حكم قص المرأة شعرها إلى الأذنين

منوعات

بوابة الفجر

كانت العادة السائدة بين نساء العرب في الماضي هي إطالة شعورهن، حيث كانن يتمتعن بشعرٍ طويلٍ وكثيف.

 ومع ذلك، كان هناك بعض النساء اللاتي اختصرن شعورهن لأسباب مختلفة، فبعضهن كان يقصرن شعورهن للتجميل وإبراز جمالهن، بينما كانت البعض الآخر يقصرن شعورهن لأسباب عكسية، حيث يقصرنه للابتعاد عن التزيين بالشعر الطويل. 

وكانت هناك حالات تقصير الشعر بعد وفاة الزوج، حيث تعتبر المرأة التي تفعل ذلك رمزًا للحداد والحزن.

كان الشعر الطويل هو الأكثر شيوعًا بين نساء العرب، وقد يكون تقصير الشعر ناتجًا عن رغبة المرأة في تخفيف العناية والاهتمام به، خاصة إذا كان الشعر طويلًا وكثيفًا.

 وبناءً على الأدلة المتاحة، يبدو أن قص الشعر إلى مستوى الأذنين يُسمح به في الأحكام الشرعية.

من وجهة نظر الفقهاء، هناك آراء متنوعة بشأن حكم قص شعر المرأة إلى مستوى الأذنين. 

  • الرأي الأول يسمح بذلك، وهو مذهب الشافعية وأبو بكر الأثرم من تلاميذ الإمام أحمد بن حنبل. 

واستدل من يؤيد هذا الرأي بما ورد في السنة النبوية، حيث ثبت أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقصرون شعورهن حتى يصل إلى مستوى الشحمة التي تغطي الأذن، وبناءً على ذلك، فإنه يُعتبر جائزًا للمرأة أن تقصر شعرها إلى مستوى الأذنين.

  • أما الرأي الثاني فيعتبر قص الشعر إلى مستوى الأذنين مكروهًا، وهذا هو الرأي الصحيح عند بعض علماء المذهب الحنبلي. والرأي الثالث يعتبر قص الشعر محرمًا باستثناء حالات الحج والعمرة، وهذا هو الرأي الحنبلي الآخر.

وبناءً على آراء الفقهاء، يمكن القول أن قص شعر المرأة إلى مستوى الأذنين ليس محرمًا ولا مكروهًا، حيث لا توجد نصوص شرعية تشير إلى تحريم أو كراهية ذلك. بل على العكس، الأدلة تشير إلى جوأواز الاختلاف في هذه المسألة بين الفقهاء والمذاهب المختلفة، وتعتمد القرارات الشخصية والثقافية للمرأة نفسها. فبعض النساء يختارن قص شعرهن لأسباب شخصية أو مظهرية، بينما يفضل البعض الآخر الاحتفاظ بشعرهن طويلًا ويعتبرنه جزءًا من هويتهن وجمالهن الشخصي.

من الجدير بالذكر أن اتجاهات الموضة والثقافة تتغير مع مرور الوقت. ففي بعض الثقافات المعاصرة، يعتبر قص الشعر إلى مستوى الأذنين أمرًا شائعًا ومقبولًا، في حين يحتفظ البعض الآخر بالشعر الطويل. يعود القرار النهائي إلى الشخص نفسه واختياره الشخصي وقناعاته الثقافية والدينية.

من الجيد دائمًا استشارة مشايخ أو علماء دين موثوقين للحصول على رأي ديني محدد وفقًا للمذهب الذي يتبعه الفرد. كما يمكن أن يكون من المفيد النظر في الأدلة الشرعية المتاحة والاستفادة من التفاسير والبحوث الفقهية المتعلقة بالمسألة.