فتاة خريجة ليسانس آداب ببورسعيد تتحدى عادات المجتمع وتبيع المشروبات في الشارع
في أحد شوارع محافظة بورسعيد، وتحديدا في شارع طرح البحر، تقف فتاة على فاترينه، لبيع الشاي والقهوة والمشروبات الساخنة المختلفة، وذلك تحت الأمطار، ووسط برودة شديدة للجو.
التقى “الفجر” بالفتاة وتبين أن اسمها أماني وتبلغ من العمر 28 عاما، وحاصلة على ليسانس آداب من جامعة بورسعيد، وأن لديها قصة كفاح طويلة انتهت بها أن تكون بائعة مشروبات في شوارع بورسعيد، وذلك بعد أن اختارت أن تستقل بنفسها في عملها.
أوضحت أماني أنها التحقت بكلية التربية لرفض أسرتها السفر للتعليم خارج بورسعيد، وكان حلمها في البداية كلية الألسن، فقررت أن تلتحق بقسم اللغة الفرنسية لأنها تحبها، وكانت متفوقة في دراستها، في رحلة لم تلجأ للدروس الخصوصية خلالها إلا في مرحلة الثانوية العامة، وحصلت على المؤهل بدرجة جيد جدا.
عملت أماني في عدد من المحال التجارية والمقاهي المختلفة، ولكنها لم تكن تشعر بكيانها وشعرت أنها لن تحقق شيئا، وساعدها صاحب المحل الذي كانت تعمل به بعد أن تعرض هو الآخر لظروف جعلته يغلق المحل، وبدأت بخامات بسيطة، إلا أنها استطاعت بفاترينه صغيرة ومنتجات بسيطة أن تجذب الزبائن، بخبرة تحصلت عليها من أعمالها السابقة.
نشرت أماني صورة لها عبر صفحتها الرسمية علي الفيس بوك وشهدت تفاعلا كبيرا مما جعلها تتزايد إصرارا على استكمال مشروعها، وأصبحت تطمح في أن يكون لها كافيه مشهور حتى وإن بدأت بالإيجار، وعلقت: أنا مش حابة التدريس بشهادتي وفرحانة بمشروعي الصغير وبإذن الله أحقق حلمي.
ووجهت أماني رسالة إلى الشابات من عمرها بعد الخوف من العمل ومواجهة المجتمع، وطالبتهم بالاستعانة بالله عز وجل، مؤكدة أن الله يعطي لكل مجتهد نصيبا من عمله وإيمانه بالله.