استغلالًا للهدنة.. سكان غزة ينزحون نحو الجنوب
أشارت مقاطع فيديو نشرها مواطنون في غزة إلى وجود خطر حقيقي على النازحين المتجهين شمالًا بسبب التواجد المكثف لجنود الاحتلال في الشمال، حيث يشعر السكان الذين تمكنوا من السفر شمالًا بالرعب بسبب المناظر الصعبة المحيطة بمنازلهم – الحفر والأطلال والأشلاء المتناثرة في جميع أنحاء الشوارع، ويعبرون عن صعوبة إيجاد مكان يمكن اللجوء إليه، ومع كل يوم جديد يشهده قطاع غزة في ظل هدنة مؤقتة وتبادل للأسرى والمحتجزين، تزداد صدمة للسكان الذين لم ينزحوا وحاولوا العودة لتفقد منازلهم أو لجلب بعض احتياجاتهم.
ومع دخول يومها الثالث، شهدت الهدنة حادث وفاة جديد، حيث أفادت تقارير صحفية باستشهاد مزارع فلسطيني وإصابة آخر في انفجار حدث قرب مخيم للاجئين وسط غزة، وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن مزارعا قتل، وأصيب آخر برصاص اطلق بوسط قطاع غزة في ثالث أيام للهدنة المعلنة.
فيما أضافة أن سبعة مواطنين أصيبوا في وقت سابق برصاص القوات الإسرائيلية في محيط مستشفى القدس في تل الهوا غرب مدينة غزة، وبمحيط المستشفى الإندونيسي في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، قبل دخول الوقت للهدنة الإنسانية المؤقتة.
وقبل ذلك، بدت الهدنة صامدة، إذ أوقف الجيش الإسرائيلي قصفه على غزة وعملياته العسكرية داخل القطاع تماما، كما أوقفت حماس إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل.
فمشاهد الصدمة عند العودة إلى المناطق التي نزح منها الفلسطينيون في قطاع غزة تتكرر مع كثيرين، خصوصا أولئك الذين دُمرت منازلهم وممتلكاتهم وأحياؤهم السكنية، لكنهم لم يعودوا يصرون كما كانوا في السابق مصممون على الوصول إليها علهم يشعرون بقليل من الراحة بجانب البيوت حتى لو كانت مدمرة، قياسا بحجم المعاناة التي تجرعوها خلال فترة النزوح.
وكان الناطق باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، كاظم أبو خلف، كشف الوضع الإنساني والصحي الراهن في القطاع، بعد إقرار الهدنة بين إسرائيل وحماس، والتي دخلت حيز التنفيذ منذ صباح الجمعة، مشيرًا إلى الحاجة لإدخال قرابة 700 شاحنة يوميًا لتلبية احتياجات سكان القطاع البالغ عددهم نحو 2.5 مليون مواطن.
حسب ما نقلت عنه وسائل الإعلام، وقال إن "الوضع الإنساني صعب للغاية في قطاع غزة، والهدنة الإنسانية الحالية "كشفت لنا حجم المأساة"، موضحًا أن فرق الـ "أنروا" تمكنت من الوصول إلى الكثير من مناطق من قطاع غزة لتوزيع المساعدات الإنسانية.
وترفض إسرائيل السماح للنازحين في جنوب قطاع غزة بالعودة إلى الشمال، وتؤكد عبر منشورات وتصريحات أن "الحرب لم تنتهِ" وتشدّد على أن الشمال منطقة عمليات عسكرية، وعليه فقد حصلت حركة نزوح جديدة السبت، في ظل وقف النار السائد منذ الجمعة، من شمال قطاع غزة إلى الجنوب.