البطريركية الأرمنية تدعو دول العالم للمساعدة بإنقاذ الحي الأرمني من الدمار العنيف
قام أكثر من 30 من المستوطنين المتطرفين المسلحين الملثمين بغزو أراضي "حديقة البقر" في الحي الأرمني بالقدس، وهاجموا بوحشية الأساقفة والكهنة والشمامسة وممثلين آخرين عن الطائفة الأرمنية، حيث أصيب الكهنة وطلاب الأكاديمية اللاهوتية الأرمنية والأرمن المحليون بجروح خطيرة.
وقالت البطريركية الأرمنية إن التهديد لوجود البطريركية الأرمنية أصبح الآن حقيقة مادية، مضيفة أن الأساقفة والكهنة والشمامسة والأرمن المحليين يقاتلون من أجل حياتهم على الفور وتدعو البطريركية سلطات دول العالم ووسائل الإعلام الدولية إلى المساعدة في إنقاذ الحي الأرمني من الدمار العنيف.
ووفق بيان البطريركية الأرمنية، فقد وصل الأرمن إلى فلسطين أول مرة في القرن الرابع الميلادي وهم أول من أسسوا مراكز الضيافة لاستقبال الحجيج في البلاد.
ويذكر أن البطريركية الأرمنية من الكنائس الثلاث الرئيسية التي تشرف على كنيسة القيامة بعد بطريركية الروم الأرثوذكس وبطريركية اللاتين.
وتنتمي الكنيسة الأرمنية لعائلة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية وعُيّن أول بطريرك لها في القدس عام 638م، فيما حصل الأرمن على مرسوم اعتراف رسمي من الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب الذي عدد فيه حقوق الكنيسة الأرمنية بالأراضي المقدسة حرصا على حمايتها وسلامتها، ونُقش هذا المرسوم على مدخل دير الأرمن داخل البلدة القديمة.
وتبلغ مساحة الحي الأرمني نحو 300 دونم ويضم بالإضافة إلى المنازل مقر ومكاتب البطريركية والمعهد اللاهوتي ومدرسة ومتحف وعيادة صحية، بالإضافة إلى ثاني أضخم مكتبة أرمنية للمخطوطات في العالم، وأقدم مطبعة في القدس تأسست عام 1833.
وبلغ عدد الأرمن قبل حرب عام 1967 نحو 25 ألف نسمة في فلسطين، لكن هاجر معظمهم بعد احتلال شرقي القدس ويبلغ عدد من يعيشون في الحي حاليا نحو 3 آلاف نسمة.
ويرفض الأرمن رفضا قاطعا أن يرضخ الدير للسيادة الإسرائيلية، وحاربت البطريركية سلطات الاحتلال في التسعينيات رفضا لفرض الضرائب على الدير والتدخل بشؤون البطريركية.