هل الهجوم المباغت من إسرائيل تجاه غزة لإخفاء فشلهم الاستخباراتي؟
بعدما نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريرًا جديد في ملف توقع إسرائيل لهجوم السابع من أكتوبر، كشفت رسائل بريد إلكتروني أن الضابط الذي قام بمراجعة المعلومات الاستخبارية التي ألمحت إلى خطر وقوع هجوم كبير اعتبر هذا الكلام "سيناريو وهميا".
وقالت الصحيفة البريطانية، أن مسؤولون عسكريون وآخرون في المخابرات الإسرائيلية تلقوا تحذيرًا مفصلًا للغاية بأن حماس كانت تتدرب بشكل نشط للسيطرة على "الكيبوتسات" على حدود غزة واجتياح المواقع العسكرية بهدف إيقاع عدد كبير من القتلى.
واستند الادعاء إلى رسائل بريد إلكتروني مسربة من وحدة الاستخبارات الإلكترونية 8200 التابعة للجيش الإسرائيلي والتي تناقش التحذيرات.
هجمات وحشية بربرية إسرائيلية تجاه غزة لإخفاء فشلهم الاستخباراتي..
وبناء علي ذلك، هل الهجوم المباغت من إسرائيل تجاه غزة لإخفاء فشلهم الاستخباراتي؟.. نعم.. فقد فشل رئيس الوزراء الإسرائيلئ بنيامين نتنياهو والجيش في توقع هجوم اكتوبر، مما استشاظ غضبهم ودفعهم لأخفاء هذا الفشل الاستخباراتي الذي فضحهم أمل العالم بردهم بذلك الهجوم الوحشي المباغي تجاه غلاف غزة.
نتج عنه استشهاد أكثر من 15000 فلسطيني معظمهم نساء وأطفال، ردًا على هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر، والذي قتل 1200 في إسرائيل، كما احتجزت الحركة 240 شخصًا.
اعترف رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، هارتسي هاليفي بفشل جيشه وشعبة استخباراته أمام مفاجآت السابع من أكتوبر، في حين كشفت وسائل إعلام عبرية تفاصيل جديدة حول الإخفاق الأمني الإسرائيلي أمام «طوفان الأقصى» وانتقدت إخفاق نتنياهو في تحقيق أهدافه المعلنة في القطاع رغم استنفاده كل وسائله خلال الـ52 يوما الماضية مؤكدة تعتيم جيش الاحتلال على العدد الحقيقي للقتلى والجرحى في صفوفه.
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن رئيس أركان جيش الاحتلال، هارتسي هاليفي اعترافه بفشل تل أبيب استخباراتيا وعسكريا في السابع من أكتوبر وما سبقها، لكنه اعتبر أن جيشه لا ينشغل بتحليل هذا الفشل الآن، إنما يركز في تحقيق أهدافه الثلاثة في غزة، والمتمثلة في القضاء على حماس وتدمير أنفاقها، وإعادة الأسرى، وضمان درء أي خطر محتمل من القطاع.
وكشف محلل الشؤون العسكرية في صحيفة يديعوت أحرونوت يوسي يهوشوع الإخفاق الذريع الذي سبق الطوفان، لافتا إلى استبعاد مسؤولين إسرائيليين كبار، بينهم قائد سلاح الجو الإسرائيلي، علوف تومير بار، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية «أمان»، أهارون حاليفا، ورئيس لواء الأبحاث في «الجيش»، من جلسة مشاوراتٍ رفيعة المستوى جرت في الليلة الأخيرة قبل هجوم المقاومة الفلسطينية على مستوطنات الاحتلال في منطقة «غلاف غزّة».
إقرار بفشل نتنياهو
علي صعيد آخر، فقد تصاعدت وتيرة الانتقادات لنتنياهو مع تمديد الهدنة مع المقاومة معتبرة أن الهدنة إقرار بفشل نتنياهو.
إخفاء إسرائيل العدد الحقيقي لقتلى وجرحى الجيش
وأكد محلل شؤون الصحة في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، عيدو إفراتي، إخفاء الاحتلال العدد الحقيقي لقتلى وجرحى الجيش.
ولفت المحلل إلى إدخال 1455 جريحًا إلى المستشفيات الإسرائيلية بينهم 129 شخصًا توفوا في المستشفيات، و202 مصاب بإصابات بالغة لكنه أكد صعوبة الحصول على عدد الجنود والضباط المصابين ونقل عن مصادر طبية قولها إن الجنود المصابين يتم وضعهم تحت المجهر بحيث يحظر على وزارة الصحة أو وسائل الإعلام نقل أي معلومات عنهم.
من جهة أخرى قالت القناة 12 العبرية إن حماس أثبتت أنها لا تزال تسيطر على القطاع بتسليمها الأسرى داخله، ووصفت مزاعم نتنياهو بالسيطرة على مقاتليها وخلاياها بـ«الكاذبة»، معتبرة أن مشهد تركيع وإخضاع حماس لا يزال بعيدا.