بالصور.. المياه الجوفية تغمر مقابر شهداء حرب أكتوبر بدمياط


بالرغم من مرور شهرين على الذكرى الأربعين لإحتفالات إنتصارات أكتوبر هذا العام، لم يتذكر المحافظ ولا جمعية المحاربين القدماء شهداء الحرب, إلا بشوكة من صحبة ورد وضعت على النصب التذكارى، كان همهم الشاغل إرتداء أبهى الحلل وإلتقاط الصور والتباهى بها ووضعها فى كل مكان، ونسوا أن هناك أمهات إحترقت قلوبهم على هؤلاء الرجال الذين خرجوا أسوداً وعادوا محملين على الأكتاف ملفوفين بالأكفان، كانت دموع أمهاتهم وأهلهم تكفى لتحطيم مليون خط بارليف .



وفى النهاية لم يجد رفاتهم مأوى مشرف لهم كما شرفوا الوطن وحافظوا عليه وإستشهدوا من أجله .



ونجد خطة لتطوير النصب التذكارى وكتابة أسمائهم بماء الذهب، ليفخر الجميع بما فعلوه، ولكن جثثهم على الجانب الآخر تغرق فى المياه الجوفية, علماً بأن موقعها ليس بعيد أو مجهول، وبالرغم من ذلك لم يكلف أى مسؤول نفسه بزيارتهم وقراءة الفاتحة على أرواحهم .



يقول الحاج حامد نصر حماده, أحد المجاورين لمقابر الشهداء بمنطقة الشهابية: لم نرى المحافظ الجديد اللواء محمد عبد اللطيف منصور منذ توليه منصبه، وكنا نتوقع منه أن يفعل أى شئ من أجلهم، ولكن خاب ظننا .



ومنذ عام 1973 لم يقم أى محافظ ممن توافدوا على المحافظة بعمل أى شئ من أجلهم، ولا يتذكرهم بالزيارة سوى المرشحين فى موسم الإنتخابات للمتاجرة بوعود عديدة بتطوير مقابر الشهداء على غرار مقابر الشهداء بمحافظة بورسعيد، وعقب إنتهاء الموسم الإنتخابى تتبخر الوعود .



ونطالب المحافظ بتطوير مقابر شهداء نصر أكتوبر العظيم الذين قدموا أرواحهم فداء لمصر بدلاً من وضع الزهور على قطعة رخام لا تسمن ولا تغنى من جوع .



وكان من باب أولى أن يتم الإحتفال هنا ووضع الزهور هنا على قبورهم، بدلاً من إلتقاط الصور بجوار النصب التذكارى .



وأضاف نبيل القرفش رئيس مجلس محلى مدينة دمياط السابق وأحد أبناء منطقة الشهابية, طالبنا مراراً وتكراراً من خلال المجلس المحلى بتطوير مقابر شهداء 6 أكتوبر .



وكانت المفاجأة التى أذهلت الجميع حينما توجهنا منذ بضعة شهور لدفن جثة لمواطن أوصى أن يدفن وسط الشهداء أن وجدنا المياه الجوفية تملأ المقابر من الداخل، وهو ما جعلنا نتراجع عن دفنه بمقابر الشهداء، وقمنا بدفنه فى مقابر الشهابية، وهذا أكبر دليل على أن جثث شهدائنا تغرق وسط المياه الجوفية .



وتابع طلال الجمل وكيل لجنة الجبانات سابقاً بمجلس محلى مدينة دمياط: قمنا بتقديم العديد من التوصيات منذ عام 2001 وحتى عام 2006 من خلال المجلس المحلى، لتطوير مقابر شهداء أكتوبر، ولم يستجب أى مسئول حتى يومنا هذا !!



وكان الدافع لذلك ظهور المياه الجوفيه داخل المقابر آنذاك، ونحن الآن فى 2013 أى أن الجثث أصبحت عائمة وسط المياه الجوفيه بالمقابر .



ونتعجب ونندهش من قيام المحافظين المتوافدين على المحافظة وجمعية المحاربين القدماء بالإحتفال بإنتصارات أكتوبر بجوار قطعة رخام بيضاء صماء النصب التذكارى ويضعون أكاليل الزهور على أنغام الموسيقى العسكرية لتنقلها وسائل الإعلام كروتين كل عام .