تشييع جنازة ابن الفيوم أحمد العيسوي بعد تبرعه بالكبد لأخيه
شيع الآلاف من أهالي قرية الشيخ فضل بمحافظة الفيوم، مساء الأحد، جنازة الشاب أحمد العيسوي، الذي اشتهر بمحافظة الفيوم هو وشقيقه محمد وأصبحت قصتهما حديث مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما تبرع الثاني له بـ60% من كبده، حيث توفي الشاب اليوم بعد معاناة مع المرض، وشيع الأهالي جثمان الشاب، وسط حالة من الحزن، وتم دفنه بمقابر العائلة، بعد تأدية صلاة الجنازة عليه.
واتشحت القرية بالسواد حزنًا على الشاب الفقيد، الذي توفي بعد مرور عام علي قيام شقيقه بالتبرع ب60 ٪ من كبده له لإنقاذه من الموت، بعد دخوله في غيبوبة لأكثر من شهر وإحتجازه بأحد المستشفيات الخاصة بمدينة السادس من أكتوبر.
وكان قال محمد العيسوي ابن محافظة الفيوم المتبرع بـ60% من كبده لشقيقه، إنهم منذ 3 سنوات شعر شقيقه الوحيد أحمد بحالة إعياء شديدة وبعد إجراء الفحوصات الطبية اللازمة تبين أنه مريض بغيب خلقي في القنوات المرارية، وأنه عليه اتباع نظام غذائي خال من الدهون تماما ليتأقلم مع حالته الصحية.
وأكد محمد في تصريحات خاصة أن شقيقه كان يصاب بنوبات من الألم على فترات متباعدة ثم أصبحت هذه النوبات متكررة بشكل كان يؤلمهم جميعا، وبعمل الفحوصات الجديدة تبين أن شقيقه أصيب بتليف في الكبد ولا بد من متبرع ليتم استئصال الكبد وزراعة كبد جديد.
وأشار محمد العيسوي أنه منذ معرفة ذلك الخبر لم تجف عين والدته عن الدموع وكان كل يوم يرى حزنها الشديد خوفا من أن يصيب شقيه مكروه، وفجأة وجد أن شقيقه الذي اعتاد أن يشاركه في كل التفاصيل حول مناهج الدروس العربية وطرق تدريس الطلاب، والاهتمامات المشتركة بينهم، أصبح لا يفعل أي شئ سوى أنه يتألم، وبسؤال الأطباء عن طبيعة المتبرع أكدوا أنه كلما كان من بين الأقارب تكون نسبة نجاح العملية ونجاة شقيقه أكبر.
وأضاف محمد: قررت التبرع بـ60 من كبدي، وأجريت تحليلا لتحديد فصيلة الدم وتبين أن فصيلة الدم مخالفة لفصيلة دم شقيقى، بينما تطابقت فصيلة دم عمتهم وقبلت التبرع لابن شقيقها، وتم إجراء الفحوصات الطبية اللازمة لها لإجراء الجراحة إلا أنه تبين أن حالتها الصحية لا تسمح بالتخدير لساعات طويلة.
وقال محمد إنه بعد فشل محاولة تجهيز عمته للتبرع لشقيقه أصيبت الأسرة بحالة من الحزن والإحباط وقام بسؤال الأطباء عن إمكانية أن يقوم هو بالتبرع لشقيقه رغم اختلاف فصيلة الدم فأخبروه أنه يمكن أن يقوم بذلك وتكون نسبة نجاح العملية كبيرة.
ولفت محمد إلى أن والدته عندما علمت بقراره للتبرع لم تتوقف عن البكاء ودخلت في حالة من الانهيار فهي لم تتخيل ان ابنيها سيدخلان إلى غرفة الجراحة لإجراء عملية جراحية خطيرة في نفس اللحظة، ورفضت أن أقوم بالتبرع ولكن هدأت من روعها وأخبرتها أن الله خير حافظ، وأنه بالدعاء ستمر الأزمة وسيتخطاها هو وشقيقه، وبالفعل تعافي أحمد وخرج من المستشفي ومارس حياته بشكل طبيعي إلا أنه منش أكثر من شهر تدهورت حالته بشكل مفاجئ ودخل في غيبوبة وتوفي علي أثرها اليوم.