استطلاعات أمركية ترد على السؤال
انتخابات أمريكا 2024.. هل يتخلى الشعب عن "بايدن" بسبب موقفه من حرب غزة؟
انتخابات أمريكا 2024.. هل يتخلى الشعب عن "بايدن" بسبب موقفه من حرب غزة؟.. انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2024 على الأبواب، تأتي في ظل التهاب عالمي، ومحور أحداث ساخنة داخل غزة بعد الحملة العسكرية الصهيونية على القطاع. ومن ثمَّ تلوح في أفق المشهد تحليلات تتباين حول الكثير من مستقبل هذه الانتخابت، لا سيما وصول الرئيس الأمريكي جو بايدن نحو كرسي الرئاسة الأمريكية 2024، لدورة ثانية.
تتابع بوابة الفجر جديد الشأن الأمريكي وكل ما يدور حول انتخابات أمريكا 2024 ، وكل ما يدور حول هذا الشان من تحليلات وآراء تتعلق بمستقبل هذا الاستحقاق.
انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2024
انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2024.. ستشكل الدورة الانتخابية الستين في التاريخ، ومن المقرر أن تُجرى في الخامس من نوفمبر 2024. تعتبر هذه الانتخابات الأولى التي تأتي بعد إعادة توزيع الأصوات الانتخابية وفقًا لنتائج التعداد السكاني لعام 2020. أعلن الرئيس الحالي، جو بايدن، عن نيته الترشح لولاية ثانية، وأن نائبته، كامالا هاريس، ستكون نائبة له في حملته.
تتبع الانتخابات العامة في الولايات المتحدة مرحلة المؤتمرات الحزبية والانتخابات الأولية التي تُجرى بواسطة الأحزاب الرئيسية لتحديد مرشحيها. تمثل هذه الانتخابات الرئاسية لعام 2024 مرحلة هامة في التاريخ السياسي الأمريكي، حيث من المتوقع تحديد الفائز وتنصيبه في المنصب الرئاسي في العشرين من يناير 2025.
مرشحون محتملون داخل انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024
ماريان ويليامسون:
انطلقت ماريان ويليامسون، الخبيرة في مجال المساعدة الذاتية، بشكل مفاجئ في سباق الانتخابات الرئاسية لعام 2024. تمثل ويليامسون جاذبية مختلفة في المشهد السياسي، حيث تجمع بين الخبرة في مجال العدالة الاجتماعية والكتابة المبيعة. قادت حملتها بأسلوب ملفت للانتباه، حيث أبرزت أهمية "تسخير الحب لأغراض سياسية" كوسيلة لهزيمة التحديات السياسية.
روبرت إف كينيدي جونيور:
روبرت إف كينيدي جونيور، الناشط المناهض للقاحات، قدم أوراق ترشيحه لرئاسة البلاد، مُعلنًا عن انطلاق حملته في أبريل الحالي. يتميز كينيدي بتاريخ نبيل في الدفاع عن البيئة، ورغم ذلك، تثير مواقفه الحالية حول اللقاحات شكوكًا لدى بعض أفراد عائلته وجمهوره.
كامالا هاريس:
كامالا هاريس، نائبة الرئيس الحالية، تبلغ من العمر 58 عامًا، وقد أحدثت ثورة في تاريخ السياسة الأمريكية كأول امرأة وأول امرأة من أصل أفريقي وآسيوي تتسلم منصب نائب الرئيس. بينما تواجه تحديات وانتقادات، يعتبر مؤيدوها أنها تتعرض لهجمات غير منصفة وتعمل على مواجهتها بشكل فعّال.
تأتي هذه الشخصيات لتكون جزءًا من ساحة الانتخابات الرئاسية لعام 2024، محملين برؤى ومواقف تلبي تطلعات فئات مختلفة في المجتمع الأمريكي.
غافين نيوسوم:
يرتبط اسم غافين نيوسوم بشكل لا يمكن تجاهله في المشهد السياسي كحاكم لولاية كاليفورنيا. يشتهر نيوسوم بتأثيره المستمر والمثير للجدل، حيث كان عمدةً لسان فرانسيسكو عندما أصدر قرارًا جريئًا يسمح بزواج المثليين في عام 2004، وهو تحدٍ للقانون الولاية.
في ولايته كحاكم، أثبت نيوسوم نفسه كشخصية تقدمية، يعارض سياسات إدارة ترامب ويؤكد على قيم اليسار. رغم تحفظات تجاهه بسبب انتهاكه لقواعد كوفيد، نجح في الفوز بولاية ثانية في عام 2021 بعد محاولة فاشلة لعزله من منصبه.
بيرني ساندرز:
في عالم يكون فيه عمر المرشح عاملًا محوريًا، يظل بيرني ساندرز، عضو الكونغرس البالغ من العمر 81 عامًا، مشهدًا محتملًا في الانتخابات الرئاسية. يتميز ساندرز بتوجهات يسارية قوية وثباته على مبادئه، مما يجعله جاذبًا لقاعدة داعمة من الناخبين.
