المركزي الأوروبي يحذر من المخاطر المالية المتزايدة بسبب ارتفاع الفائدة
حذر البنك المركزي الأوروبي من أن النمو الضعيف لاقتصادات منطقة اليورو سيفاقم المخاطر التي تهدد الاستقرار المالي نتيجة ارتفاع أسعار الفائدة.
وقال البنك في تقريره نصف السنوي عن مراجعة الاستقرار المالي إنه مع استمرار تأثيرات حملة التشديد غير المسبوق للسياسة النقدية في منطقة العملة الأوروبية الموحدة، يمكن أن تتعرض دخول المستهلكين وإيرادات الشركات والماليات العامة للدول الأعضاء لضغوط إضافية إذا استمر الأداء المخيب للآمال للاقتصاد.
ونقلت "بلومبيرج" عن لويس دي جويندوز نائب رئيس البنك المركزي الأوروبي قوله إن "النظرة المستقبلية الضعيفة للاقتصاد مع تداعيات التضخم المرتفع تحد من قدرة الأفراد والشركات والحكومات على خدمة ديونها... من المهم بالنسبة لنا أن نظل متيقظين في الوقت الذي ينتقل فيه الاقتصاد إلى بيئة فيها أسعار الفائدة ترتفع، مع تنامي حالة الغموض والتوترات الجيوسياسية".
يأتي ذلك في الوقت الذي تدهورت فيه النظرة المستقبلية لاقتصادات المنطقة التي تضم 20 دولة من دول الاتحاد الأوروبي، مع احتمال ركود الاقتصاد مع انكماشه بمعدل 0.1 في المائة من إجمالي الناتج المحلي خلال الربع الثالث من العام الماضي.
والمتوقع أن يكون أي نمو للاقتصاد خلال العام المقبل طفيفا، في حين أن المخاطر الكامنة مثل تاثيرات حالة عدم اليقين الناجمة عن الفائدة المرتفعة والتوترات الجيوسياسية كانت مسيطرة أثناء اجتماع مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي لمراجعة السياسة النقدية في الشهر الماضي.
يذكر أن البنك المركزي الأوروبي رفع أسعار الفائدة 10 مرات منذ منتصف العام الماضي لكبح جماح التضخم، ثم قرر الإبقاء عليها دون تغيير في اجتماعه الأخير في أكتوبر الماضي. ورغم أن الإحساس بتأثيرات زيادات الفائدة المتتالية يتزايد في قطاعات مثل العقارات، فإن الجزء الأكبر من تأثيرات الزيادة لم يصل إلى تكلفة الاقتراض بالنسبة للمستهلكين والشركات والحكومات نظرا للارتفاع التدريجي للفائدة على هذا الاقتراض.
وفي الأسبوع الماضي راجعت المفوضية الأوروبية توقعاتها الاقتصادية لعامي 2023 و2024 نزولا حيث فقد النمو الاقتصادي في الاتحاد الأوروبي الزخم.
وقال فالديس دومبروفسكيس نائب رئيس المفوضية الأوروبية "لقد كان عاما مليئا بالتحديات لاقتصاد الاتحاد الأوروبي الذي تباطأ جراء حرب الروسية في أوكرانيا، وضعف الطلب العالمي وارتفاع أسعار المستهلك".
ومن المتوقع أن ينمو إجمالي الناتج المحلي في 2023 في الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو بواقع 0.6 في المائة أو 0.2 نقطة مئوية، أي أدنى من توقعات المفوضية السابقة.
وتتوقع المفوضية أن ينمو الاقتصاد في الدول الـ 27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بواقع 1.3 في المائة في 2024 بينما من المتوقع أن ينمو في منطقة اليورو المؤلفة من 20 دولة بواقع 1.2 في المائة.
وفي ظل تراجع الضغط الناجم عن التضخم ومعدلات الفائدة المرتفعة، من المقدر أن يبلغ نمو إجمالي الناتج المحلي 1.7 في المائة بالاتحاد الأوروبي و1.6 في المائة في منطقة اليورو في 2025.
ومن المتوقع أن ينخفض التضخم السنوي في منطقة اليورو من 5.6 في المائة في 2023 إلى 3.2 في المائة في 2024، بينما من المتوقع أن يتراجع التضخم في الاتحاد الأوروبي من 6.5 في المائة في 2023 إلى 3.5 في المائة خلال 2024.