"الرغيف بجنيه".. البرلمان يعترض على تصريحات "التموين" ويستعد لاستجواب الوزير
تعتزم وزارة التموين والتجارة الداخلية طرح الخبز الحر لغير حاملي البطاقات التموينية بسعر مخفض وهو جنيه واحد لكل رغيف وذلك مقارنة بسعر جنيه ونصف جنيه أو جنيهين في المخابز السياحية، وهو ما رفضه أعضاء مجلس النواب، مؤكدين أن جميع قرارات الوزارات في الآونة الأخيرة غير موفقة وتؤدي إلى تفاقم الأزمات بدلا من حلها، وسيتم استجواب الوزير خلال الفترة المقبلة بسبب تراجع الأداء واتباع السياسات الخاطئة في حل الأزمات.
سرقة رغيف الخبز
من جانبه، قال النائب أحمد دياب، عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب، إن عزم وزارة التموين، على طرح الخبز المدعم لغير حاملي البطاقات التموينية بجنيه واحد، وتفعيلها بدءًا من يناير 2024، تجربة غير ناجحة على الإطلاق، وليس لها مردود، وسيكون هناك سرقة في رغيف الخبز وسيصبح عبارة عن لقمتين وبنوعية دقيق غير جيدة، كونه مدعم من الحكومة.
وأضاف في تصريح خاص لـ "الفجر"، عندما نقوم بشراء رغيف الخبز بجنيه ونصف أو جنيهين، فهو خبز غير مدعم، ولا يتم شراؤه من مخبز حكومي، وإنما من المخابز السياحية وبنوعية جيدة تصلح للطعام.
تدخل الحكومة يُفاقم الأزمة
وتابع: دائمًا تدخل الحكومة في أي سلعة تخص الأكل والشرب يحدث تفاقم للأزمة وليس إصلاحها مثلما حدث مُسبقا في أزمة الأرز، وحاليًا في أزمة السكر، قائلًا: إذا تركت الحكومة الأمر للعرض والطلب المواطنين سيستطيعون ميكنة الأمر بين بعضهم البعض، مستطردًا: لا بد من التعود على أن نقوم بشراء ما نأكله دون إهدار.
وأوضح عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب، قائلًا: التجارة طوال عمرها عرض وطلب وإذا زاد المعروض وقل المطلوب ينخفض سعر السلعة والعكس صحيح، مستطردًا: ما تقوم به وزارة التموين حاليًا يعمل على تدهور الأزمة وليس حلها.
وبشأن الإجراءات التي سيتخذها البرلمان بشأن هذا الطرح، أشار عضو اللجنة الاقتصادية إلى أنه سيتم دراسة الأمر داخل اللجنة لمعرفة الجدوى منه وفائدته للدولة والمواطن، ثم إدراجه في الجلسة العامة لمناقشته بحضور الوزير المختص.
تصريحات غير موفقة
وفي السياق نفسه، قال النائب محمد سعد بدراوي، عضو لجنة الخطة والموازنة، إن وزارة التموين أداءها متراجع للغاية خلال الفترة الماضية، وكافة المقترحات تضر بالأسواق وليس العكس، وكل ما يطرح من تصريحات من جانب وزارة التموين غير موفقة.
وأضاف "بدراوي" في تصريح خاص لـ "الفجر" قائلًا: كل تدخلات وزارة التموين في السلع غير ناجحة، ورأينا ذلك في أزمة الأرز ثم السكر وحاليًا في رغيف الخبز، مؤكدا أن السياسة العامة لوزارة التموين تحتاج إلى تعديل جذري وجوهري.
أفكار عفى عليها الزمن
وأوضح عضو لجنة الخطة والموازنة، أن كافة التدخلات غير ناجحة والدليل على ذلك ما نراه من فوضى في الأسواق في كل شئ، وارتفاع الأسعار في غاية الخطورة على السلم الاجتماعي، متابعًا: لم نشعر سوى بأزمات متتالية على مدار أشهر، وكافة المقترحات التي تقدم من الوزارة ليست مواكبة على الإطلاق وجميعها أفكار عفى عليها الزمن.
وأردف: تدخلات وزارة التموين بشأن السلع الاستراتيجية ليست لإيجاد حلول وإنما بهدف "الشو الإعلامي"، ولكن على أرض الواقع الأسواق أقوى من ذلك بكثير، والدليل على ذلك القرارات الصادرة عن الوزارة لا تؤثر في حياة المواطنين على الاطلاق والدليل رفع معدلات التضخم، لافتًا إلى أن الأسعار تكشفها معدلات التضخم، وبناءا على ذلك كافة القرارات التي تُتخذ تأثيرها محدود للغاية أو بلا تأثير أو تأتي بنتائج عكسية.
حلول بديلة
وأشار عضو اللجنة الاقتصادية بالبرلمان، إلى أنه بدلا من تسعير رغيف الخبز بجنيه، فالأجدر منذ ذلك الطرح أن يتم ضبط الأسعار بالنسبة للدقيق، وعندما يتم توفيره بأسعار رخيصة سيحدث منافسة وحينها سينخفض سعر الرغيف، مضيفًا: في العالم كله ليس هناك تسعيرة جبرية أو وجود أكثر من سعر للسلعة، ووزارة التموين مسئولة عن وضع الفوضى الموجودة في الأسواق.
استجوابات لوزير التموين
وحول تحركات البرلمان بشان تصريحات الوزير، أوضح النائب محمد بداروي، أنه سيكون هناك طلبات إحاطة واستجوابات في الفترة المقبلة ستلاحق وزارة التموين، لأن الأداء متراجع للغاية ومستمرة في إتباع نفس السياسات الخاطئة.