيته للمراحل الأولى من الحرب، تعرض المراسل البارع لمأساة صادمة، فقد قتلت زوجته واثنان من أطفاله وحفيده الرضيع جراء الغارات الجوية التي شهد على تنفيذها، وعلى الرغم من هذا المصاب الأليم، استمر الدحدوح في العمل في اليوم التالي، وهو محطم القوى ولكنه ثابت العزم.
إسرائيل تستهدف الصحفيين في غزة
تواصلت جهود الدحدوح في تغطية أسابيع الحرب التي اتسعت لتشمل جنوب غزة، وفي ديسمبر الماضي، تعرض المصور المرافق للدحدوح لإصابة قاتلة ولقى حتفه في غارة إسرائيلية باستخدام طائرة دون طيار أثناء تواجدهما في بلدة خان يونس الجنوبية، ومع ذلك، عاد الدحدوح لتقديم التقارير الإخبارية في اليوم التالي، مصرًا على مواصلة رسالته.
ولكن الكارثة تكررت مرة أخرى خلال هذا الأسبوع، حيث استهدفت غارة إسرائيلية سيارة تقل مجموعة من الصحفيين في مهمة قرب رفح على الحدود المصرية مع غزة، وأسفر هذا الهجوم عن مقتل صحفيين فلسطينيين، وهما ابن الدحدوح حمزة ومصطفى ثريا.
تعكس معاناة الدحدوح المتصاعدة معاناة الآلاف من الأسر الفلسطينية في غزة، حيث يعيشون تحت وابل من القصف اليومي والمعاناة المتواصلة في البحث عن الغذاء والاحتياجات الأساسية للبقاء على قيد الحياة.
و وفقًا لتقديرات لجنة حماية الصحفيين، تم قتل ما لا يقل عن 79 صحفيًا وعاملًا في مجال الإعلام منذ بدء الحرب في أكتوبر الماضي، وتقدر السلطات الفلسطينية المحلية هذا العدد بأكثر من 100، وهذا يعتبر أكبر عدد من الصحفيين الذين قتلوا في منطقة النزاع منذ سنوات، ويفوق حتى عدد الصحفيين الذين قتلوا في أوكرانيا خلال العامين الماضين في غضون أشهر قليلة فقط، ومن المقدر أن يكون أحد كل عشرة صحفيين قد قتل في قطاع غزة.
الاحتلال الصهيوني يبيد ناقلي الواقع في غزة
قبل اندلاع الحرب، كان المنتقدون الإسرائيليون يشكون من الحصانة النسبية التي يتمتع بها جيش إسرائيل في الأراضي الفلسطينية، وحتى الآن، لم يتم تحميل أي جندي أو مسؤول إسرائيلي أي عواقب على مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة في بلدة جنين في الضفة الغربية.
باقي الصحفيين الذين يعملون في غزة يواجهون بيئة تعتبر الأكثر تحديًا وخطورة في العالم بالنسبة لوسائل الإعلام، يعملون تحت وطأة القصف اليومي ويواجهون مخاطر حقيقية لحياتهم في سبيل توثيق الأحداث وإطلاع العالم على ما يحدث في غزة.
إن قصة وائل الدحدوح تعكس مأساة الصحفيين الفلسطينيين، وتذكرنا بأنهم يواجهون التحديات والخطر بشجاعة وإصرار للوفاء بمهمتهم في نقل الحقيقة والتوثيق. رغم المحن والألم الذين يعانونهم، فإنهم يظلون يقدمون التقارير ويعملون بكل قوتهم لكشف الحقيقة وتوعية العالم بمعاناة الشعب الفلسطيني.
زيادة في أسعار المواد الغذائية بأوروبا
يشهد الاتحاد الأوروبي ارتفاعًا في معدل التضخم مرة أخرى بعد فترة من الانخفاض، يثير هذا الارتفاع قلق السلطات الأوروبية، حيث استمرت المخاوف من ارتفاع معدل التضخم في منطقة اليورو لمدة تقريبية عامين.
وبعد قرار البنك المركزي الأوروبي برفع أسعار الفائدة في عام 2023، بدأت التدابير تؤتي ثمارها حتى نهاية العام، حيث ارتفع معدل التضخم مجددًا في ديسمبر إلى 2.9%، وأشارت صحيفة "ستريا ديجيتال" الإسبانية إلى أنه بعد ثمانية أشهر من الانخفاض المستمر في معدل التضخم، ارتفعت نسبة التضخم في شهر ديسمبر إلى 2.9% (مقارنة بـ 2.4% في نوفمبر).
وهذه الزيادة هي الأعلى التي تم تسجيلها منذ أكتوبر 2023، وتعد زيادة أسعار المواد الغذائية والخدمات من بين العوامل الرئيسية التي تفسر هذا الوضع.
وفي ديسمبر الماضي، استمرت أسعار الطاقة في الانخفاض كما هو ملاحظ في النصف الثاني من العام. ومع ذلك، كانت نسبة الانخفاض أقل وضوحًا مقارنة بالأشهر السابقة. وفي نوفمبر، انخفضت أسعار الطاقة بمعدل 11.5% مقارنة بالسنوات السابقة، في حين بلغت نسبة الانخفاض في ديسمبر 6.7%، مما أدى إلى تخفيف التضخم إلى حد ما.
وأدى احتفال عيد الميلاد إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية الطازجة، حيث شهدت زيادة بنسبة 6.7% على أساس سنوي.
وبالنسبة للخدمات، فقد نمت بنفس معدل نمو نوفمبر بنسبة 4%، وبالمقابل، ارتفعت أسعار السلع الصناعية المتعلقة بالطاقة بنسبة 2.5% مقارنة بديسمبر 2022، وقد أدى الجمع بين هذه العوامل إلى زيادة جديدة في معدل التضخم.
وأوضحت الصحيفة أنه في ديسمبر، ارتفع معدل التضخم بشكل خاص في سلوفاكيا والنمسا وكرواتيا بنسب تبلغ 6.6% و5.7% و5.4% على التوالي، بينما سجلت بلجيعافية نسب تضخم أقل في ألمانيا وفرنسا بنسب تبلغ 2.8% و2.6% على التوالي.
و يعزى هذا الارتفاع في معدل التضخم في الاتحاد الأوروبي إلى عدة عوامل، بما في ذلك زيادة أسعار المواد الغذائية والخدمات، وارتفاع أسعار الطاقة، وتأثيرات السياسات النقدية والمالية.
كما تحاول السلطات الأوروبية التصدي لهذا الارتفاع في معدل التضخم من خلال سياسات مكافحة التضخم، يمكن أن تشمل هذه السياسات زيادة أسعار الفائدة للحد من الطلب وتقليل التضخم، وتنفيذ إجراءات للتحفيز الاقتصادي لتعزيز الإنتاج وتلبية الطلب.