هكذا تحولت مياه الشرب النظيفة في غزة إلى رفاهية

عربي ودولي

 أرشيفية
أرشيفية

أصبح الحصول على مياه الشرب الآمنة أكثر صعوبة من أي وقت مضى، مع ما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة بالنسبة لأولئك الذين لا يستطيعون تحمل تكاليفها

وكشف تقرير أعدته صحيفة "ذا أوبزرفر" البريطانية، عن تدهور أوضاع المدنيين في شمال ووسط وجنوب القطاع، وأبرز الأزمات التي تواجهة غزة الأن هي المياة سواء الشرب او الاستخدام الشخصي.

وقالت "مها الحسيني" الصحفية والناشطة الحقوقية الفلسطينية والتي نزحت الأن إلى دير البلح، والتي وصفت في رسالة نصية كيف كانت تحصل على المياه: "نقوم بتخزين المياه المستخدمة للاستحمام والغسيل في برميل نحتفظ به في ساحة المنزل".

وأضافت "الحسيني" إنها وعائلتها يعيشون على شراء أكبر عدد ممكن من زجاجات المياه كل يومين، ولكن حتى هذا أصبح صعباً مع الارتفاع الحاد في الأسعار، مؤكدة عدم توفر المياة الجارية من أحل الاستحمام ، حيث عادة يقومون بوضع زجاجات المياه في الشمس لتسخينها لعدم وجود غاز الطبخ.

وقطع مسؤولون الاحتلال الذين يشرفون على إمدادات المياه المنقولة عبر الأنابيب إلى غزة، معظم المياه عن القطاع في منتصف أكتوبر بعد هجوم حماس على مستوطنات غلاف قطاع غزة.

وفي الشهرين التاليين، ظلت منطقة شمال غزة بدون مياه، في حين أمضى معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نزحوا إلى الجنوب ساعات طويلة في طوابير للحصول على المياه في محطات تحلية المياه التابعة للبلدية، أو يغتسلون بالمياه من الدلاء أو في انتظار إمدادات المياه المتلاشية وغير المنتظمة ليأتي من خلال الصنابير الخاصة بهم.

وخلال وقف إطلاق النار المؤقت في الأسبوع الماضي، استغل الكثيرون في جميع أنحاء غزة الوقت لمحاولة تخزين أكبر قدر ممكن من المياه في أي حاويات يمكنهم العثور عليها، من البراميل البلاستيكية الكبيرة إلى العبوات الصغيرة.

 لكن ذلك تغير مع استئناف ومع تباطؤ تدفقات المساعدات، وفقاً للصحفيين وجماعات الإغاثة، ومع فرار الآلاف من الهجوم الإرهابي نحو جنوب غزة، فإن إمدادات المياه النظيفة التي كانت محدودة في السابق أصبحت الآن مهددة بالنفاد بالكامل.

ولم يُسمح بدخول أي مساعدات إلى غزة على الإطلاق يوم الجمعة، في حين قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن 50 شاحنة مساعدات عبرت إلى القطاع في اليوم التالي، محملة بالإمدادات الطبية والغذاء والوقود والمياه. إن القيود الجديدة المفروضة على إمدادات المساعدات تعني انخفاض عدد إمدادات المياه المعبأة وانخفاض إمدادات الوقود لتشغيل المضخات في محطات تحلية المياه وشاحنات توزيع المياه التي تخدم ملايين الأشخاص في غزة.

الأونروا تحذر من أزمة المياة

وقال فيليب لازازيني، المدير العام لوكالة "الأونروا"، إن إمكانية الحصول على المياه محدودة، حيث أن عمليات الاحتلال منعت الوصول إلى أكبر محطة لتحلية المياه في غزة والتي كانت توفر في السابق مياه الشرب لنحو 350 ألف شخص.

تدير الأونروا المدارس والمستودعات وغيرها من البنية التحتية في جميع أنحاء جنوب غزة والتي تم تحويلها إلى ملاجئ مؤقتة تؤوي ما يقدر بنحو 950,000 نازح، إلى جانب آبار المياه ومحطات تحلية المياه، والتي تحتاج جميعها إلى الوقود لتعمل، إلى جانب الشاحنات التي تحمل المياه المحلاة إلى غزة. ملاجئ أخرى.