نار تحت الرماد

مقالات الرأي

د. صبري عبد الله
د. صبري عبد الله شندي رئيس قسم الفلسفه جامعة الفيوم

من الجانب الإنساني، يتفق أصحاب الضمير حول إدانة المجازر الصهيونية الدموية الوحشية في فلسطين، في مقابل موافقة أصحاب الثقافات الجوفاء  على هذه الوحشية الإسرائيلية بل وتشجيعها وتدعيمها، هؤلاء الذين يحتمون في قلاعاهم العسكرية، وتفوقهم الاقتصادي المزيف، وتوحد مصالح آوروبية مضطربة. 

ومن الجانب الواقعي، يبدو أن هؤلاء لا يقدرون الصمت العربي الإسلامي والمسيحي، لأنه صمت مثل صمت الجبال، سكون يثير  الرعب، والقوة، وفولاذية الإرادة التي لا تعرف المستحيل، ولكنها تحترم المعاهدات والمواثيق،صبرها عميق، ونفاذه أمر صعب لا يتخيله عشاق الدم، ومرضى  الخيانة.


والحقيقة - كما تبدو- أن إهدار دماء شهداء العرب من الأخوة الفلسطينيين هو الخطوة الأولى-  في خريطة تغيير الشرق الأوسط- التي سوف يتبعها -وقد حدث بالفعل - تمدد القوات الأمريكية والآوروبية  بعتادها في فلسطين، ويعد هذا السيناريو بمثابة إعلان حرب على لبنان (حزب الله)،وسوريا،حتى تتقابل الأيادي الملوثة بالدماء في العراق في ظل إحتفالات من بعض الدول الضالة عروبتها،حينئذ ستكون المواجهة قريبة جدا مع إيران،مقابلة شرسة ولكنها تظل قائمة تحت المساومة وتحديد الإنتماء السياسي والعسكري، وهكذا تنتقل الحرب العالمية إلى الشرق حتى نتجنب دمار البيوت البيضاء كما حدث في الحربين العالميتين ١،٢، وأخيرا سيقف الراعي الرسمي لإبادة الشعب الفلسطيني والشعوب العربية في مواجهة حديدية مع الكرملين الروسي وكل من يسانده على أراضي عربية.فالقصة طويلة حالمة من مؤلف لم يفهم الواقع العربي الحقيقي،و لم يقرأ التاريخ جيدا. ومن وجدان الكلمة،أدعوكم أيها الحمقى أن تبحثوا عن حقائق التاريخ ووقائعه، آنذاك سوف تعتذروا لمن أسئتم إليهم، ومن تحليتم بسفك دمائهم، والرقص على قبورهم، وتبقى وحدة  كلمتنا العربية هي الحكم بيننا وبينكم، إياكم أيها الأغبياء من صرخة الجبال، صرخة العرب.