قتل نفسه وفضح غيره.. أسرار لا تعرفها عن حياة مستغل الفتيات جيفري إيبستن
عادت قصة إبستين للساحة مرة آخرى بعدما تم العثور على مجموعة من الوثائق السرية التى تكشف تورط شخصيات سياسية كبيرة في قضيته، وكان قد عُثر على جيفري إبستين، رجل الأعمال، ميتًا في زنزانته بسجن نيويورك، حيث كان ينتظر المحاكمة بتهمة تهريب بشر لأغراض جنسية، في هذا السياق، نفى إبستين ارتكاب أي جريمة وتورط. كيف كشفت الأحداث التفاصيل؟
قصة إبستين
في عام 2011، أكد جيفري إبستين لصحيفة "نيويورك بوست"، خلال تحقيق يتناول قضيته، أنه ليس "وحشًا مفترسًا يبحث عن طرائده لإشباع رغبته الجنسية، أنا مجرد مذنب، والفرق بين الأمرين مثل الفرق بين جريمة قتل وسرقة كعكة".
بعد مرور عقد كامل من الزمن، دخل إبستين السجن مجددًا بعد إعادة فتح التحقيق في القضية التي حُكم عليه فيها عام 2008، ورغم أن التهمة الجديدة تتعلق بتهريب البشر لأغراض جنسية، إلا أن هذه التهمة تختلف تمامًا عن جناية سرقة كعكة.
أبستين كان ذا نفوذ كبير وسطوة، حيث أن المدعي العام أظهر خوفه منه أثناء محاكمته الأولى، نظرًا لصداقته مع الرئيسين بيل كلينتون ودونالد ترامب، بالإضافة إلى صداقته مع الأمير أندرو، ابن ملكة بريطانيا، وشقيق ولي العهد الحالي الأمير تشارلز.
وتألف فريق الدفاع عنه من كبار المحامين في الولايات المتحدة وأحد كبار أساتذة جامعة هارفارد، حيث قاموا بملء كافة بنود اتفاقية التسوية بين الادعاء العام والمتهم، وهو أمر يُعَد سابقة في النظام القضائي الأمريكي.
و كانت الفتيات اللاتي ينتمين للطبقات الاقتصادية الفقيرة والعائلات المفككة، بالإضافة إلى نزيلات دور الإصلاح، هن المستهدفات الرئيسيات لأبستين، حيث كان يقدم المال كمقابل لخدماتهن، مما جعل هذا العرض يبدو كحلم بالنسبة لهن.
أسرار عن حياة إبستين
جيفري أبستين، ينحدر من ولاية نيويورك، وقد بدأ مساره المهني كمعلم رياضيات في سبعينيات القرن الماضي برغم عدم استكماله للتعليم الجامعي.
لكن بفضل مهاراته في الرياضيات، حصل على وظيفة مدرس لمدة عامين في مدرسة خاصة في نيويورك.
انتقل إلى عالم الأعمال بفضل عرض عمل من أيس غرينبيرغ، والد أحد طلابه، في شركة "بير ستيرنز" المالية، حيث انطلقت رحلته نحو الثراء.
أثناء عمله في "بير ستيرنز"، كان أبستين يخدم كبار رجال الأعمال والمستثمرين، وكان له دور بارز في تقديم المشورة حول مجالات الاستثمار.
أصبح مستشارًا ماليًا لرجل الأعمال ليزلي فيكسنر، مالك ماركة "فيكتوريا سيكريت".
في عام 1982، أسس أبستين شركته الخاصة لإدارة الاستثمارات، حيث نجح في جذب كبار الأثرياء على مستوى العالم.
يُشار إلى أن أبستين كان يعتبر مليار دولار كحد أدنى لقبول أي استثمار، وقام بامتلاك عقارات فاخرة في مانهاتن وولاية فلوريدا ونيو مكسيكو، بالإضافة إلى جزيرة خاصة في الكاريبي وشقة في باريس.
كان يستضيف شخصيات مشهورة في موائده الفخمة، حيث حظيت هذه المأدب بحضور نجوم الفن والسياسيين والمشاهير، من بينهم كيفن سبيسي ووودي آلان ودونالد ترامب وبيل كلينتون.
أزمة أبستين
في عام 2005، تقدمت امرأة ببلاغ للشرطة تفيد بتعرض ابنة زوجها، البالغة من العمر 14 عامًا، لاعتداء جنسي من قِبَل شخص ثري في حي بالم بيتش.
وخلال التحقيق الشرطي، قدمت الفتاة شهادتها بتفصيل دقيق حول الواقعة في منزل فاخر، حيث طُلِبَ منها خدمة تدليك للشخص العاري، وتم توجيه الاتهام إلى رجل ذو شعر رمادي بناءً على وصفها.
تسلط التقارير الضوء على مئات الفتيات، العديد منهن من أسر فقيرة ومفككة، تعرضن للاستغلال الجنسي، حيث كان الجاني يدفع مبالغ مالية مغرية لكل زيارة، مستغلًا الفتيات لجذب طلبات أخريات، وكانت شروطه واضحة، الفتيات الصغيرات والشقراوات والنحيفات.
و تم إبلاغ إحدى الفتيات أبستين بأن الشرطة أجرت تحقيقًا حول نشاطاته، وقبل أن تفصح الفتاة، تمت مداهمة منزله حيث اكتشفت الشرطة عددًا كبيرًا من الصور لفتيات عاريات، بعضهن قاصرات، بالإضافة إلى مقتنيات وأشياء غير متوقعة ترتبط بالجنس.
أشار رئيس شرطة بالم بييتش إلى أن التحقيق يؤكد أن القضية ليست مجرد شائعة أو حكاية منفصلة لفتاة تعرضت للتحرش، بل إن هناك رواية تتكرر لأكثر من 50 فتاة تشير إلى نفس التفاصيل.