مصور أمريكي شهير يعود للقاهرة بعد 30 عاما بمعرض يرصد حياة المصريين في التسعينيات

افتتح المصور الأمريكى الشهير، إد كاشى، والمعروف بصوره ذات البعد الإنساني، معرضه الفني الجديد في القاهرة، تحت رعاية السفارة الأمريكية في مصر، تحت عنوان "مدينة الموتى قبل 30 عاما".

وعن المعرض، قال المصور الأمريكي في لقاء مع عدد من الصحفيين المصريين إن جميع الصور تم تصويرها بالقاهرة بفترة التسعينيات من القرن الماضي، والتي جاءت بالصدفة أثناء قيامه بتغطية صحفية لـ "ناشيونال جيوجرافيك" لبعض المشاكل المتعلقة بالمياه بالشرق الأوسط مع زوجته جولي وينوكور، والتى تعمل صحفية هى الأخرى.

وتابع المصور الأمريكي، الحائز على العديد من الجوائز: "القدر ساقني لمقابر الإمام الشافعى فأصبت بالدهشة برؤية بيوت الأموات التى تستضيف الأحياء وتعج بالضجيج وصخب الحياة، وليس كما توقعت بأنها مهجورة تلتزم الصمت مثل سكانها الذين يرقدون تحت ترابها"، مؤكدا أن المتأمل للصور سيشعر بنقيض بين أحداث ومشاعر الفرحة والبهجة المحاطة من كل مكان بالمقابر.

وأكد المصور الأمريكي أن الرسالة فى جميع الصور بأن الحياة والموت كلاهما يسيران بطريق مواز، قائلًا: "ما جذبنى لالتقاط تلك الصور والتي أعتقد أنها كانت جزء من تاريخ مصر بالقرن الماضى، لأن مصر اليوم بدت ملامحها تتغير على غير ما كانت، وعندما تم تصويرها اتفقت مع زوجتى على العودة القاهرة مرة أخرى وإقامة معرض لتلك الصور فيها فهى وثائقية عن أناس حقيقيون عاشوا مع الأموات فى فترة من الزمن، واليوم بالتأكيد تغيرت الأوضاع".

وأكد كاشي أنه شاهد مراسم لدفن أحد الأموات، وأنها كانت من اللحظات  الصعبة التى عاشها ولا يمكن نسيانها، وكانت لمدة 15 دقيقة في العراق، متابعا: "كدت أنا وزميلى أن نموت فكانت طائرة هليكوبتر فوقنا تضرب مجموعة من المسلحين  ب "الأر بى جى" وعلى الجانب الثانى قوات أمريكية ونحن بين كفي الرحا، وأحمد الله على نجاتي من براثن الموت، وهذا يذكرني بما يعيشه الصحفيين والمصورين فى غزة والذين يلاقوا الموت ويستهدفون خلال عملهم فى نقل الحقائق والوقائع للعالم فهم جنودها.

وقال كاشي أنه قدم عدد من المشروعات المصورة ذات البعد الإنسانى وفى مقدمتها محنة اللاجئين السوريين، ومرض الكلى المزمن بين العمال الزراعيين، وتغير المناخ، الشيخوخة في أمريكا، والمجتمع البروتستانتي في أيرلندا الشمالية، تأثير النفط في نيجيريا وغيرها من القضايا التى تهم الانسان.

وأعلن المصور الأمريكي أنه يستعد لطرح كتاب جديد الفترة المقبلة عن فترة وباء كورونا وثانى عن التغير المناخي، ومن المقرر أن يستمر العمل عليه 5 سنوات قادمة، مشيرا إلى أن آخر كتاب صدر له  كان ضمن 12 كتاب طرحهم بعنوان "اللحظات المهجورة: رسالة حب للتصوير الفوتوجرافي"، والذي سجل فيه بعض اللقطات الحيوية والتى تميزت بالتلقائية من الصور التي التقطها على مدار 40 عاما خلال مشواره المهني.

واختتم المصور الأمريكي كلامه بأن الصورة هي أفضل سلاح ووسيلة في نقل الوقائع والأحداث بكافة أشكالها وتوثيقها.

وعلى جانب آخر شهد المعرض إقبال كثيف من قبل محبى ومحترفى التصوير الفوتوجرافي من المصريين والأجانب الذين أبدوا إعجابهم بفكرة المعرض التى توثق لفترة زمنية من عمر مصر، ولكن بعيون أجنبية تسعى لإبراز كل ما هو جميل ويبعث للحياة وسط قتامة أو صعوبة ظروف الحياة.

جدير بالذكر أن المصور الأمريكي إد كاشي حصل على العديد من الجوائز العالمية في التصوير الفوتوجرافى طوال مسيرة مهنية امتدت لأكثر من 40 عامًا، كان آخرها عام 2022 فنال جائزة التصوير الفوتوجرافي الدولية وفي نفس العام الجائزة الدولية للابداع في لندن، بالإضافة إلى إقامة عدد من المعارض حول العالم.

كما نشرت صوره بأشهر المجلات الأمريكية منها «نيويورك تايمز، أوكسفام، مجلة تايم» واستعانت بصوره عدد من المؤسسات التي تعمل في مجال تقديم الرعاية الانسانية والطبية مثل مؤسسة روبرت وود جونسون وغيرها.