رغم أنه خسر في الترشيحات الديمقراطية لصالح بايدن، إلا أن رسالته حول ضرورة إقناع الفئات الشابة والعاملين بالتصويت للديمقراطيين لا تزال تلقى صدىًا، وقد يكون لديه فرصة جديدة لتحقيق نجاح في ترشيحه للرئاسة للمرة الثالثة.
مرشحون آخرون
إلى هنا تتباين الكثير من الآاء حول احتمالية وجود مرشحين آخرين، دون المذكورين سلفًا، لكنَّ الشارع الأمريكي من المؤكَّد أنَّه حال نجاح أو رحيل باييدن، سيتأثر من موقف الاخير تجاه الحرب على غزة وتأييد القصف الوحشي الذي يحدث هناك. إلَّا أنه لا يمكن الجزم في البداية ولا حتى بالكلِّيَّة، بأي نتائج، لا سيما وأنَّ الصناديق تحكمها الأصوات التي تمرر أحدهم وتُسقط الآخر.
الضغط على بايدن
في شهر نوفمبر من العام المنصرم، أطلقت موجة احتجاجات من قبل موظفي الحكومة الفيدرالية الأمريكية، تشمل مؤسسات مثل وزارة الخارجية والإدارة الوطنية للطيران والفضاء "ناسا" وغيرها، حيث أعبروا علنًا من خلال رسائل مفتوحة عن مطالبهم للرئيس جو بايدن باتخاذ خطوات جادة نحو وقف إطلاق النار في قطاع غزة. تأتي هذه الاحتجاجات بعدما فشلت المذكرات الداخلية في تحقيق تحول جوهري من المواقف الرافضة للهجوم الإسرائيلي، خاصة في ظل الصراع مع "حماس"، وتجاهلها للعدد الكبير من الضحايا المدنيين الفلسطينيين.
ويواجه كبار المسؤولين في إدارة بايدن وأعضاء الكونغرس تحديات غير مسبوقة من داخل البلاد بسبب دعمهم المستمر للاعتداء الإسرائيلي. يوقع المئات من الموظفين في الإدارة وفي مبنى الكونغرس حاليًا على عرائض مفتوحة، ويتحدثون مع وسائل الإعلام، وينظمون وقفات احتجاجية، في محاولة لتغيير سياسة الولايات المتحدة نحو اتخاذ إجراءات أكثر فورية للحد من الخسائر البشرية في صفوف الفلسطينيين.
نظم نحو 100 من موظفي الكونغرس، الذين ارتدوا أقنعة طبية تحجب وجوههم، وقفة تضامنية أمام مبنى الكونغرس لتكريم المدنيين الذين فقدوا حياتهم في هذا النزاع. وأكد أحد الموظفين أن "معظم قادتنا في تلة الكابيتول لا يلتفتون بشكل جاد إلى مطالب الأفراد الذين يمثلونهم".
مستقبل بايدن على كرسي الرئاسة الأمريكية 2024
هناك آراء واستطلاعات، تمَّ وصفها بأنها ليست موجعة لبايدن فحسب، بل للانتخابات الرئاسية داخل الولايات المتحدة، كان أولها تصريح مستشار الرئيس السابق باراك أوباما، دايفد أكسلرود، بأن نتائج استطلاعات الرأي التي أظهرت تراجعًا في شعبية بايدن أمام ترمب قد زرعت بذور الشك في أروقة الحزب الديمقراطي، مما قد يفتح الباب أمام فكرة سحب ترشيح الرئيس الحالي.
هذا التصريح أثار غضب مناصري بايدن، فقال الأستاذ في جامعة جون هوبكنز، البروفيسور روبرت غوتمان، الذي أبدى انزعاجه من تصريحات أكسلرود، مؤكدًا أن الحزب يحتاج إلى دعم بايدن خاصة في العام الذي يسبق الانتخابات. وعبر غوتمان عن رفضه لترشيح النائب الديمقراطي دين فيليبس ضد بايدن، معتبرًا ذلك خطوة قد تزيد من فرص ترمب في الفوز.
ومن جهة أخرى، رأى براين سايتشيك، مدير حملة ترمب السابقة في ولاية أريزونا، أن هناك تراجعًا فعليًا في أداء جو بايدن، وأعتبر أن الناخبين الديمقراطيين سيصوتون لصالح بايدن في النهاية، لكنهم أشاروا إلى انتقاداتهم لتراجع عقلانية بايدن. وأعرب سايتشيك عن استياءه من عدم وجود وجوه جديدة في المشهد السياسي، مُشيرًا إلى أن هناك قلة قليلة جدًا من الناخبين يرغبون في رؤية مواجهة ثانية بين ترمب وبايدن، باستثناء تلك الشخصيات ذاتها.
رغم ما سبق، ولكنها تبقى في إطار السيناريوهات والتوقعات، التي لا تضفي سوى آءاء أصحابها، فالانتخابات الأمريكية، من كُبريات العمليات الاستحقاقية على مستوى العالم، لا تسوقها تكهنات ولا يمكن أن يحدد مستقبلها أكثر من كلمة مسؤولة أو رأي في الصندوق.