خبراء يجيبون لـ "الفجر".. ماذا وراء زيارة بوتين للإمارات والسعودية؟
يقوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم بزيارة إلى كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في إطار التعاون المشترك بين روسيا والبلدين الشقيقين.
من هنا رأى الخبراء أن زيارة بوتين تأتي في وقت مهم خصوصًا في ظل تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وأيضا في الحرب الروسية الأوكرانية.
أبرز ما جاء في الزيارة بوتين إلى الإمارات
تم تبادل وجهات النظر بشأن عدد من القضايا محل الاهتمام المشترك وفي مقدمتها التطورات في الأراضي الفلسطينية المحتلة وضرورة تحرك المجتمع الدولي من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة وحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية الكافية إليهم ضمن آليات آمنة ودائمة ودون عوائق.
وأكد الجانبان في هذا السياق أهمية العمل على إيجاد أفق واضح للسلام الدائم والشامل في المنطقة الذي يقوم على أساس "حل الدولتين".
كما تطرق اللقاء إلى مستجدات الأزمة الأوكرانية مؤكدا سموه في هذا السياق أن دولة الإمارات تدعم تسوية مختلف النزاعات في العالم عبر الحوار والأساليب الدبلوماسية بما يعزز السلام والأمن العالميين..وذلك انطلاقًا من نهج الإمارات الراسخ في دعم السلام والتعاون والاستقرار على المستويين الإقليمي والعالمي.
وتناول اللقاء مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب 28 " الذي يواصل فعالياته في "مدينة إكسبو دبي".. وفي هذا السياق أعرب الرئيس الروسي عن تمنياته بخروج المؤتمر بنتائج تسهم في إيجاد حلول بنَّاءة للتحديات المناخية وتعزيز مسار العمل المناخي الدولي لمصلحة البشرية جمعاء.
أشار الشيخ محمد بن زايد خلال اللقاء حرص دولة الإمارات على بناء جسور التعاون التنموي مع مختلف الدول في العالم ودعم كل ما يحقق الاستقرار والازدهار لجميع دول العالم وشعوبها.
دلالات الزيارة
قال الدكتور إبراهيم جلال فضلون، المتخصص في الشؤون السياسية، إن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الإمارات والسعودية، تؤكد ثقة بوتين في قوة علاقات روسيا الخارجية، وتحديه للولايات المتحدة الأمريكية والغرب المريض.
وأضاف «فضلون» في تصريحات خاصة لـ "الفجر" أن الزيارة وتدُلُ على الثقة المتزايدة في السفر خارج حدود روسيا، على الرغم من جهود عزله عن المسرح العالمي، في ظل الفشل الغربي الأمريكي وحلف الناتو في كل الملفات الدولية والإقليمية الملحة، وعدم تحقيق أوكرانيا أي نجاحات عسكرية، رغم الدعم المُطلق الذي مُنع حاليًا واتجه نحو المُدللة إسرائيل في حربها ضد غزة، مضيفًا: “ورغم هذا الدعم لم تفلح تل أبيب في تحقيق أي نجاح أو إنجاز بل ثبت الفشل الأمريكي”.
واستكمل أن تلك الزيارة تعني تعزيز روسيا لعلاقاتها الخارجية الثنائية، ووجودها في الشرق الأوسط، لا سيما مع الكتلة الفاعلة في الاقتصاد والنفط، من قادة الخليج العربي.
اختتم المتخصص في الشؤون السياسية، أن تلك الزيارة سوف تناقش القضايا ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
توطيد العلاقات
أوضح الكاتب علاء الجمل، المتخصص في الشؤون السياسية، أن الإمارات حريصة بشكل عام على تعزيز علاقاتها مع كل دول العالم، وبوصلتها في هذا النهج هو السعي إلى تعزيز مكاسبها الاقتصادية في مشاريعها حول العالم، لافتًا إلى أن الإمارات ترتبط بعلاقات وثيقة مع روسيا والصين والهند (المعسكر الشرقي) بنفس مقدار علاقاتها مع أمريكا وحليفتها إسرائيل وأوروبا (المعسكر الغربي)، وتستطيع تحقيق التوازن المطلوب لجعل الجميع في خانة الأصدقاء، وهو ما يصب لصالحها دائمًا وهنا تبرز كفاءة النهج الإماراتي وقوة الدبلوماسية الإماراتية.
وأضاف الجمل في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، «لا يوجد تغيير في السياسات الإماراتية وهذا كان واضحًا تجاه الأزمة الروسية الأوكرانية»، مشيرًا إلى أن الإمارات قامت بإرسال مساعدات لأوكرانيا وكانت في نفس الوقت تتواصل مع روسيا، وفي أكتوبر 2022 زار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات موسكو والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبحثا علاقات التعاون بين البلدين.
أكمل الخبير في الشؤون السياسية، أن أبرز القضايا على الطاولة هي سبل تعزيز علاقات الشراكة بين الإمارات وروسيا والقضايا الدولية الإقليمية وتشمل الحرب في أوكرانيا والحرب على غزة.
أهمية الزيارة
لفت محمد هويدي، المحلل السياسي السوري، إلى أن تلك الزيارة الذي يقوم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الإمارات والسعودية تأتي في توقيت مهم بسبب تطورات الأوضاع في العالم وزيادة حد الحروب الموجودة الآن في بعض الدول.
وأضاف هويدي في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن تلك الزيارة تناولت بعض الملفات المهمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية والحرب الأوكرانية، توترات الأوضاع في مضيق باب المندب وتأثيره على العالم.
واختتم المحلل السياسي السوري، أن تلك الزيارة تركز على القضايا الدولية خصوصًا مع وجود نظام دولي جديد متعدد الأقطاب.