مسؤولو كنسية يتبرعون لبناء مسجد في حي الأزهري ببني سويف: "ده العادي بتاعنا" (صور)
شهدت محافظة بني سويف، اليوم الثلاثاء، تبرع مسؤولي كنسية الملاك ميخائيل، بأطنان من الأسمنت للمساهمة في بناء مسجد التوبة المجاور للكنيسة، بحي الأزهري بمدينة بني سويف، وقدموا التهنئة لأخوانهم المسلمين للبدء في بناء المسجد.
حيث زار القمص بيمن لوقا، والقس أغاثون، رعاة كنيسة الملاك ميخائيل بحي الازهري بمدينة بني سويف، موقع بناء المسجد المجاور للكنيسة لتقديم التهنئة ببناء المسجد، وتبرعهم بأطنان الأسمنت للمساهمة في أعمال البناء، وكان في استقبالهم "الشيخ أحمد رمضان، ومجدي غالي، وأحمد حسين غالي" من القيادات الطبيعية بالحري، وعددًا من الأهالي والقائمين على بناء المسجد، وسط حالة من السعادة وحفاوة الاستقبال.
وقال القمص بيمن لوقا، كاهن بالكنيسة: ما نقدمه اليوم لأشقائنا المسلمين ليس جديد على علاقتنا، حيث سبق وساهموا معنا في إعادة تجديد الكنيسة، فضلًا عن قيامهم بحماية الكنيسة من أي اعتداءات خلال فترات الانفلات الأمني التي أعقبت أحداث يناير 2011م "يعني إحنا بنردلهم الجميل".
وأضاف: سعادتنا لا تقل عن درجة سعادة إخواننا من مسلمي حي الأزهري، بل تزيد سعادتنا لمشاركتنا لهم في بناء المسجد، لأن بناء مسجد نعلم جيدًأ أن يسعد أخواننا المسلمين، وما يسعدهم بالطبع يسعدنا، لأننا نعيش في حي الأزهري كأخوة وتجمعنا علاقة طيبة منذ زمن بعيد "نحن محظوظون لعلاقتنا الطيبة".
وواصل: "نحن نعيش معًا في حي الأزهري كأخوة في محبة ومودة لا تعرف الفرق، حيث يجمعنا القلب طريقًا، نشارك بعضنا البعض في السراء والضراء، وفرحنا يتشارك مع فرح إخواننا المسلمين، وحزننا يتألم مع حزنهم، وبناء مسجد للعبادة يعد حدثًا يفرح إخوتنا المسلمين، وما يسعدهم يسعدنا أيضًا".
وتابع: نفتخر جميعًا بأننا أبناء وطن واحد، وهو مصر، حيث يتوحد تحت سماء واحدة. حب مصر محفور في قلوبنا، وما نقدمه لإخوتنا المسلمين من مساعدة في بناء المسجد يعبر عن مدى محبتنا وتضامننا معهم في فرحهم، وندعوا لهم بإن يوفقهم الله في إستكمال بناء المسجد، خاصة في ظل هذه الظروف الإقتصادية، وما نشهده جميعًا من إرتفاع الأسعار خاصة أسعار الحديد والأسمنت ومواد البناء، لكننا نعلم علم اليقين أنهم يشيدون بيتًا من بيوت الله ونعلم أنه سيساعدهم في إتمام عملية تشييد المسجد "ونبارك لهم بدء أعمال البناء".
وقال الشيخ أحمد رمضان، أحد سكان حي الأزهري: "هناك بين أهلنا بحي الأزهري رجالًأ كتبوا أسمائهم بأحرف من نور نتيجة أعمالهم الطيبة، بداية من المسلمين المساهمين منذ 40 عامًا في بناء الكنيسة ووصلنا اليوم للقمص بيمن ومسؤولي الكنيسة الذين كتبوا أسمائهم بأحرف من نور بهذا العمل الذي نحن بصدده اليوم".
وأضاف: تعلمنا وتتلمذنا على العلاقة الطيبة بين مسلمي ومسيحيي حي الأزهري على أيدي آباءنا وأجدادنا ممن تبادلوا مع مسحيي الحي المساهمات في أعمال الخير، وتشييد وفرش دور العبادة سواء مساجد أو كنائس، أبرزهم الحاج حسين، الذي تبرع بطوب بناء الكنيسة والمعلم غالي، الذي تبرع بفرش المصلى الأولى بحي الأزهري.
وقال مجدي غالي، أحد أبناء حي الأزهري: والدي المعلم غالي كان شريكًا للحاج حسين جمعة، والد الأستاذ أحمد، الذي يشرف على بناء المسجد، ونعيد كتابة التاريخ مثلما فعلا أبوينا بمشاركتهم في بناء المسجد، كاستمرار لشراكة في عمل الخير والعمل الوطني الذي ينم عن المحبة بين أهالي حي الأزهري مسلمين ومسيحيين.