جمال عبدالرحيم يكشف.. ماذا يعني انضمام نقابة الصحفيين المصريين للاتحاد الدولي؟ وما هي الفائدة؟
في ظل ارتفاع وتيرة الاعتداء على الصحفيين، خاصة في الوطن العربي، وبالتحديد الزملاء الصحفيين العاملين في أكثر المناطق خطرًا على مستوى العالم الآن، وهي قطاع غزة في فلسطين، قررت نقابة الصحفيين المصريين، الانضمام إلى الاتحاد الدولي للصحفيين؛ للدفاع عن حقوق الصحفيين في الوطن العربي والشرق الأوسط، كما كانت ولاتزال تفعل دائمًا.
وأعلنت نقابة الصحفيين المصريين، قرار اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للصحفيين، موافقته بالإجماع، على طلب العضوية الذي تقدّمت به نقابة الصحفيين المصريين؛ حيث رحّب قيادة الاتحاد الدولى بانضمام نقابة الصحفيين المصريين، مؤكدين أنها تُعتبر من أهم نقابات الصحفيين في إفريقيا والمنطقة العربية، وأكبرها.
وكانت نقابة الصحفيين قد تقدّمت بطلب الانضمام للاتحاد الدولي للصحفيين، في شهر مايو الماضي، وحصلت على الموافقة من حيث المبدأ في سبتمبر الماضي، خلال اجتماع الهيئة الإدارية للاتحاد الدولي للصحفيين في رام الله، قبل أن تحصل على الموافقة النهائية.
قال ناصر أبو بكر نقيب الصحفيين الفلسطينيين، ونائب رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين، إن القرار اتُخذ بالإجماع وسط ترحيب من جميع النقابات، والذي يأتي تتويجًا لجهود النقابة المصرية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، وكذلك دورها في دعم القضية الفلسطينية، وعدد من القضايا الخاصة بالزملاء الصحفيين، وحقوقهم في مؤسسات صحفية مصرية ودولية.
ما هو الاتحاد الدولي للصحفيين؟
"الاتحاد الدولي للصحفيين"، هو أكبر منظّمة عالمية للصحفيين؛ يُمثل أكثر من 600 ألف إعلاميًا، أعضاءً في 187 نقابة وجمعية، من 146 دولة حول العالم، وهو المنظّمة التي تتحدث باسم الصحفيين داخل نظام الأمم المتحدة، وضمن الحركة النقابية العالمية.
تم تأسيس الاتحاد عام 1926 في باريس، ثم أُعيد تأسيسه مرة أخرى عام 1946، واستقر على شكله الحالي، بعد إعادة تأسيسه للمرة الثالثة عام 1952.
يسعى الاتحاد الدولي للصحفيين للعمل والتحرّك على المستوى الدولي للدفاع عن حرية الصحافة والعدل الاجتماعي/ من خلال اتحادات صحفيين قوية، وحرة، ومستقلة.
يقود الاتحاد الدولي للصحفيين حِراك جماعي لدعم نقابات الصحفيين في كفاحهم، وذلك من أجل الحصول على أجور عادلة، وظروف عمل لائقة، والدفاع عن حقوقهم العمالية.
وفقًا لرؤيته، لا يتبنّى الاتحاد الدولي للصحفيين توجهًا سياسيًا مُعينًا، ولكنه يروّج لحقوق الإنسان، والديمقراطية، والتعددية، ويعارض كل أنواع التمييز ويدين استخدام الإعلام للأغراض الدعائية، أو للترويج للتعصب، وعدم التسامح والصراع.
ويؤكد الاتحاد دائمًا، على إيمانه بحرية التعبير السياسي والثقافي، ويدافع عن العمل النقابي، وباقي الحريات الأساسية للإنسان؛ حيث ناضل من أجل المساواة بين الجنسين في جميع هياكله وسياساته وبرامجه، والذي يُقدّم دعمًا للصحفيين واتحاداتهم، كلما خاضوا مواجهة دفاعًا عن حقوقهم العمالية والمهنية، كما قام بتأسيس صندوقًا دوليًا للسلامة المهنية، يُقدّم دعمًا إنسانيًا للصحفيين المحتاجين.
لماذا انضمت مصر للاتحاد الدولي للصحفيين بعد رفض طويل؟
قال جمال عبدالرحيم سكرتير عام نقابة الصحفيين المصريين، إن خطوة مصر الإيجابية، بالانضمام إلى إلى الاتحاد الدولي للصحفيين تأخّرت كثيرًا؛ وذلك بسبب رفض نقابة الصحفيين المصريين التام، للانضمام إلى اتحاد يكون الكيان الصهيوني الإسرائيلي عضوًا فيه، وظلّ الأمر كما هو عليه لسنوات طويلة.
