حصاد 2023.. أول علاج لمعالجة مرض الزهايمر
بعد عدة سنوات من الإخفاقات، تمكن العلماء من اكتشاف علاج جديد لمرض الزهايمر في يوليو من هذا العام، وتمت الموافقة عليه.
ويستهدف هذا الدواء الأميلويد بيتا، وهو العامل الرئيسي في تكوُّن البلاكات الأميلويدية في أدمغة مرضى الزهايمر، ويؤثر على وظائف الذاكرة والتفكير.
ويُعتبر هذا الدواء أحد العلاجات البارزة لمرض الزهايمر، حيث يُمثِّل خطوة كبيرة نحو توفير فترة إضافية للأفراد المصابين بهذا المرض لتباطؤ تقدُّمه.
كما أن التجارب السريرية أظهرت أن هذا الدواء يعمل على إبطاء تدهور القدرات العقلية، ويظهر فعاليته بشكل خاص في المراحل الأولى من مرض الزهايمر، مما يمنح المرضى المزيد من الوقت للاستمتاع بالأنشطة التي يحبونها بفضل تأخير تدهور القدرات العقلية.
كما يعتبر دونانيماب نقطة تحول في مكافحة مرض الزهايمر، بعد تأكيد نتائج تجربة عالمية تشير إلى أنه يُبطئ من تدهور القدرات العقلية.
فيعمل هذا الدواء المضاد للأجسام في المراحل المبكرة من المرض عن طريق التخلص من البروتينات المتراكمة في أدمغة الأشخاص المصابين بهذا النوع من الخرف.
وعلى الرغم من عدم كونه علاجًا نهائيًا، فإن النتائج التي نُشِرَت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية "JAMA" تُشكِّل تقدمًا جديدًا يمكن أن يفتح الباب أمام علاج مرض الزهايمر.
وتقوم هيئة مراقبة الأدوية في المملكة المتحدة بتقييم إمكانية استخدامه في الخدمة الصحية الوطنية.
كما يعمل الدواء على مرض الزهايمر فقط ولا يؤثر على أنواع أخرى من الخرف مثل الخرف الوعائي.
وفقًا للتجارب، يظهر أنه يمكن أن يُبطئ وتيرة تقدم المرض بنسبة تُقدَّر بنحو الثلث، مما يمنح الأشخاص القدرة على الحفاظ على جزء أكبر من حياتهم اليومية ومهامهم، مثل إعداد وجبات الطعام والاستمتاع بالهوايات.
وتعمل العقار دونانيماب، المنتج من قبل إيلي ليلي، بنفس الأسلوب الذي يعمل به ليكانيماب، الذي تم تطويره بواسطة شركتي إيزاي وبايوجين، والذي أثار اهتمامًا عالميًا عندما أظهر أنه يعمل على إبطاء تقدم المرض، فبالرغم من أن هذه الأدوية مشوِّقة للغاية، إلا أنها تحمل مخاطر.
كما يُعتبر تضخم الدماغ من الآثار الجانبية الشائعة في ما يصل إلى ثلث المرضى الذين شاركوا في تجربة دونانيماب، وللأغلبية تم حل هذه المشكلة دون حدوث أعراض، وعلى الرغم من ذلك، فقد توفي متطوعان، وربما ثالث، نتيجة لتضخم خطير في الدماغ.
وتم رفض دواء آخر يدعى أدوكانوماب لعلاج مرض الزهايمر مؤخرًا من قبل الجهات الرقابية الأوروبية، بسبب المخاوف المتعلقة بالسلامة وعدم توفر أدلة كافية على فعاليته الكافية للمرضى.
خلال تجربة دونانيماب، قام الباحثون بدراسة 1736 شخصًا يعانون من مرحلة مبكرة من مرض الزهايمر في الفترة العمرية من 60 إلى 85 عامًا.
وتم تقسيم المشاركين إلى نصفين، حيث تلقى نصفهم حقنًا شهرية من العلاج، بينما تلقى النصف الآخر دواء وهمي، المعروف أيضًا باسم المشروب الوهمي، على مدى 18 شهرًا.
أظهرت النتائج ما يلي:
- يشير البحث إلى أن الدواء له تأثير إيجابي نفسي، على الأقل بالنسبة لبعض المرضى.
- الأشخاص الذين كانوا يعانون من المرض في مراحل مبكرة وكانت لديهم نسبة أقل من الأميلويد في الدماغ في البداية استفادوا بشكل أكبر، حيث تبين تخفيفًا واضحًا في فحوصات الدماغ.
- تمكن الأشخاص الذين تلقوا العلاج أيضًا من المحافظة على جزء أكبر من نشاطات حياتهم اليومية، مثل المشاركة في المحادثات والرد على الهاتف وممارسة الهوايات.
- شهدت وتيرة تقدم المرض بطءًا، وفقًا لما يمكن للأشخاص فعله في حياتهم اليومية، بنسبة تتراوح بين 20 إلى 30% عمومًا، وبنسبة تصل إلى 30 إلى 40% في مجموعة من المرضى الذين اعتبرهم الباحثون أكثر استجابة.
- كانت هناك آثار جانبية ملحوظة ويجب أن يكون المرضى على علم بمخاطر العلاج.
- تمكن نصف المرضى الذين تلقوا دونانيماب من إيقاف العلاج بعد عام بسبب تنظيف رواسب دماغية بشكل كافٍ.
ومع أن الأميلويد يُعتبر جزءًا مهمًا من مرض الزهايمر، إلا أن الخبراء يحذرون من الجانب المعقد للمرض والصعوبات المتعلقة بتحقيق تأثيرات كبيرة على المدى البعيد باستخدام هذا العلاج.