زرع الاعضاء
رفض الأعضاء المزروعة..مشكلة تهدد نجاح عمليات الزرع
تُعد عملية زراعة الأعضاء إحدى أهم التدخلات الجراحية التي يتم إجراؤها لأشخاص يعانون من فشل في أحد أعضاء الجسم الحيوية، مثل الكلى، والكبد، والقلب، والرئتين، والبنكرياس.
ولكن على الرغم من نجاح هذه العمليات في إنقاذ حياة العديد من الأشخاص، إلا أنها قد تتعرض لخطر رفض العضو المزروع، وهو رد فعل مناعي من الجسم يهاجم فيه العضو المزروع باعتباره جسمًا غريبًا.
ما هو رفض الأعضاء المزروعة؟
رفض الأعضاء المزروعة هو أحد المضاعفات الأكثر شيوعًا التي قد تحدث بعد عملية الزرع، وهو عبارة عن استجابة مناعية من الجسم تستهدف العضو المزروع وتؤدي إلى تلفه أو فشله.
ويحدث الرفض بسبب اختلاف أنسجة العضو المزروع عن أنسجة الجسم المتلقي، حيث تمتلك كل أنسجة جسم الإنسان مجموعة فريدة من البروتينات تسمى المستضدات، وعند زرع عضو من شخص آخر في جسم شخص آخر، فإن الجهاز المناعي لهذا الشخص قد يتعرف على هذه المستضدات الجديدة على أنها غريبة ويهاجمها.
عوامل خطر رفض الأعضاء المزروعة
هناك العديد من العوامل التي قد تزيد من خطر رفض الأعضاء المزروعة، بما في ذلك:
عدم التطابق بين المتبرع والمتلقي: كلما كان التطابق بين المتبرع والمتلقي أقل، زاد خطر رفض العضو المزروع.
نوع العضو المزروع: بعض الأعضاء، مثل الكلى والكبد، أكثر عرضة للرفض من غيرها.
وجود عدوى في الجسم: يمكن أن تضعف العدوى الجهاز المناعي وتزيد من خطر رفض العضو المزروع.
استخدام أدوية معينة: يمكن أن تزيد بعض الأدوية، مثل الكورتيكوستيرويدات، من خطر رفض العضو المزروع.
أعراض رفض الأعضاء المزروعة
تختلف أعراض رفض الأعضاء المزروعة باختلاف العضو المزروع، ولكن بشكل عام قد تشمل ما يلي:
تورم أو ألم في موقع الزرع
ارتفاع درجة الحرارة
التعب
الغثيان
القيء
فقدان الشهية
ضيق التنفس
صعوبة في التبول
تغير لون البول
تغير لون الجلد
تشخيص رفض الأعضاء المزروعة
يعتمد تشخيص رفض الأعضاء المزروعة على عدة عوامل، بما في ذلك الأعراض التي يعاني منها المريض، ونتائج الفحوصات الطبية.
وتشمل الفحوصات التي يمكن إجراؤها لتشخيص رفض الأعضاء المزروعة ما يلي:
الفحص الجسدي
الخزعة
الاختبارات الدموية
اختبارات التصوير، مثل الأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي
علاج رفض الأعضاء المزروعة
يعتمد علاج رفض الأعضاء المزروعة على شدة الرفض، وقد يشمل ما يلي:
الأدوية المثبطة للمناعة: تساعد هذه الأدوية على تقليل استجابة الجهاز المناعي للعضو المزروع.
العلاج بالكورتيكوستيرويدات: تساعد هذه الأدوية على تقليل الالتهاب وتخفيف أعراض الرفض.
العلاج بالخلايا الجذعية: قد يساعد العلاج بالخلايا الجذعية على إعادة بناء الجهاز المناعي وتقليل خطر رفض العضو المزروع.
الوقاية من رفض الأعضاء المزروعة
لا توجد طريقة مضمونة لمنع رفض الأعضاء المزروعة، ولكن هناك بعض الإجراءات التي يمكن اتخاذها لتقليل خطر حدوثه، بما في ذلك:
اختيار متبرع متطابق قدر الإمكان مع المتلقي.
استخدام الأدوية المثبطة للمناعة بعد عملية الزرع.
تجنب العدوى.
اتباع تعليمات الطبيب بعناية.
يعد رفض الأعضاء المزروعة أحد التحديات الرئيسية التي تواجه عمليات الزرع، ولكن التقدم في مجال الطب جعل من الممكن علاج الرفض وزيادة معدلات نجاح عمليات الزرع.