شركات تبتكر مفاتيح حقيقية بديلاً عن كلمات المرور «باسوورد»

تكنولوجى



يواجه بعض المستخدمين مشكلة في تذكر عدد كبير من كلمات المرور لحساباتهم المختلفة في مواقع وخدمات الإنترنت، ما يدفع البعض إلى اختيار كلمات بسيطة وسهلة التخمين مثل الرقم المتسلسل «123456»، أو انتقاء كلمة مرور معقدة واستخدامها في أكثر من كمبيوتر، وتُمثل الحالتان خطراً على أمن كلمة المرور الذي لا يمكن ضمانه، حتى مع مراعاة جميع الاحتياطات بنسبة 100%.

وهو أمر دفع مقدمي الخدمات على الإنترنت وشركات ناشئة للتفكير في وسائل جديدة لتأمين الحسابات، منها الاعتماد على السمات الحيوية للمستخدمين مثل بصمة الصوت والأصابع، كما يفكر البعض في استخدام مفاتيح حقيقية ملموسة لتأمين حسابات الإنترنت، بحسب تقرير نشرته مجلة «نيو ساينتست» العلمية البريطانية.

وتسعى شركة «غوغل» الأميركية، وغيرها من مقدمي خدمات البريد الإلكتروني والتسوق على الإنترنت، إلى تحسين أمان كلمات المرور على الإنترنت، من خلال ما يُعرف باسم التحقق بخطوتين، الذي يطلب من المستخدم كتابة رمز خاص عند محاولته تسجيل الدخول إلى حسابه في إحدى خدمات «غوغل» مثل «جيميل»، و«غوغل درايف» من كمبيوتر إلى آخر، ويحصل المستخدم على الرمز عبر رسالة نصية قصيرة تصل إلى هاتفه المحمول، أو من خلال تطبيق «غوغل أوثنتيكاتور» الذي يُولد رمز تأكيد جديداً كل 30 ثانية دون الحاجة للاتصال بالإنترنت، ويتوافر التطبيق لنظامي «أندرويد» و«آي أو إس».

كما يستخدم العاملون في شركتي «فيس بوك» و«غوغل» أجهزة مماثلة للدخول إلى حساباتهم عبر توصيلها في منفذ «يو إس بي» في أجهزة الكمبيوتر، وتُخطط «غوغل» لإتاحة مثل هذا المفتاح من إنتاج شركة «يوبيكو» الأميركية لعموم المستخدمين بحلول عام 2014.

ويرى المهندس الأمني في شركة «فيس بوك»، جون فلين، أن مثل هذا النظام يوفر تجربة سلسة في تسجيل الدخول إلى الحساب، مشيراً إلى متابعة الشركة عن كثب للتقنيات الناشئة في ما يتعلق بالتحقق من هوية المستخدم، ومن بينها الحلول العتادية.

وفضلاً عن «يوبيكو»، تعتزم شركة «فيرايو» الناشئة، إطلاق أول أجهزتها للمستهلكين في أبريل 2014، وأطلقت اسم «أوبال» على مفتاح المصادقة الذي ستقدمه.

ويستند «أوبال» إلى دراسة قدمها الباحث من «معهد ماساتشوستس للتقنية»، سريني ديفاداس، قبل أكثر من عقد، ورأت أن من شأن ختلاف الخصائص المادية المميزة لأحد العناصر، مثل سمك الأسلاك في رقاقة أو الاختلافات الطفيفة في التركيب البلوري، أن يُغير على نحو فريد من الإشارات الكهرومغناطيسية التي تمر من خلالها، الأمر الذي يحميها من محاولات التقليد والنسخ.

ويأتي «أوبال» بحجم صغير، يماثل حجم وشكل قطع الصابون المستخدمة في الفنادق، ويحتوي على رقاقة فريدة الشكل بسبب بعض عيوب التصنيع المقصودة، ويجرى تفعيل بطارية الجهاز من خلال «الهز» وتدوم عامين، ويقترن الجهاز بالكمبيوتر أو الجهاز اللوحي القريب من خلال تقنية «بلوتوث».

وأشار مدير الاستراتيجية في شركة «فيرابو»، توني لوفيرجير، إلى أن مفتاح «أوبال» يعمل ضمن مسافة ثلاث أقدام، أي ما يعادل متراً تقريباً. ويقرأ الكمبيوتر إشارة بلوتوث، ويقارنها بنمط مُحدد سلفاً، وفي حال توافقت معها يقبل الجهاز كمستخدم موثوق به. وتُقدم «فيرابو»، التي تتخذ من ولاية كاليفورنيا مقراً لها، «أوبال» بوصفه أكثر سلاسة وأمناً.

كما تستخدم «فيرابو» التقنية ذاتها لحل مشكلة مختلفة في الصين التي تعاني من تزييف زجاجات المشروبات، ولذلك تعاونت مع شركة يابانية لتضمين تقنيتها في أغطية الزجاجات؛ ليتمكن المشترون من التأكد من مصدرها عبر هواتفهم الذكية.

وذكر لوفيرجير، أن شركته سلمت أكثر من 15 مليون رقاقة العام الجاري، لافتاً إلى أن هذه المشكلة جذبتهم بسبب إمكانية إنتاج الرقاقات على نطاق واسع، وسهولة استخدام المستهلكين لها، كما يمكن أن تُستخدم التقنية ذاتها مع منتجات أخرى يحتاج المشترون للتحقق من مصدرها بسبب انتشار المصنعين المشكوك فيهم، مثل أغذية الأطفال في آسيا التي قد تتضمن مكونات خطيرة.

ويعمل حالياً الباحث، رواكي هورستمير، وزملاؤه في «معهد كاليفورنيا للتقنية» على تطوير منهج مماثل لمفتاح «أوبال»، يعتمد على استخدام الضوء المتناثر من البلورات السائلة التي تتشكل بطريقة أكثر عشوائية من رقائق السيليكون، فجهاز بحجم مفتاح «يو إس بي» يحتاج بيانات بحجم غيغابِت عدة لتصف خصائصه المميزة.

لكن مسألة ربط بيانات رقمية بمفاتيح حقيقية يُثير تساؤلاً منطقياً عما سيحدث عند تعرض مثل هذا الجهاز أو المفتاح للسرقة أو الضياع، وكما هو الحال مع مفاتيح المنازل التقليدية يكون الحل في تغيير المفتاح، وإيقاف الشركة أي تعامل مع المفتاح المفقود.