السكري بعد الأكل: الأعراض والإدارة المناسبة
يُعد مرض السكري حالة مزمنة معروفة منذ الحضارة الفرعونية. يحدث نتيجة عجز البنكرياس عن إنتاج الإنسولين بالكمية التي يحتاجها الجسم، أو عجز الجسم عن استخدام الإنسولين المنتج. ويعزى سبب الإصابة به في معظم الحالات إلى العوامل الوراثية، بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بالسمنة.
تُعتبر النسبة الطبيعية لنسبة السكر في الدم بعد الصيام لمدة 8 ساعات بين 80 و100 ملغم/ديسيلتر. وعند ارتفاع السكر إلى 120 ملغم/ديسيلتر، يجب مراقبة نسبة السكر بعد الأكل بانتظام. وقد حذرت الدراسات الحديثة من خطورة ارتفاع السكر بعد الأكل على صحة القلب والشرايين. لذا، يُنصح بتنظيم مواعيد تناول الطعام وتجنب الأطعمة التي ترفع نسبة السكر في الدم، سواء كان الشخص مصابًا بالسكري أو لا.
ارتفاع السكر في الدم بعد الأكل يشكل مشكلة صحية خطيرة للأشخاص المصابين بالسكري. عندما تبلغ نسبة السكر في الدم 180 ملغم/ديسيلتر أو أكثر بعد تناول الطعام، فإن ذلك يشير إلى احتمالية إصابة الشخص بالسكري دون أن يدرك ذلك.
أعراض ارتفاع السكر في الدم بعد الأكل تشمل الشعور بالتعب والضعف والإنهاك، والشعور بالعطش الشديد وزيادة التبول، وتشوش الرؤية ورجفة الجفن المتكررة، والنمنمة أو الوخز في الأصابع، وتقلص العضلات وصعوبة استرخائها، وزيادة معدل التنفس، والدوار والغثيان، وجفاف الفم والحلق واللسان، وألم في البطن، وفقدان القدرة على التركيز، وانبعاث رائحة تشبه رائحة الفاكهة من الفم. يمكن أن يؤدي ارتفاع السكر بعد الأكل إلى مضاعفات مثل الالتهابات في مناطق حساسة في الجسم، وبطء التئام الجروح، وضرر الأعصاب، ومشاكل في القلب والشرايين، وانخفاض مستوى الرهوموجلوبين A1c. لذا، من الضروري مراقبة مستوى السكر في الدم بعد الأكل واتخاذ الخطوات اللازمة للتحكم فيه.
توجد بعض الإرشادات العامة لإدارة السكري بعد الأكل والحفاظ على مستوى السكر في الدم في نطاق طبيعي:
1. الرقابة على تناول الكربوهيدرات: ينبغي تقليل تناول الكربوهيدرات البسيطة مثل السكريات والمشروبات الغازية والحلويات. يفضل تناول الكربوهيدرات المعقدة مثل الحبوب الكاملة والخضروات الغنية بالألياف.
2. التحكم في حجم وتوقيت الوجبات: يفضل تناول وجبات صغيرة ومتكررة على مدار اليوم بدلًا من وجبات ثقيلة وكبيرة. يمكن تناول الوجبات الصغيرة كل 3-4 ساعات للمساعدة في توزيع السكر في الدم.
3. الاهتمام بالتركيب الغذائي: ينبغي تضمين البروتينات والدهون الصحية في الوجبات للمساعدة في تقليل ارتفاع السكر في الدم بعد الأكل. يمكن استشارة أخصائي تغذية لتحديد التركيب الغذائي الأمثل لك.
4. ممارسة النشاط البدني: يساعد ممارسة النشاط البدني المنتظم على تحسين استخدام الجسم للسكر وتخفيض مستويات السكر في الدم بعد الأكل. يُنصح بممارسة التمارين المعتدلة مثل المشي السريع وركوب الدراجة.
5. مراقبة مستوى السكر في الدم: من المهم مراقبة مستوى السكر في الدم بعد الأكل باستخدام جهاز قياس الجلوكوز في الدم. يساعد ذلك في تحديد تأثير الطعام على مستوى السكر في الدم وضبط الجرعات اللازمة من الأدوية إن وجدت.
6. الالتزام بالعلاج الدوائي: إذا كنت تتناول أدوية لعلاج السكري، فيجب الالتزام بالجرعات الموصوفة ومواعيد تنااولها وفقًا لتوجيهات الطبيب.