"الدعم السريع" تسيطر على ود مدني والجيش يفتح تحقيقا في انسحاب قواته من مواقعها
وصل الصراع في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى مدينة استراتيجية كانت ملاذا لمئات الآلاف من النازحين، حيث تقول مجموعات إنسانية إنها اضطرت إلى تعليق عملها هناك أو الفرار.
وأعلن قائد قوات الدعم السريع الجنزال محمد حمدان دقلو، سيطرة قواته على مدينة ود مدني على بعد نحو 100 كيلومتر جنوب شرق الخرطوم.
من جهته أقر الجيش السوداني مساء الثلاثاء بانسحاب قوات رئاسة الفرقة الأولى مشاة بمدينة ود مدني، مشيرا إلى أنه يجري تحقيقا حول أسباب وملابسات الانسحاب.
وقال الجيش في بيان "يجري التحقيق في الأسباب والملابسات التي أدت لانسحاب القوات من مواقعها شأن بقية المناطق العسكرية، وسيتم رفع نتائج التحقيق فور الإنتهاء منها لجهات الاختصاص ومن ثم تمليك الحقائق للرأي العام".
ومنذ بداية الصراع، كانت المدينة تخضع للجيش وكانت مركزا رئيسيا للمنظمات الإنسانية التي تم إقصاؤها إلى حد كبير من الخطوط الأمامية للقتال.
وأفادت وكالة "أسوشيتد برس" بأن الجيش السوداني لم يستجب لطلب التعليق.
وبدأ الصراع في استهداف ود مدني مطلع الشهر الجاري مع تقدم قوات الدعم السريع.
وقالت المتحدثة باسم الصليب الأحمر في إفريقيا أليونا سينينكو، لـ "أسوشيتد برس"، إن القتال اشتد في محيط المدينة الجمعة ما دفع منظمة الإغاثة إلى سحب موظفيها من المنطقة.
وقبل النزاع كانت المدينة موطنا لمئات الآلاف من الأشخاص، ووفقا لمكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة فر ما لا يقل عن 250 ألف شخص مؤخرا من ولاية الجزيرة وعاصمتها ود مدني.
وقال المتحدث ينس ليركه في مؤتمر صحفي للأمم المتحدة في جنيف الثلاثاء "منظمات الإغاثة اضطرت إلى تعليق عملياتها مؤقتا بسبب القتال".
وأودت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع بأكثر من 12190 شخصا، وفق تقديرات منظمة "مشروع بيانات مواقع الصراعات المسلحة وأحداثها" (أكليد).
كما تسببت بنزوح أكثر من 5.4 ملايين شخص داخل البلاد حسب الأمم المتحدة، إضافة إلى قرابة 1.5 مليون شخص فرّوا إلى دول مجاورة.