الاحتلال يمهد للانسحاب البري من قطاع غزة.. ما القصة؟

تقارير وحوارات

قطاع غزة
قطاع غزة

 

مع تخطى الحرب في قطاع غزة الـ70 يومًا، واستمرار القتلى والجرحى والتشريد، في ظل بداية فصل الشتاء ونزول المطر، يبدو أن الاحتلال يمهد للانسحاب البري، والاعتماد على القصف الجوي.

فقد بدأت وسائل الإعلام الإسرائيلية في الأيام الأخيرة بالتلميح إلى احتمالية انسحاب القوات البرية من قطاع غزة، والتركيز على القصف الجوي، بعد فشل العملية البرية منذ 27 أكتوبر في تحقيق الأهداف المعلنة، خاصة فيما يتعلق بتحرير كل الرهائن وتعطيل قدرات حركة حماس.

ويتزامن هذا مع موقف تل أبيب المفتوح لبدء جولة جديدة من المفاوضات مع حماس حول صفقة جديدة لتبادل الأسرى.

حيث أفاد موقع "أكسيوس" الأمريكي، أمس السبت، بأنه من المتوقع أن يلتقي مدير وكالة الاستخبارات الإسرائيلية، ديفيد بارنياع، برئيس الوزراء القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، في أوروبا نهاية الأسبوع.

كما تقدمت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية بتقرير تحليلي يوم الخميس يشير إلى أن حركة حماس أقامت عدة مئات من المنشآت العسكرية الخاصة بها وأخفت عشرات الآلاف من أفرادها داخل الأنفاق، مما حال دون تحقيق الجيش الإسرائيلي لأهدافه داخل قطاع غزة.

وهناك عوائق واجهها جنود الاحتلال الإسرائيلي على الأرض وفي الجو، فلم يجدوا خيارًا سوى التصدي لعناصر حماس في قتال قريب نظرًا لاستخدام الأنفاق، وفشلت المركبات المدرعة والمدفعية في التنقل في الشوارع الضيقة.

كما أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يدرك عدم قدرته على القضاء على حماس وبنيتها التحتية من الجو بسبب الأعداد الكبيرة داخل القطاع، وحتى القتال عن قرب يسفر عن سقوط ضحايا، واستهداف كل المنشآت والقواعد فوق وتحت الأرض في غزة أيضًا يشكل تحديًا.

وعمليات القصف الجوي تبقى غير فعالة ضد المنازل التي تحتوي على أسلحة، حيث يمكن أن تُتلف بعض الأضرار الموجودة داخل هذه المنازل، لكن العتاد العسكري الكبير غالبًا ما يظل صالحًا للاستخدام حتى في أعقاب القصف.

بالرغم من إعلان الجيش الإسرائيلي عن مقتل نحو 7000 عنصر من حماس، إلا أنه يدرك أن القضاء على جميع أفراد الحركة ليس ممكنًا، مما يشير إلى استمرارية الصراع المتوقعة حتى نهاية يناير 2024، حيث من المتوقع استمرار الهجمات المحدودة على قطاع غزة لمنع إعادة بناء قدرات حماس.

كما أن التوغّل البري في قطاع غزة فشل في تحقيق أهدافه بسبب العوامل المتعددة التي أثرت على السياق العسكري والسياسي في المنطقة.

فمنذ بداية العملية العسكرية، كان من الواضح أن إسرائيل ستواجه صعوبات كبيرة داخل القطاع؛ حيث استعدت حماس خلال فترة سيطرتها الطويلة لتجهيز غزة كثكنة عسكرية محصّنة ضد أي تدخل بري.

بالإضافة إلى نجاح المقاومة الفلسطينية في تجميع ترسانة قوية من الأسلحة والمعدات على مدى سنوات، مما يوحي بأنها كانت تستعد لهذا النوع من الصراع منذ فترة طويلة.

ومن المرجح أن يكون عدد قتلى الجنود الإسرائيليين أعلى بكثير من الأرقام المعلنة.

فقد سيطرت المقاومة الفلسطينية على قطاع غزة عام 2007 في أعقاب صراعات مسلحة مع حركة فتح، مما أدى إلى انقسام الحكومة الفلسطينية وسطوة حماس على القطاع.

وهذه الأحداث تسببت في انعدام الوحدة الوطنية وتفكيك هياكل السلطة الفلسطينية في القطاع، مما جعلها مستعدة بشكل أفضل لمواجهة الهجمات الإسرائيلية وتصدي لأي تدخل بري.

وقد نقل موقع "تايمز أوف إسرائيل" يوم الجمعة، عن منشورات تم تداولها في قطاع غزة، يُزعم أنها توزع من قبل الجيش الإسرائيلي، تعرض مكافأة مالية تصل إلى 400 ألف دولار لأي شخص يدلي بمعلومات حول مكان يحيى السنوار، و350 ألف دولار للمعلومات عن شقيقه محمد السنوار، القيادي في حركة حماس، و100 ألف دولار لمن يقدم معلومات حول قائد الجناح المسلح للحركة، محمد ضيف.