بين توترات وتنسيقات
تصاعد الأزمة في السودان: اشتباكات عنيفة وهلع يهدد الاستقرار.. والدعم السريع: "أطلقنا صراح عددًا من قوات الجيش"
في يوم مليء بالتوتر والصدامات، اندلعت اشتباكات عنيفة في العاصمة السودانية "الخرطوم" يوم أمس، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. شهدت هذه الاشتباكات قصفًا مدفعيًا عنيفًا وانفجارات، فيما شهدت ولاية الجزيرة أعمال نهب وسلب، مصاحبة لتقدم قوات الدعم السريع نحو جنوب السودان.
تتابع بوابة الفجر الإلكترونية كل جديد حول الأزمة في السودان، وكذلك كل ما يتم من محاولات للتنسيق بين الأطراف المتنازعة هناك.
السودان وتزايد القلق الدولي
تأتي هذه التطورات في ظل تزايد القلق الدولي إزاء تصاعد العنف وتدهور الوضع الإنساني في السودان، والهجمات المستمرة ضد المدنيين، مع توسيع نطاق القتال في المناطق التي تستضيف أعدادًا كبيرة من النازحين واللاجئين وطالبي اللجوء.
أعمال نهب.. هل تتورط قوات الدعم السريع؟
وفيما يخص ولاية الجزيرة، فقد شهدت أعمال نهب تقوم بها قوات الدعم السريع في عيكورة، مع تقدم هذه القوات نحو الجنوب وفتح جبهات جديدة في الحرب المستمرة منذ أشهر مع الجيش. وفقًا لشهود عيان، قال أحد سكان القرية: "قوات الدعم السريع نهبت كل شيء: السيارات وعربات نقل التجارة والجرارات"، معبرًا عن قلقه من انتقام هذه القوات التي تتقدم نحو الجنوب.
تحت تهديد السلاح
تزايدت حالة الفزع والهلع في مدينة "الحصاحيصا" شمال "ود مدنى" مركز ولاية الجزيرة، حيث أفاد أحد السكان بأن أفرادًا يرتدون زي قوات الدعم السريع اقتحموا منزلهم، وتحت تهديد السلاح، نهبوا سيارة كانت مخبأة هناك.
تتسارع هذه الأحداث في سياق يتسم بتفاقم الأزمة الإنسانية واستمرار النزاعات، مما يضعف مستقبل السودان ويهدد بمزيد من التدهور إذا لم يتم التدخل الفوري لوقف هذه الأعمال العنيفة.
تنسيق لتهدئة الأوضاع
أعلنت قوات الدعم السريع، أمس يوم الاثنين، عن إطلاق سراح 47 فردًا من أفراد الجيش بتنسيق مع الصليب الأحمر الدولي، وذلك بحضور أسرهم.
وفي سياق آخر، أشارت تقارير متعددة إلى إمكانية عقد لقاء مرتقب بين قادة الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في ظل استمرار الاشتباكات في مناطق متعددة في السودان.
وصرح بيان صادر عن تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية أمس، أن عبد الله حمدوك، رئيس الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية، أرسل خطابين إلى القائد العام للقوات المسلحة السودانية وقائد قوات الدعم السريع، داعيًا إياهما إلى عقد اجتماع عاجل لمناقشة وسائل وقف الحرب، من خلال حلا سياسيًا تفاوضيًا، تقدمت فيه تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية بخارطة طريق، بهدف إنهاء النزاع الذي أسفر عن خسائر فادحة وتشريد للمدنيين وتدمير للبنية التحتية وتمزيق للوحدة الوطنية، مما أدى إلى أزمة إنسانية غير مسبوقة وتهديد مستمر لاستقرار السودان".
واختتم البيان بتأكيد استمرار جهود تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية في الفترة القادمة، من خلال حملات داخلية وخارجية واسعة، بهدف تحقيق السلام المستدام في السودان.