د.حماد عبدالله يكتب: أستأذنكم فى اجازة

مقالات الرأي

د. حماد عبدالله
د. حماد عبدالله

 

الأصدقاء الأعزاء أكتب لكم مقالى وسوف يكون أمامكم بإذن الله وأنا فى طريقى إلى الولايات المتحدة الأمريكية والتى إنقطعت عن زيارتها دوريًا مع صديق العمر الراحل الأستاذ/ محمد فريد خميس، حيث كانت رحلاتنا سويًا إلى تلك البلاد بحكم تواجد مصانعه فى مدينة (دالتون بولاية جورجيا) وكانت ذكرياتنا فى تلك الرحلات التى تتعدد فى العام الواحد لأكثر من مرة وفى الأغلب كان دائمًا مصاحبًا لنا أصدقاء أعزاء منهم من رحل إلى جوار ربه، ومنهم من أطال الله فى عمرهم، ولقد سنت لنا هذه الرحلات سنة الكشف الدورى فى مستشفى أطلانطا (إميرى ستيت يونيفرستى) فتكونت علاقات صداقة وعلاقات طيبة بيننا وبين بعض الزملاء الأطباء الأمريكان بعضهم من أصول عربية ومصرية.
الله يرحمه (محمد فريد خميس)، كان رجلًا مجمعًا للأصدقاء، محبًا للخير.

وها أنا اليوم قررت السفر إلى زيارة واجبة لطبيبى، حيث رفض أن يرسل لى أدويتى بعد مرور ثلاث سنوات على عدم اللقاء، إلا بزيارة حيث أجريت عمليتى قسطرة.

وفى هذه الزيارة أشتاق أيضًا لزيارة إبنتى الصغرى وحفيدتى اللتين تعيشان فى مدينة (لونج أيلاند بولاية نيويورك) حيث كنت أفضل دائمًا دعوتهم للقاهرة على أن أرحل إليهم.
لقد أصبح السفر الطويل شيىء من المعاناة ومن العجيب أيضًا هو الإفتقاد إلى الوطن، حقيقى رغم قصر المدة إلا أن تجاربى الأخيرة فى السفر إلى خارج مصر، جعلنى أشعر بالغربة وكنت قد كتبت فى جريدة الأهرام منذ شهرين عن تجربتى فى رحلتى إلى دبى، لزيارة إبنتى أيضًا التى تعيش هناك مع إبنتيها.
ومدى المعاناة التى نعيشها ليس فقط للغربة التى لا تزيد عن أسبوع على الأكثر ولكن لتلك القيود التى فرضت على التصرفات المالية من خلال (كروت  الإئتمان) وإلغاء الصرف من (كارت الديبيت) نظرًا للظروف الإقتصادية التى تمر بها البلاد، فأصبحت (شبه عاريًا فى شارع لا أعرفه ) وكان مقالى تحت عنوان (الخروج من الدار يقل المقدار) !!
وها أنا اليوم أخوض التجربة مرة أخرى مع طلب الستر من ربنا.
فإسمحوا لى أصدقائى الأعزاء أن أعتذر عن عدم الكتابة حتى أول العام القادم بإذن الله متمينًا لحضراتكم (ميرى كريسماس) و(عيد ميلاد سعيد) وعيد رأس سنة رائعة، تحمل لنا كل الأمانى الطيبة، وتزيل عن أمتنا الغم، والهم، والحرب، وننعم بالسلام والطمأنينة، وندعوا (لغزة  العزيزة) الرازحة تحت (حرب ضارية) أن تنتصر وأن نعيد إلى أهلها الأمان والإطمئنان، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وإلى لقاء أول يناير 2024 إن شاء الله.
[email protected]