وأضاف في تصريحات لـ "الفجر"، أن نقابة الصحفيين المصريين اتخذت موقفًا صارمًا بعدم الانضمام إلى الاتحاد، بسبب وجود إسرائيل، ولكن بعد تجميد عضوية الكيان الصهيوني بالاتحاد، بسبب جرائمه بحق الزملاء والمدنيين في غزة، كان طبيعيًا أن تُسارع مصر للانضمام إليه؛ فمن الطبيعي أن تكون نقابة الصحفيين المصريين، وهي النقابة الأقدم والأعرق في الوطن العربي، عضوًا في الاتحاد الدولي للصحفيين.
وتابع: "نقابة الصحفيين المصريين هي من أسس اتحاد الصحفيين الأفريقيين، وأيضًا اتحاد الصحفيين العرب، كان أمرًا طبيعيًا أن تكون ضمن منظومة دولية، لا سيما أن الاتحاد الدولي، رغم أن مصر ليست عضوًا فيه، كان يتواصل مع نقابتها، ويطالبها دومًا بالانضمام".
وأكد "عبدالرحيم" أن موقف نقابة الصحفيين المصريين كان قويًا وصارمًا في هذا الشأن؛ فكانت هي حائط الصد الأول ضد جرائم الكيان الصهيوني في فلسطين، وأول من يدافع دائمًا عن حق الفلسطينيين في التحرير، وإنشاء دولتهم المستقلّة، وعصامتها القدس المُحتل، ورفضت جمعيتها العمومية دائمًا، أي أشكال التطبيع المهني أو النقابي مع الاحتلال.
ولفت سكرتير عام النقابة، إلى عقد الاتحاد الدولي للصحفيين دورات تدريبية للزملاء المصريين، على الرغم من أن النقابة لم تكن عضوًا، وكان يدعو نقيب الصحفيين والأعضاء، للمشاركة في المؤتمرات المختلفة التي كان يعقدها، وهو ما يؤكد عراقة نقابة الصحفيين المصريين، وأهمية دورها في الوطن العربي والعالم.
وأشار "عبدالرحيم" إلى وجود ترحيب كبير من الاتحاد ولجنته التنفيذية، بانضمام مصر لعضويته، وخلال مشاركة النقابة في اجتماع اتحاد الصحفيين العرب الذي عُقد في بغداد مؤخرًا، التقى النقيب وأعضاء المجلس مع أعضاء الاتحاد الدولي، وكانوا سعداءً ومُرحبين بانضمام مصر، وأكدوا أنها خطوة إيجابية.
هل تستمر عضوية مصر حال إلغاء تجميد عضوية إسرائيل؟
كشف سكرتير عام النقابة، عن رفض نقابة الصحفيين المصريين التام، أن تكون عضوًا في اتحاد يضم إسرائيل، خاصة وأنها أول نقابة في الوطن العربي والشرق الأوسط تحارب التطبيع، ولن تسمح بالتواجد بجوار إسرائيل، أو على طاولة واحدة معها، أو مشاركتها أي فعّاليات، بالتالي ستعمل النقابة على تجميد عضويتها فورًا، في حال إلغاء تجميد عضوية الكيان الصهيوني.
ما الفائدة من الانضمام إلى الاتحاد؟
أوضح "عبدالرحيم" أن انضمام مصر للاتحاد الدولي للصحفيين، سيُعطي ثقلًا للاتحاد، وسيكون له دور إيجابي عليه، خاصة وأنه من سعى لانضمام مصر،
وأشار سكرتير عام النقابة، إلى تلقيه دعوات من رؤساء الاتحاد السابقين واللجان التنفيذية المختلفة، طوال فترة عضويته بالنقابة، تطالب نقابة الصحفيين المصريين بالنظر في الانضمام للاتحاد؛ نظرًا لأهميتها بالنسبة لهم.
هل من الممكن أن تشارك مصر في اللجنة التنفيذية للاتحاد؟
وتابع: "رئيس الاتحاد السابق كان من المغرب، وحاليًا نائب رئيس الاتحاد من فلسطين، سنشارك في انتخابات اللجنة التنفيذية، والممكن أن نرى رئيسًا للاتحاد من نقابة الصحفيين المصريين".
كيف يستفيد الصحفيون المصريون من عضوية نقابتهم بالاتحاد؟
أوضح سكرتير عام النقابة، أن وجود مصر في الاتحاد الدولي سيكون مهمًا للصحفيين، خاصة وأنها ستشارك في تنظيم دورات تدريبية وورش مع الاتحاد بشكل موّسع.
وأشار إلى أن نقابة الصحفيين المصريين سيكون لها وجهة نظر ورأي قوي وكامل، فيما يحدث من اعتداءات على الزملاء في مختلف الدول العربية، وستشارك في الاجتماعات والمؤتمرات المختلفة، وستنفتح على الاتحاد وأعضائه، وهو ما سيخلق حالة من التقارب والتعاون بين الدوّل، وهذا ضمن أهداف النقابة والاتحاد أيضًا.